كما يقول المؤرخ و الكاتب عبد الله العروي، "للحداثة مجالها و للأصالة مجالها… فالياباني خارج منزله كأنه أمريكي، و داخل بيته يظل يابانيا…"، فالرأي أن نظل كمغاربة داخل بيوتنا نحتكم لأصالتنا التي لابد أن تظل مؤطرة بقوانين لا تخالف الشرع، و أن نحتكم لقانون الكفاءة الحقة خارج بيوتنا في مجال العمل في إطار الحداثة. فداخل بيت الزوجية، الحقوق و الواجبات بين المرأة و زوجها يجب أن تحتكم للشرع لأننا مسلمون نعيش في دولة مسلمة و الدين المعاملات… و في مجال العمل بطبيعة الحال، يعني في إطار المسؤولية الإدارية و تلبية للمصلحة العامة، يطبق القانون الوضعي الحديث و تعطى الأولوية للكفاءة العلمية، و القدرات الفكرية، و الموهبة، و المردودية، بكل تجرد شريطة توفر النزاهة مع إعمال مبدأ "من أين لك هذا" في كل لحظة و حين دون تمييز بين الرجل و المرأة. و في بوم ذكرى الإحتفال بالمرأة السنوي المقرر عالميا، مع أننا في المغرب نحتفل بالمرأة يوميا كأم و كأخت و كإبنة و كحفيدة و كزوجة، لابد أن نحافظ على المرأة كامرأة حتى تحتفظ بأنوثتها فجمالها الساحر. لا يمكن للرجل أن يعتني بالمرأة و هي لا تحتاج لعنايته… و الكلام هنا يتعلق طبعا بالعناية العاطفية و بالمشاعر تجاهها، ولكن لا يمكن للرجل أن يثبت حقيقة مشاعره دونما حجة مادية، من هدايا أو مجرد التكفل بكل حاجيات بيت الزوجية و لو كانت الزوجة غنية، و بطبيعة الحال هنا نعود إلى المثل المغربي الذي يقول، ما معناه، "تزوج من فتاة من نفس مستواك الإجتماعي لترتاح"، و لابأس من بعض الإستثناءات طبعا ولكن على أن يظل الرجل رجلا و المرأة امرأة، لأن بيت الزوجية الذي يخلو من نخوة الرجل، و شهامة الرجل، و قوامة الزوج الحنون، بيت زوجية فاشل يتسبب في تعاسة و حزن المرأة في نهاية المطاف… في الأصل كان الرجل يخرج للصيد، و كلما كان صيده كبيرا سمينا كانت المرأة تفرح و تسعد لأن زوجها بدل أقصى جهده، بشجاعة و شهامة، ليأتي لها بالصيد الذي يوازي حبه لها، و لا شيء تغير اليوم، و لن يتغير إلى أن ينتهي كل شيء في الدنيا الفانية، فالمرأة مازالت امرأة و الرجل لابد أن يظل رجلا من أجل سعادة المرأة. للرجل حظ الأنثيين، و الرجال قوامون على النساء بكل بساطة و بلا فلسفة مهترئة، و إلا لضاعت النخوة لدى الرجال و لكان في ذلك تعاسة و حزن المرأة حقا و حقيقة… خلاصة: ربما أن التيار المتحكم في العالم، و الله أعلم، يريد التمكين للمرأة عبر فرض قوانين غير عادلة على الدول المحافظة، لأن المرأة تتميز بالليونة الضرورية لتغيير أسس المجتمعات السوية و تحويلها إلى تجمعات بلا مبادىء تفتقد للكرامة و النخوة و الروح البطولية، تجمعات تفتقد لمغزى الحياة، و في ذلك خطر على الإنسانية. و أما المغرب، فيجب أن يحافظ على أصالته لأنها سر جماله، أليس المغرب أجمل بلد في العالم؟