بشكل لافت، تزايدت نسبة المواطنين، لا سيما الشباب، الذين يقولون إنهم "متدينون" في المغرب، خلال السنوات الأربع الأخيرة، في موجةِ عودة قوية إلى التدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب أحدث استطلاعات "البارومتر العربي". تراجُع "غير المتدينين" تكشف المعطيات الواردة في استطلاع البارومتر العربي أن الشباب يتصدرون عودة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الدين، خلال السنوات الأربع الأخيرة. وانخفض، بشكل كبير، عدد الشباب المغربي من الفئة العمرية 18-29 سنة، الذين يقولون إنهم غير متدينين، من 24 في المائة، وفق استطلاع 2018-2019، إلى 10 في المائة فقط في 2021-2022. وكانت نسبة الشباب المغربي الذين يقولون إنهم غير متدينين في حدود 4 في المائة، حسب استطلاع 2012-2013، وارتفعت النسبة إلى 24 في المائة في 2018-2019، قبل أن تتراجع مرة أخرى إلى 10 في المائة في 2021-2022. وحسب المعطيات الواردة في البارومتر العربي، فإن الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "أصبحوا أقل إقبالا على اعتبار أنفسهم "غير متدينين"، لا سيما الشباب". وحسب المصدر نفسه، فإن أغلب المواطنين في دول المنطقة التي شملها الاستطلاع، عبر جميع دوراته، يعتبرون أنفسهم بأنهم "متدينون" أو "متدينون إلى حد ما". وأشار المصدر ذاته إلى أنه، في 2021-2022، طرأ تراجع في أوساط مواطني المنطقة، لا سيما الشباب، ممن وصفوا أنفسهم بأنهم "غير متدينين"، بعد بلوغ هذه النسبة ذروتها في استطلاع 2018-2019. استمرار الإقبال على الدين مستقبلا وتُظهر بيانات البارومتر العربي أن الدين مستمر في لعب دور أساسي في حياة أغلب الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن هذا الأمر يُرجّح أن يستمر في المستقبل المنظور. وبددت النتائج الجديدة للبارومتر العربي التوقعات التي كانت ترجّح أن تكون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أقلَّ تدينا في السنوات المقبلة، بعد أن ارتفعت نسبة الذين اعتبروا أنفسهم غير متدينين في استطلاع 2018-2019، حيث وصلت نسبة الذين اعتبروا أنفسهم غير متدينين في تونس إلى 31 في المائة، و25 في ليبيا؛ بينما تراوحت النسبة في باقي الدول التي شملها الاستطلاع بين 15 و5 في المائة. وبلغت نسبة الشباب بين 18 و19 سنة الذين قالوا إنهم غير متدينين، في استطلاع 2018-2019، مستوى قياسيا في تونس، حيث وصلت إلى 46 في المائة، وجاء المغرب في الرتبة الرابعة ب22 في المائة، خلف ليبيا (36 في المائة)، والجزائر(24 في المائة). النتائج التي توصل إليها البارومتر العربي تفيد بأنه يبدو أن منسوب التدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن يتراجع، على الأقل في السنوات المقبلة، حيث أصبح مواطنو المنطقة أقل إقبالا على اعتبار أنفسهم "غير متدينين"، وفق أحدث دورات الاستطلاع 2021-2022. ومقارنة بنتائج استطلاع 2021-2022، أضاف المصدر ذاته، فإن النتائج المسجلة في استطلاع 2021-2022 تمثل تراجعا كبيرا في نسبة مواطنين المنطقة الذين اعتبروا أنفسهم غير متدينين، إذ لم تتعد النسبة 10 في المائة (1 من كل 10). وجاء المغرب في صدارة الدول التي تراجعت فيها نسبة الذين اعتبروا أنفسهم "غير متدينين"، بواقع 7 نقاط، وست نقاط في مصر، وخمس نقاط في الجزائر، وأربع نقاط في كل من الأردنوفلسطين والسودان وتونس. وتراجعت نسبة المواطنين المغاربة الذين يقولون إنهم غير متدينين من 13 في المائة، في استطلاع 2018-2019، إلى 5 في المائة في استطلاع 2021-2022. وتراجعت نسبة الذين يعتبرون أنفسهم "غير متدينين" بشك أكبر في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، قياسا بالوضع قبل ثلاث سنوات، حيث تراجعت بواقع 12 نقطة مئوية في المغرب ومصر، و8 ناقط في الأردن، و7 نقاط في الجزائر، و5 نقاط في فلسطين. زيادة في الممارسة الدينية موازاة مع تراجع عدد المواطنين الذين يعتبرون أنفسهم "غير متدينين"، سجّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة في الممارسة الدينية، حيث طرأت زيادة في نسبة المواطنات والمواطنين الذين أفادوا بأنهم يتفاعلون مع النصوص الدينية بشكل يومي، بين الفترتين 2018-2019 و2021-2022. وسجّل البارومتر العربي زيادة نسبة المواطنين الذين قالوا إنهم يقرؤون أو يستمعون إلى القرآن، إذ قالوا إنهم يفعلون ذلك دائما أو أغلب الوقت في عدد من دول المنطقة. وسجّل المغرب زيادات كبيرة في هذا المضمار ب19 نقطة مئوية، وتونس ب13 نقطة، وفلسطين 11 نقطة، ولبنان ب7 نقاط، والسودان ب5 نقاط، والجزائر ب4 نقاط. وحقق التفاعل مع النصوص الدينية زيادة أكبر في أوساط الشباب عبر المنطقة، قياسا للفترة 2018-2019، بنسبة بلغت 22 نقطة مئوية في تونس، و18 نقطة في المغرب، و13 نقطة في الجزائر، و6 نقاط في السودان، و5 نقاط في الأردن، و4 نقاط في لبنان. وبلغت نسبة المواطنين المغاربة الذين أجابوا عن سؤال عما إذا كانوا يتفاعلون مع النصوص الدينية بشكل يومي بأنهم يفعلون ذلك دائما أو أغلب الوقت، 53 في المائة، في استطلاع 2021-2022، بعدما كانت النسبة في حدود 34 في المائة في استطلاع 2018-2019. (المصدر: موقع "هسبريس").