تنظر نسبة مهمة من المغاربة بعين الترحيب إلى المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المغرب، وتؤيد زيادتها، كما أنها لا تعتقد أن الغاية منها هي زيادة النفوذ الأمريكي في بلدها، بقدر ما ترى فيها دعما للتنمية الاجتماعية. وأفاد استطلاع للبارومتر العربي حول المساعدات الأمريكية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن 53 في المئة من المواطنين المغاربة عبروا عن تفضيلهم زيادة المساعدات الأمريكية الموجهة إلى المملكة، محتلين بذلك الرتبة الرابعة ضمن الشعوب الداعمة لهذا التوجه. وجاء الأردنيون في الرتبة الأولى ضمن شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المؤيدة لزيادة المساعدات الأمريكية، بنسبة 69 في المئة، ثم المواطنون السودانيون بنسبة 63 في المئة، بعدهم اللبنانيون بنسبة 54 في المئة. وإجمالا، فإن المواطنين في أغلب الدول التي شملها الاستطلاع أيدوا زيادة المساعدات الأمريكية، وتراوحت النسبة بين 48 بالمئة و69 بالمئة، باستثناء ليبيا والجزائر، حيث أعرب أقل من الثلث عن تفضيل زيادة معدلات المساعدات المقدمة من طرف واشنطن. وتقدر المساعدات التي قدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منذ عام 1946 إلى الآن، ب346 مليار دولار، تذهب إلى الإنفاق على مجالات عدة، منها العسكرية والإنسانية والتنموية، وفق المعطيات التي نشرها البارومتر العربي. وفسر البارومتر العربي الرغبة في زيادة المساعدات الأمريكية جزئيا بأن الكثير من المواطنين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتقدون أنها مفيدة لبلادهم. وأضاف المصدر نفسه أن أكثر من 4 من كل 10 أشخاص بالمنطقة قالوا في استطلاعات أجريت في 2020-2021 إن المساعدات الأمريكية تساعد في الدفع بحقوق المرأة، حيث بلغت نسبة الذين عبروا عن هذا الرأي في المغرب 41 في المئة، وبلغت في لبنان 50 في المئة، وفي تونس 46 في المئة، وفي الأردن 40 في المئة. وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من مواطني دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينظرون إلى المساعدات الغربية، ومنها الأمريكية، ب"عين الريبة"؛ إذ يعتبرون أن الدافع الأساسي من وراء هذه المساعدات هو اكتساب النفوذ في بلادهم، غير أن هذا التصور يختلف من بلد إلى آخر. ويعتبر المغاربة من الشعوب التي لا ترى في المساعدات الأمريكية سعيا إلى اكتساب النفوذ في المغرب؛ إذ لم تتعد النسبة المؤيدة لهذا الطرح 33 في المئة، بينما سجلت أعلى نسبة في ليبيا ب69 في المئة، وفي لبنان 63 في المئة، وفي الجزائر 55 في المئة. وأعرب 23 في المئة من المغاربة، بحسب استطلاع البارومتر العربي، عن اعتقادهم أن الدافع الأساسي للمساعدات الغربية الموجهة إلى المغرب هو التنمية الاقتصادية، ورأى 16 في المئة منهم أنها تهدف إلى تعزيز الاستقرار الداخلي، بينما قال 15 في المئة إنها موجهة لتحسين حياة المواطنين، واعتبر 12 في المئة أنها تستهدف تعزيز المجتمع المدني.