الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي
سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية
وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين
هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية
الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد
"سبيس إكس" الأمريكية تطلق 30 قمرا صناعيا جديدا إلى الفضاء
سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء
تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية
مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون
المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"
الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله
السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع
الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة
لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد
إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة
أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم
المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية
وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما
المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها
توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية
مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن
سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء
الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله
ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025
التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب
مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية
الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش
دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم
المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025
توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير
جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات
علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024
نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية
بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع
مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري
دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة
اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..
بريد المغرب يحتفي بفن الملحون
العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب
الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)
جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين
مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني
طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال
كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات
مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"
البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ
أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)
المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"
"بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون
للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)
حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله
عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة
توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"
توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الجريمة العاطفية.. أزواج «يشرملون» زوجاتهم بدافع الحب ورفضا لمطالبتهن بالطلاق
كل ذنب هؤلاء النساء أنهن يرغبن في فك الارتباط مع رجال أعمتهم الغيرة وحولتهم إلى وحوش
نزهة بركاوي
نشر في
المساء
يوم 28 - 12 - 2014
40 ألف حالة عنف ضد المرأة سجلت في المغرب سنة 2014. هذه هي الحصيلة السنوية التي أعلن عنها مرصد «عيون نسائية»، الثلاثاء الماضي، وهو يحصي ضحايا العنف في صفوف النساء. عنف لم يستثن حتى المسنات حيث تراوحت أعمار المعنفات ما بين 15 و 70 سنة وأكثر، لكن أزيد من 75 % منهن شابات يقل سنهن عن 40 سنة بمستويات تعليمية مختلفة، ثلثهن أميات (33%) لكن منهن أيضا الجامعيات (5 %).
معنفات تشكل المتزوجات منهن 53 في المائة، وأغلبهن عنفن من طرف أزواجهن لأسباب قد تكون تافهة في أحيان كثيرة. الأخطر من هذا أن هذا العنف يهدد الحق في حياة المرأة/الزوجة حيث إن العديد من الاعتداءات الزوجية انتهت بهلاك الزوجة أو بقائها على قيد الحياة بعاهات مستديمة لن تمحيها السنوات مهما طالت، بعدما مُزق وجهها وأنحاء مختلفة من جسدها باستعمال أسلحة بيضاء وشفرات حلاقة بشكل «بشع».
أخصائيون في المجال النفسي وصفوا هذه الاعتداءات العدوانية بأنها «عنف اضطهادي» و«سلوكات افتراسية» لا ترتبط أبدا بمشاكل نفسية أو ما شابهها، فقط هي ناتجة عن عقلية ذكورية تهوى التملك وتسعى إلى السيطرة والهيمنة وتخضع لمبررات مجتمعية «تبجل» الذكر وتجعل من المرأة «أمة» وخادمة، بل إن بعض الأزواج يعتبرون زوجاتهم ك«آلات» يحركونها وفق أهوائهم ورغباتهم، أو ك«حيوانات أليفة» هن في ملكيتهم الخاصة ولا حق لهن في التمرد أو التشكي أو الاحتجاج..وعليهن الانصياع بشكل مطلق لجميع الرغبات حتى وإن فاض بهن الكيل وفقدن القدرة على الاستمرار في مؤسسة الزواج -التي يفترض أن توفر السكينة والطمأنينة للزوجين معا- وما إن يطالبن بالطلاق حتى يتحولن إلى أعداء «تشحذ» الأسلحة للانتقام منهن والتمثيل بأجسادهن من خلال الضرب والجرح و»شرملة» وجوههن حتى يظل اسم الزوج محفورا في الذاكرة وعلى الجسد والوجه ولا يمحى إلا بالموت بسبب جروح غائرة تظل عصية على الزوال.
رغم الجهود التي بذلها المغرب في مجال محاربة العنف ضد المرأة، فإن هذه الظاهرة لا تزال متفشية داخل الأسر المغربية وتعاني من تداعياتها المرأة جسديا، قانونيا اقتصاديا، وكذلك نفسيا، بل إنها اتخذت بعدا أخطر بعدما توالت الاعتداءات، والغريب أنها صادرة عن أزواج تجاه زوجاتهم يفترض فيهم أن يكونوا أكثر الأشخاص حرصا على أمانهن وسلامتهن من أي خطر. حكايات اعتداء غريبة لأزواج أو مطلقين حولوا أجساد ووجوه زوجاتهم أو مطلقاتهم إلى أشبه بخريطة نحتوا عليها «عدوانيتهم» وساديتهم و»كراهيتهم» وخلفوا بها جروحا غائرة، فهذا انهال على زوجته بعصا بيسبول إلى أن لفظت أنفاسها وذاك «مزق» وجهها ب»زيزوار» وكأنه قطعة قماش، والآخر نحرها بسكين ووحدها الألطاف الإلهية أنقذتها من موت محقق وذاك قتلها شنقا لأنه «يعشقها» ليقرر اللحاق بها بالشكل نفسه..فقط لأنهن طالبن بالطلاق واخترن الانفصال سبيلا والنأي بأرواحهن عن خطر موت يهددهن يوميا بسبب توالي الاعتداءات بشكل وحشي، بشكل يعكس الرؤية التي لا زالت سائدة والمتعارضة مع روح دستور 2011 الذي ينص على المناصفة، ويصر على مكافحة التمييز بسبب الجنس، كما أن المادة 22 من الدستور تقر أنه لا يجوز لأي جهة خاصة أو عامة المس بكرامة الإنسان المغربي، فلماذا مازالت المرأة المغربية تعنف آلاف المرات خاصة أنه لا يخفى أن عنفا أمر وأقبح وحدها الجدران تستره يتم ربما ضد ملايين النساء بداخل بيوتهن ومن طرف أزواجهن أو خارجها من طرف رجال لا تربطهم بهن أي علاقة أسرية أو مجرد علاقات عابرة.
نجاة الكص، المحامية ورئيسة الجمعية المغربية لتنمية أسرة الألفية، صرحت بأن العنف هو ظاهرة كونية وتنتشر في المغرب كما بغيره من بلدان المعمور، لكن المقاربة الزجرية أبدت عدم نجاعتها، مما يعني أنه وجب البحث عن سبل وقائية للتقليل من هذا العنف اعتبارا لأن الأسرة هي صانعة الأجيال وهي نواة مصغرة وجب الاهتمام بها من خلال مجموعة إجراءات منها خلق قناة تلفزية خاصة تذيع برامج يومية للتوعية والتحسيس وكذا إنشاء مراكز للتوجيه الأسري وإشراك كل الفاعلين، فالأسرة يجب أن تبنى على المحبة والاحترام والمودة وليس العنف فتتحول إلى «حلبة مصارعة».
وسط هذه الموجة من العنف الأسري مازال مشروع قانون محاربة العنف ضد النساء الذي ترعاه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن لم ير النور بعد، ومازال قيد النقاش ليظل معه مصير النساء المعنفات والزوجات خصوصا معلقا في ظل صعوبة إثبات بعض أنواع هذا العنف، حيث لا تعطى أي أهمية له مادام «الدم غير موجود».
«المساء» تعيد تركيب سلسلة من حوادث مؤلمة لزوجات «عاشقات» تحولت أجسادهن إلى «جدران صامتة» تحملت الضرب والجرح والتنكيل حد الموت في بعض الأحيان بعد سنوات زواج وأحيانا شهورا فقط لتنتهين نياما في قبور مظلمة بعد أن تحملن شتى أنواع التعذيب، وأخريات شوهت وجوههن بعد أن عبثت بها شفرات حلاقة وأسلحة بيضاء باسم حب «أعمى» أو انتقام باسم «حب التملك» و«الغيرة».
العنف العاطفي.. أزواج اتجردواب من إنسانيتهم واافترسواب وجوه وأجساد زوجاتهم
أزواج عاشقون اينتقمونب لرجولتهم ولشهوة التملك وعدم تقبل فكرة انفصال المرأة
«ومن الحب ما قتل» مقولة طالما سمعناها وكأنها تمجد مشاعر الحب الجياشة الملتهبة في نفوس بعض العشاق الذين لا يطيقون صبر فراق الحبيب ولا البعد عنه، بل قد يصل الأمر بهم إلى وضع حد لحياتهم لإطفاء حر الشوق ولهيب الحب، وطالما تغنى الشعراء ومنذ الجاهلية بهذه العاطفة النبيلة ووصفوا لوع فراق الحبيب وعدم رؤيته بأنه «موت بطيء ونار وعذاب و.. لم يعد التغني بالمعشوقة ورثاؤها والتغزل في كمالها وجمالها موضة هذا العصر، فقد تغير الحال بحال أسوأ وما عادت الكلمات تشفي غليل التعبير لدى بعض الأزواج والعشاق بل إنهم أخذوا يستلهمون «كلماتهم» من قاموس «المطبخ» و»الجريمة» وأضحوا يتسلحون بأسلحة بيضاء أو شفرات حلاقة ليعبروا عن تشبثهم بالزوجة/الحبيبة لمنعها من مغادرة بيت الزوجية والامتثال للأوامر والانصياع لجميع الرغبات ودفعها للعدول عن فكرة الطلاق، وإن تشبثت بقرارها فعليها تحمل مسؤولية قرارها لأنها ستدفع ضريبته من جمال وجهها وجسدها، حيث لا يتردد بعض الأزواج في تعنيف زوجاتهم أو طليقاتهم أو صديقاتهم إلى حد «تشرميل» الوجه حتى يظل اسمه راسخا في مخيلتها حتى الموت، وحتى يقطع عليها كل الطرق للبحث عن رفيق سواه.
عنف تحت مسمى الحب
خمسون طعنة في الوجه و20 طعنة في اليد أغلبها جروح عميقة خلفت جروحا أعمق وأقبح في نفسية وذهنية «خولة» ذات ال17 ربيعا بعرصة ابن ابراهيم، بباب دكالة بمراكش. تحول جسدها الصغير إلى أشبه بخريطة نقش عليها زوجها بواسطة شفرة حلاقة عنفه وساديته بحقد وهو «يعبر» عن حب دفين لخولة التي تعلق بها إلى حد تشويه وجهها لمنعها من الطلاق الذي كانت قد طالبت به في وقت سابق. اختفى الزوج عن الأنظار لمدة ودخلت خولة إلى المستشفى لتلقي العلاج من جروحها الخارجية لتخرج بعد مدة من الحادث، بعد إلقاء القبض على زوجها ذي ال22 ربيعا، بقرار غريب تراجعت فيه عن متابعة الزوج وطالبت بالإفراج عنه مقدمة تنازلها بهذا الخصوص وكأنه لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون، ويعرض حياتها لخطر الموت بهذا الاعتداء، بل إنها بحثت له عن تبريرات لتسقط عنه هذا الوزر، مؤكدة أنه كان تحت تأثير المخدرات وكان فاقدا للوعي وغير مدرك لما اقترفت يداه في حقها. هكذا أصبحت تخرج تعابير الحب لدى البعض على شكل «زخات» عنف لتسيل الدم والدمع وتخلف الجروح والكدمات.
شوه وجهها بعدما طالبت بالطلاق
أيام فقط على حادث الاعتداء على خولة، وبالمدينة الحمراء أيضا وبالضبط بالقرب من محكمة الأسرة هاجم زوج زوجته وهو يحمل «زيزوار» واختار منطقة الوجه ليحدث به خمسة جروح وكأنه يود قطع الطريق عليها بعد الطلاق للبحث عن شريك آخر ما دامت متشبثة بالطلاق منه. شوه وجهها انتقاما وهو يلوح بشفرة الحلاقة في السماء مخلفا الرعب لدى من كان أمام المحكمة من الحاضرين وكأنه ينتشي بلحظة «انتصاره». شوه وجهها ليقطع عليها طريق الارتباط برجل آخر غيره. كان في حالة غضب وهيجان قصوى جعلت من الزوج(29 عاما) يفقد صوابه ويقدم على فعلته بعد علاقة زواج نبيلة جمعته مع زوجته لمدة، فيما كانت الزوجة تحت وقع الصدمة حيث أغمي عليها قبل أن تستعيد وعيها لمدة وتدخل في نوبة صراخ غير مصدقة ما وقع لها، بل وعلى يد زوج اختارت يوما أن يكون رفيق دربها في الحياة. رتق طاقم طبي جروح «سميرة» غير أن جرح غدر الزوج لا يمكن أن يمحى من مخيلتها، خاصة بعدما بصمه بجروح غائرة لا يمكن أن تمحى بسرعة، بل قد ترافقها طول حياتها وقد تجعلها تطوي صفحة الارتباط برجل آخر مدى الحياة. عناصر الشرطة القضائية فتحت تحقيقا حول ظروف وملابسات الحادث، ليتبين أن الأمر يتعلق بخلاف عادي بين زوجين كان يمكن أن ينتهي بطلاق سلمي على أن يختتم بشكل تراجيدي وتتدخل فيه الشرطة وينتهي بدخول الزوج إلى السجن ومتابعته في حالة اعتقال، فيما الزوجة ستتردد عشرات المرات على المستشفيات لعلاج جروحها التي ربما قد لا تندمل.
تانتقام بعد الطلاق
سمعت الضحية دقات الباب واستجابت وفتحته في وجه طليقها ببني ملال الذي مازال طفلهما الوحيد صلة الوصل بينهما. طلب منها أخذ صغيره لمرافقته طيلة ذلك اليوم فاستجابت بل وسمحت له بالدخول إلى البيت حيث كانت منهمكة في تحضير وجبة الفطور. كان الطليق يتعلل بطفله الصغير الذي لا يتجاوز سنته الثالثة بعد ليتردد على بيت طليقته. باغتها من الخلف ووجه لها مجموعة من الضربات في الوجه وكذا جروحا غائرة تطلبت (60 رتقا طبيا)، حيث لم تنفع توسلاتها لطليقها للكف عن هجماته وتعنيفه، وبلغ الحد إلى حد أنها وعدته بأنها ستتزوج منه ثانية غير أنه رفض، أسقطها أرضا ووضع رجله على وجهها وكأنه بصدد نحر كبش العيد وذبحها في العنق حيث أغمي عليها، فيما غادر هو البيت معتقدا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة. الطليق غادر إلى وجهة مجهولة فيما الطليقة ظلت تعيش في جحيم الخوف والريبة من أن تتعرض لتعنيف مماثل قد يزهق روحها في المرة الموالية.
تشبث الطليق بزواجه وارتباطه بطليقته جعله يدعوها دائما للعودة إليه لإتمام حياتهما معا غير أنها كانت متشبثة بموقفها لأن الزوج صعب المراس مفضلة المكوث ببيت عائلتها. قام الطليق بفعلته هذه تقول الأم و»لاذ بالفرار من البيت وبدأ يتصل عن طريق رقم مجهول ويهدد بقتل الضحية»، مضيفة «راه كان باغي يقتلها حيت قال ليا فالتيليفون واش باقي ما ماتتش، أنا غانقتلها مازال». وقد توجهت الضحية رفقة والدتها صباح اليوم الموالي إلى وكيل الملك في بني ملال، من أجل وضع شكاية ضد الجاني، الذي طلقها في يوليوز الماضي، إثر توالي المشاكل خصوصا في ظل عطالته عن العمل، حيث كانت والدة الضحية هي من تتكفل بالمصاريف اليومية لابنتها البالغة من العمر 24 سنة وحفيدها الصغير.
تعذيب وتحقير
تذوقت سعيدة كل أصناف التعذيب والتحقير من زوجها، وأمام هذا الوضع كثيرا ما طالبت بالطلاق منه غير أن طلبها يقابل بعنف وتجريح أكبر معبرا عن رفضه البات لهذا الطلب، وعوض البحث عن سبل تريحهما معا فإن الزوج يبحث فقط عن راحته الشخصية، ويبدو أنه يجدها في تعنيف الزوجة، تقول سعيدة ل»المساء» فهي تحرم من أبسط حقوقها المادية والمعنوية. قالت سعيدة أنها طالبت بطلاق الشقاق غير أنها عادت مرغمة بسبب تهديد زوجها لها مفضلة الصبر على أن تكون ضحية اعتداء بالسلاح الأبيض خاصة أنه طالما هددها بذلك، وأنها تخشى أن «يعبث» بوجهها بأداة حلاقة مثلما وقع لضحايا أخريات بعدة مدن، لذلك فضلت الصبر والرضا بقضاء الله وقدره على أن تنتهي إلى مصير مرعب قد تفقد معه حياتها وليس فقط تشويه جمال وجهها. تقول سعيدة إنها ترى «حقدا» كبيرا في عيون زوجها خلال أي خلاف بسيط بينهما، خاصة عندما تذكره بإمكانية الانفصال حفاظا على طيب العلاقة بينهما وبين عائلتيهما اللتين تنسجان علاقة طيبة فيما بينهما منذ سنوات وهي التي ولدت علاقة زواجهما. وأضافت أن الزوج يشعر بالتقزيم من رجولته في حال ما طالبت الزوجة بالطلاق، لذا تجده ينكل بزوجته فيما يراه أمرا عاديا في حال كان هو من قرر هذا الانفصال وليس من حقها هي الرفض أو الاحتجاج، بل أيضا هناك بعض الأزواج الذين يرغمون زوجاتهم على الانفصال والموافقة على ذلك باستعمال أدوات التهديد وهو ما تستجيب له بعض الزوجات خوفا من بطش أزواجهن بل إنها تتنازل حتى عن حقوقها الشرعية، تضيف سعيدة ل»المساء».
«تشرميل» الزوجات ظاهرة جديدة على مجتمعنا، حيث تبدلت ليونة بعض الأزواج ورزانة الأجداد إلى عصبية وعنف كبيرين في يومنا الحالي، عصبية تدفعهم إلى التفنن في تعذيب الزوجات ممن تمردن على الأعراف والتقاليد وطالبن بالطلاق لتتحول لغة الحوار والتفاهم إلى لغة التسلط والعنف والتجريح وقد تصل حد القتل أحيانا أخرى.. فكل حوادث اعتداء الأزواج على زوجاتهم التي ذكرت والتي ستذكر لاحقا هو في الحقيقة، تضيف عزيزة(فاعلة جمعوية)، «عنف همجي» لا مبرر له فالطلاق هو أيضا حق من الحقوق رغم أنه «أبغض الحلال عند الله» لكنه يكون الحل الأنجع عندما تتحول العلاقة الزوجية ومنزل الزوجية إلى أشبه ب»حلبة صراع» تستعمل فيها الأسلحة البيضاء، وقد تنتهي بحصيلة في الأرواح أو بتشويه أو بتعنيف لفظي أو جسدي.. فالزوج يبادر إلى الانتقام لنفسه ولرجولته فيسبق المساطر القانونية بأخذ «حقه» بيديه، بالضرب والتعنيف و»التشرميل» عوض أن «تتمرد» الزوجة وتبلغ مرادها بالطلاق منه، خاصة عندما يفسر بعض الأزواج مطالبة الزوجة بالطلاق بأنه بداية ربط علاقة ثانية مع رجل آخر مما يمس برجولته و»فحولته» أحيانا، وفق ما يتصوره هو، تضيف عزيزة ل»المساء».
أشهر انتقام باسم الحب
من لا يتذكر قصة مليكة السرساري بالرباط التي نحث اسمها خلال تسعينيات القرن الماضي في أذهان الكثيرين وهي التلميذة النجيبة البهية الطلعة التي كانت تتابع دراستها بشكل عادي بثانوية عبد الكريم الخطابي بحي يعقوب المنصور إلى أن تعقبتها عيون أحد المعجبين وأخذ يعاكسها باستمرار، مما جعل أسرتها تتقدم بعدة شكايات بهذا الخصوص دون أن تنتهي محنة ابنتها. ما كانت تظن مليكة أن اندفاع ذاك الشاب الغريب سيدفعه حد صب البنزين على جسدها من رأسها إلى أخمص قدميها ويضرم فيها النار بكل سهولة وكأنه يحرق كومة قش أمام الثانوية.
قصة مليكة كانت واحدة من الاعتداءات الرهيبة التي وقعت تحت مسمى الحب والغيرة والانتقام لتتلوها بعد ذلك العديد من حوادث الاعتداء التي يعتبرها منفذوها انتقاما من أجل الحب. يوم مشؤوم غير مسار مليكة وقلب حياتها رأسا على عقب. أمام باب الثانوبة تفاجأت مليكة بذاك الشاب الغريب عنها وهو يباغتها على عين غرة ويصب عليها البنزين بعد أن تشبثت بقرارها بعدم الارتباط بهذا الشاب والإبقاء على علاقة كانت قد جمعت بينهما فيما دفعه عدوانه إلى الانتقام منها عن طريق الحرق. باغت الشاب مليكة دون أن يمنحها فرصة للفرار فبعد أن صب البنزين عليها أشعل ولاعة بجسدها حيث سقطت أرضا وغابت عن الوعي وقد التصقت أطرافها بالأرض وسط اندهاش التلاميذ. نقلت الإسعاف مليكة التلميذة النجيبة إلى المستشفى بعد أن تم فصل جسدها عن التراب ولم تستفق إلا لاحقا وهي طريحة مستشفى ابن سينا. الغريب في الأمر أن الشاب عندما رأى صور مليكة وقد التهمت النيران جسدها حاول الانتحار ووضع حد لحياته.
كان الكل يجمع على ضعف الأمل في إمكانية إنقاذ حياتها فهي تعاني حروقا من الدرجة الثالثة تشمل كامل أنحاء جسدها بالوجه والأطراف وتستدعي بتر أصابع اليدين. توقف المسار الدراسي للشابة وعوض أن تتردد على فصولها الدراسية وتبحث عن معاهد عليا متخصصة دخلت في رحلات علاج طويلة بعدة مستشفيات امتدت لعدة سنوات دون أن تستعيد شكلها العادي، حيث قضت سنتين بمستشفى مكناس وسنتين بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، قبل أن يتدخل الملك الراحل الحسن الثاني ويتكلف بعلاجها بفرنسا لمدة سنتين. على الرغم من تغير شكلها الخارجي وتأثرها نفسيا بهذا الحادث الذي غير حياتها كليا إلا أن مليكة كانت محظوظة نسبيا واستطاعت بعد رحلة طويلة من العلاج داخل المغرب وخارجه، أن تضمد جراحها وتفتح صفحة جديدة مع نفسها والمجتمع، حيث في فترة علاجها بمستشفى ابن رشد تعرفت على شاب تفهم ظروفها وتقدم لخطبتها حيث تزوجا بعدما توقف العلاج وهي أم لطفلين وتعيش حياة مستقرة رفقة أسرتها الصغيرة. مليكة تعتبر نفسها ضحية لذلك الشخص الذي حكم عليه بالمؤبد وللمجتمع أيضا الذي حكم عليها بالإقصاء وتعتبر نفسها محكومة أيضا بالمؤبد «في مجتمع لا يرحم» وهي تحمل عاهات مستديمة بجسدها الذي التهمته النيران يوما بعدما كانت شابة مشحونة بالقوة والرغبة في تحقيق الذات، لتتحول إلى مجرد مريضة تبحث عن العلاج لتستعيد بعض جمالها الخارجي والداخلي. كل محاولاتها في استكمال دراستها باءت بالفشل مثلما تكسر حلمها في الحصول على تعويض يقلص القليل من الضرر الذي لحق بها.
أزواج يعشقون التسلط والدم
كثيرون هم الذين يعتبرون الأزواج الذين ينهجون طرق العنف ويعشقون لغة الدم أناس «غير طبيعيين» ويعانون من «اهتزازات نفسية» و«مرضية» هي من تقف وراء مثل هذه الأفعال الإجرامية، عنف «تفرضه» القوة الجسدية للرجال فهم «قوامون على النساء» حيث يتم تأويل هذه الآية القرآنية، تقول مريم (متزوجة معنفة) ويستدل بها بعض الأزواج في كل مرة ويقدمونها كمبرر وغطاء لهذا العنف اللفظي والجسدي، فالرجل هو القائد وهو الحكم وهو المتسلط والمعنف وينظر إلى زوجته كأنها مجرد آلة وجب عليها العمل دون أن تكل أو تمل وإذا ما اشتكت تكون له كامل السلطة في تعنيفها كيف ومتى شاء ودون أن يقبل دفاعها عن نفسها. يقول إدريس المساوي، طبيب نفساني بالدار البيضاء، ل»المساء» «الطلاق مباح وهو حق لأي زوجة ما عادت تجد راحتها في الاستقرار إلى جانب زوجها ويجب أن يقابل بالاستجابة لا بالعنف». والعنف، حسب المساوي، هو سلوك مرفوض دينيا ومجتمعيا وحتى أخلاقيا والعدالة يجب أن تنزل بكل قوة لتطبيق القانون وردع كل معنف لأنه يعطي مثالا و»شرعية» لأزواج آخرين في تعنيف زوجاتهم ما لم يطبق عليه القانون، فحتى لو تنازلت الزوجة المعنفة، مثل زوجة مراكش التي تعرضت ل50 جرحا غائرا في وجهها من طرف الزوج، (تنازلت) عن متابعة زوجها، إلا أن وكيل الملك أو الوكيل العام للملك يجب أن لا يتنازل عن متابعته قضائيا حتى لا نصبح أمام فوضى عارمة وأن يسحق جنس معين جنسا آخر فيما السلطات المسؤولة تقف موقف المتفرج.
المساوي قال إن «التشرميل» الذي تتعرض له بعض الزوجات ليس نابعا من نفسية مهتزة أو مريضة، بل هو عنف اضطهادي للنساء بصفة عامة وللزوجة بصفة خاصة، إذ نجد الزوج يتعامل مع زوجته ك«بهيمة» يحركها كيفما شاء ودون أي رادع ويجعل منها «أمة» وخادمة له بلا رحمة أو شفقة وإن أخطأت يعنفها ويفرط في هذا العنف إلى حد «التشرميل» مستغلا قوته البدنية لإخافتها وترهيبها حتى تركع له وتظل على هذا الوضع. فالزوج «المضطهٍد» يعتبر زوجته «ملك خاص له» وليس من حق أي رجل آخر الزواج أو حتى الاقتراب منها ولو بعد الطلاق، وإن طالبت بالطلاق يعنفها بشكل وحشي، غير أن المرأة المعنفة نفسها لها دور في استمرار هذا الوضع بسبب صمتها وقبولها لهذا الواقع وباستمرارها في صمتها المطبق تفتح المجال أمام الزوج المعنف ل»قتلها» في المرات الموالية وليس فقط ضربها. المساوي قال إن عنف الأزواج لزوجاتهم كان على مر السنين وليس ظاهرة وليدة اللحظة، غير أن الإعلام أماط اللثام عنه علما أن الإسلام بعيد كل البعد عن هذه الظاهرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم خير دليل على هذا فقد كان وديعا ومهذبا وخلوقا مع زوجاته ومتفهما لأوضاعهن النفسية المتغيرة.
شخصية الزوجة، يضيف المساوي، تلعب دورا حاسما في استمرار تعنيفها أو التوقف عن ذلك، فصمتها يعني خنوعها لرغبة الزوج في إشباع رغبته في ممارسة العنف بقسوة، باعتبار أنه تلقى تربية اجتماعية تجعل من الرجل «قوة» و«هيئة» وجب احترامها والخنوع لها. الطبيب النفساني قال إن المرأة بالنسبة لطينة هؤلاء الأزواج هي شبيهة «حيوانات أليفة» لا تفارق مالكها ويتحكم في حركاتها وتصرفاتها وفق هواه ورغبته. بعض الزوجات المعنفات يتعايشن مع التعنيف وكأنه أمر عادي في برامجهن اليومية، إذ يتذوقن التعنيف اللفظي والجسدي بشتى أشكاله دون أن يجادلن في هذا الموضوع مع أي أحد حتى عائلاتهن، على أمل أن يساعد الصمت في وضع حد لمعاناتهن، لكن الواقع يأتي مغايرا، حيث يرى خبراء واختصاصيون أن سكوت الزوجات يتيح لأزواجهن الاستمرار في انتهاك حقوقهن، بل ومضاعفة مستوى التعنيف في بعض الأحيان قد يصل إلى حد القتل.
الزمزمي: اعتداء الرجل على المرأة هو من اقلة الدين
قال تعالى في محكم كتابه العزيز «ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه» هكذا نهى الإسلام عن تعنيف المرأة، هذه الظاهرة التي اتخذت أبعادا خطيرة إلى حد أن الأمر تجاوز العنف العادي المعروف لدى الجميع من ضرب وعنف لفظي، بل إنه بلغ حد «تشرميل» وجه المرأة وجسدها انتقاما منها و»إثباتا» لرجولة هي في الأصل غير موجودة، فحتى الحيوانات لا يمكنها فعل مثل هذه الأمور. يقول الزمزمي مثل هذه الاعتداءات العنيفة بعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف، هي انتهاك للقيم الثقافية والدينية إلى جانب أنها انتهاك للحقوق الإنسانية للمرأة. وأضاف ضرب المرأة هو «قلة الدين»، فكل ما يقع اليوم في مجتمعنا ومختلف الظواهر الدخيلة علينا هي في الأصل نتيجة لابتعادنا عن قيمنا الدينية وعن تعاليم إسلامنا الحنيف الذي ينهى عن كل أصناف العنف، فالمرأة التي تطلب الطلاق وجب تسريحها والاستجابة لطلبها في حال استحالة استمرار الحياة الزوجية شرط أن تلتزم بأداء الصداق . «حنا فرطنا في الدين ديالنا وهذه هي النتيجة».
ارغم أننا سنموت سأبقى أحبك
شك في إخلاصها فعزم على قتلها بيديه مستعينا بحبل من القطن خنق أنفاسها به قبل أن يقرر شنق نفسه أيضا ليلحق بزوجته التي كان يحبها ويتعلق بها حد الجنون، ولم يمض على زواجهما سوى ثلاثة أشهر. النهاية المبكية لقصة الحب هذه سجلت فصولها بمدينة الخميسات، وبالضبط بمحل التصوير الذي كان الشاب (28 سنة) يمارس به عمله كمصور، حيث استقر به مع زوجته بعد أن تفاقمت المشاكل مع عائلته ليقررا الاستقرار بهذا المحل كحل أولي.
جريمة القتل هزت مدينة الخميسات الثلاثاء الماضي بعد العثور على جثة الزوجين داخل المحل بحي الزهراء، حيث كشفت أولى تحقيقات فرقة الشرطة القضائية أن الزوج أقدم على قتل زوجته ( 19 سنة )بخنقها بواسطة حبل قطني داخل المحل، وأن السبب الوارد يبقى هو الغيرة وشك الزوج الذي يحب الضحية ويتعلق بها كثيرا، وذلك وفق ما خط في رسالة تركها الزوج الهالك الذي عثر عليه معلقا وهو موصول بحبل كتب عليه «رغم أننا سنموت سأبقى أحبك»، بينما تم العثور بالقرب منه على زوجته.
الزوجان كانا يعيشان مشاكل عائلية كبيرة، حيث إن الزوجة الضحية ارتبطت بدون موافقة والديها، وأنها انتقلت للعيش مع عائلة زوجها بحي سيدي غريب، لينتقل الزوجان بعد تفاقم المشاكل إلى محل التصوير، غير أن المشاكل ستتفاقم عندما يعلم الزوج أن زوجته حامل في شهرها الأول، وأنها تحاول إجهاضه رغم معارضته، وهو ما جعل الشكوك تسيطر عليه ليقرر القيام بهذا الفعل خاصة بعدما عاد إلى المحل ووجد زوجته مغمى عليها بسبب الإفراط في تناول الأعشاب الطبية التي عثر عليها أيضا بالمحل وأقراص أخرى حيث وضع حدا لحياتها ليشنف نفسه مباشرة بعدها.
نجاة الكص *: الضابطة القضائية لا تعطي أهمية للعنف ضد الزوجة إلا إذا كان مقرونا بالدم
- نلاحظ في الآونة الأخيرة تزايدا ملفتا لحالات العنف ضد الزوجات من طرف أزواجهن بواسطة أسلحة بيضاء وشفرات حلاقة حيث يتم تشويه وجوههن . هل يمكن أن نعتبر هذا الفعل هو نوع من «التشرميل»؟
لا. لا علاقة بينهما. «التشرميل» ظاهرة لها خصوصياتها ويستعملها قاصرون، فهي ترتبط بفئة المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و21 سنة وهي جريمة جنائية ظهرت في بداية السنة الجارية، وكانت انطلاقتها بمدينة الدار البيضاء. و يقوم الفاعلون بالتسلح بالسيوف والسكاكين للقيام بعمليات السرقة والتباهي بعد ذلك بعرض غنائمهم من المسروقات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «فيسبوك». وعادة ما تكون الغنائم عبارة عن أموال وهواتف وملابس آخر طراز عالمي وأحذية عالية الجودة وساعات غالية الثمن وعطور راقية وساعات آخر صيحة وغيرها، والأصل أن الفاعلين يستعملون سيوفهم وأدوات جرائمهم من أجل الاستيلاء على ما خف وزنه وغلا ثمنه دون اللجوء للضرب والجرح أو قتل الضحايا.
وأسباب هذه الجريمة كثيرة جدا منها الفقر والبطالة والهدر المدرسي وعجز الأسر عن ضبط سلوكات أبنائها المنفلتة والتأثر بالفضائيات والإنترنيت التي تتفنن في نقل أنواع كثيرة من الجرائم. ويبدو أن الدافع الأساسي هو الانتقام من الأسرة المغلوب على أمرها ومن المجتمع ومن الدولة التي تخلت عن أبنائها وعن طريق هذه الجرائم الخطيرة يود الفاعلون في ظاهرة «التشرميل» إظهار شخوصهم كأبطال يستطيعون أن يأخذوا حقهم بأيديهم، معتقدين أن لهم الحق في التمتع مثل ضحاياهم. في نظري هذا نوع من الاحتجاج العنيف الصادر من فئة قاصرة محرومة ومقصية اجتماعيا واقتصاديا، في غياب العدالة الاجتماعية وعدم تطبيق واحترام حقوق الأطفال المنصوص عليها، خاصة في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وفي الدستور الجديد وفي مدونة الأسرة وغيرها من القوانين.
أما العنف الممارس على الزوجة من طرف الزوج أو العنف الزوجي فهو ليس حديث العهد، بل إنه كان ضمن «الطابوهات» غير أن الطفرة الإعلامية والمعلوماتية والجمعيات النسائية والحقوقية كسرت جدار الصمت منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، الشيء الذي شجع الزوجات المعنفات على الخروج من صمتهن وفضح جميع أشكال العنف التي يتعرضن له سواء كان لفظيا أو جسديا أو نفسيا أو اقتصاديا أو جنسيا أو غير ذلك...
- بالمناسبة. هل القانون الجنائي المغربي يحمي المرأة المعنفة وأفرد عقوبات رادعة لحمايتها حتى لو كان المعتدي هو الزوج؟
طبعا القانون المغربي يتضمن الكثير من المقتضيات القانونية التي تجرم الضرب والجرح والعنف بصفة عامة ضد المرأة/الزوجة، وهي كلها نصوص قادرة على ردع كل معتدي لكن المشكل الكبير الذي تواجهه المرأة المعنفة هو صعوبة الإثبات.
كما أن الضابطة القضائية لا تتوفر على وحدة مختصة ولا تعطي الأهمية للعنف إلا إذا كان مقرونا بالدم، وأن تكون الضحية في حالة خطيرة جدا كالضرب والجرح المفضي إلى عاهة مستديمة وإلى الموت. ويستخف كثيرا بالأضرار النفسية والمعنوية التي قد تدخل الضحية في انهيار عصبي قد يفضى بها إلى الجنون، فلا تولي لها أي أهمية وعدم حماية المرأة غالبا ما يضطرها إلى الرجوع لبيت الزوجية لتسكن مع جلادها، أو أنها في حالة غياب أسرة مساندة لها ستجد نفسها في الشارع، حيث تصبح لقمة سائغة وسهلة للذئاب البشرية، أو في مستشفى المجانين، خاصة أننا نفتقر لدور إيواء النساء المعنفات لاحتضانهن وتقديم جميع أنواع الدعم اللازمة لهن، وهذا موضوع آخر لن أفصل فيه في هذا الحيز الضيق بل تلزمه دراسة ومعالجة خاصة.
- إذن ما الحل للحد من هذا العنف أو على الأقل للتقليص من حدته مادام العنف هو ظاهرة عالمية لا ترتبط بمجتمعنا فقط؟
بالفعل العنف بجميع أشكاله وتجلياته هو ظاهرة كونية قديمة ولا يمكن استئصاله بشكل نهائي ومجتمعنا لن يكون استثناء. يجب أن نعي أولا أن المقاربة العقابية للحد من هذه الظاهرة أضحت غير مجدية، وبالتالي ففي نظري يتعين اعتماد مقاربة حمائية ووقائية للحيلولة دون هذا الارتفاع المهول في جرائم العنف الذي قد يصل إلى حد القتل.
صحيح أن القانون الجنائي يتوفر على مقتضيات زجرية كثيرة تعاقب على العنف، لكن هل العقاب كافي للتقليص من الظاهرة، لا أظن، بل أعتقد أن الحماية تبد أ من استئصال جذور وأسباب الجريمة قبل استفحالها.
ولمحاربة العنف ضد النساء هناك مشروع قانون لازال قيد الدراسة ولم يتمكن البرلمان من المصادقة عليه لعدة أسباب، من بينها عدم إشراك جميع الجمعيات في تدارسه وخاصة مراكز الاستماع، بالإضافة إلى كونه يضم مقتضيات تهم الطفل وغير ذلك من النقائص التي شابت المشروع ويجب تداركها قبل المصادقة عليه.
وفي نظري يمكن التقليل من حدة العنف الزوجي الذي قد يصل لحد القتل أو تشويه الجسد عن طريق إنشاء مراكز للتوجيه الأسري يتم فيها إخضاع الأزواج لدورات تكوينية قبل الزواج لتوعيتهم بحقوقهم والتزاماتهم وبناء أسرة مستقرة مؤسسة على الرحمة والمودة واحترام الزوجين لبعضهما ومواكبتهم بعد الزواج لمسا عدتهم على القيام بالمسؤوليات المنوطة بهم في تربية الناشئة وإعانتهم على حل مشاكلهم وتعليمهم مهارات التربية على القيم والأخلاق الحميدة وحسن التواصل بالرفق وليس بالعنف.
كما يجب إصلاح المنظومة التعليمية لتشكيل الوعي على تقدير الإنسان وتكريمه وتنوير فكره مع نشر ثقافة نبد العنف. إنشاء قناة تلفزية خاصة تعنى بشؤون وقضايا الأسرة والتوعية بالتربية على حقوق الإنسان واحترام كل جنس للآخر. كما يجب على الدولة تحمل مسؤوليتها في تنزيل وتطبيق القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تنص على مساعدة الأسرة في وضعية صعبة، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها وتمتيعها بوسائل العيش الكريم، وتمكين مكونات الأسرة رجالا ونساء وأطفالا من حقوقهم الأساسية للحد من الفوارق الاجتماعية بين فئات المجتمع مع تحقيق العدالة الاجتماعية.
* محامية بهيئة الدار البيضاء ورئيسة الجمعية المغربية لتنمية أسرة الألفية الثالثة
انتقم من زوجته بازيزوارب وشوه وجهها بفاس
خلاف بسيط بين زوجين بمدينة فاس بأحد الأحياء الشعبية انتهت فصوله، نهاية شهر نونبر الماضي، بشكل مأساوي. الزوج الشاب اعترض سبيل زوجته الشابة ووجه لها ضربات بآلة حلاقة على مستوى الوجه من أجل تشويه وجهها بغرض الانتقام، وجعل الزوجة التي قررت الانفصال عنه تعيش في تعاسة وشقاء فيما تبقى من حياتها، طبقا لما أشارت إليه خلال الاستماع إليها من قبل رجال الشرطة.
وجرى اعتقال الزوج أياما على الحادث، وتم الزج به في السجن الاحتياطي عين قادوس في انتظار الحسم في قضيته. وأقر بأنه كان يترصد الزوجة، بعدما عمد إلى اقتناء آلة حلاقة لدى تاجر بالتقسيط يوجد في الحي ذاته، حيث أخفاها بين أصابعه، وانتظر خروج زوجته من الحمام، قبل أن يباغتها بتسديد الضربة التي أسقطتها على الأرض والدماء تنزف من وجهها. ونقلت الزوجة، حسب ما تحكيه، إلى مصحة خاصة لرتق الجرح الغائر على وجهها، بينما لاذ الزوج بالفرار. وقررت الزوجة أثناء الاستماع إليها التمسك بمتابعة الزوج، ورفضت إجراء أي تنازل لفائدته. وطالبت في رسالة لها بدعم الجمعيات الحقوقية.
وأظهر التحقيق أن الزوجان لا يزالان في مقتبل العمر، حيث أن الزوجة تبلغ من العمر حوالي 19 سنة، بينما الزوج يبلغ حوالي 26 سنة. وتبين أن سبب الخلاف بينهما اتهام الزوجة لزوجها بأنه لا يقدر الحياة الزوجية، ولم يستطع أن يتكلف بحاجيات الأسرة، ما دفعها إلى مغادرة بيت الزوجية، في اتجاه منزل عائلتها، وهو ما أثار حنق الزوج الذي اتهمها بالتسبب في تعقد أوضاعه النفسية.
نساء المدن أكثر تعرضا للعنف و53 في المائة متزوجات
40 ألف حالة عنف ضد النساء في2014
النساء المتزوجات هن الأكثر عنفا من غيرهن، هذا ما أكده التقرير السنوي حول العنف ضد النساء الذي أعلن عنه مرصد «عيون نسائية» في لقاء صحفي بالدار البيضاء، بحر الأسبوع الجاري، حيث أكد التقرير أن 53 في المائة من النساء المعنفات اللواتي تقدمن بشكايات لدى مراكز الاستماع التابعة للمرصد هن متزوجات.
وأكد المرصد أن 40 ألف حالة عنف ضد النساء سجلت سنة 2014، مورست ضد 4940 امرأة، بمعدل ثمانية أفعال عنف ضد كل امرأة. وتشكل الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و38 عاما نسبة 75 في المائة من النساء اللائي تعرضن للعنف، كما أن المرصد لاحظ أن العنف المنزلي تعرضت له أيضا حتى المسنات، فقد تلقت مراكز الاستماع لشكوى 75 امرأة مسنة تجاوز عمرهن 60 عاما. كما جاء في التقرير أن 47 في المائة من النساء ضحايا العنف هن من المدن، فيما 10 في المائة منهن يأتين من هوامشها، فيما 16 في المائة ينتمين إلى البوادي. وأشارت نجاة الرازي إلى أن 793 ضحية للعنف يسكن في منازل غير لائقة تتكون من غرفة واحدة، فيما 392 يقطن في سكن قصديري.
ويتزايد العنف الممارس ضد الزوجات باستمرار لأن القانون يسمح بالإفلات من العقاب بالنسبة إلى الرجال، هذا ما أكدته بعض الفعاليات الحقوقيات خلال الندوة الصحفية التي تم خلالها الإعلان عن عدد النساء المعنفات في المغرب، اللواتي صرحن بالعنف الممارس عليهن، في حين أن العدد هو أكبر من ذلك بكثير اعتبارا للجوء الكثير من الزوجات إلى الصمت عن هذا العنف.
وأعلن المرصد عن مؤشرات مقلقة حول الإفلات من العقاب بالنسبة إلى حالات العنف ضد النساء المتزوجات، بشكل قد يتطور نحو الأسوأ، حيث إن 379 حالة اغتصاب زوجي لم تتمكن فيه الضحية من متابعة زوجها وفق المسطرة القضائية، كما تلقت 1141 شكوى بطرد الزوجة من منزلها ولم تنجح بعدها في العودة إليه، علاوة على استيلاء الرجال الأزواج على ممتلكات زوجاتهن في 150 حالة، والاستيلاء أيضا على دخلهن وأجرتهن في 113 حالة، إضافة إلى أن المرصد سجل 85 حالة لتزويج القاصرات اقترنت في غالبها بالاغتصاب.
وأشار المرصد إلى أن الأمهات العازبات أيضا يشكلن 30 في المائة من مجموع النساء المستجوبات في مراكز الاستماع للمرصد. بينما العازبات يمثلن نسبة 3 في المائة، والمطلقات نسبة 7 في المائة، والأرامل نسبة 2 في المائة، والمتزوجات بدون عقد يشكلن نسبة 3 في المائة.
لم تمنع «العشرة» التي دامت لحوالي 24 سنة في إقدام زوج على إعدام كل الأيام الجميلة التي جمعته بزوجته، بعد أن كشر عن أنياب الغدر والانتقام واشتدت بداخلة فورة الغضب وقرر الانفراد بزوجته بعد أن دعاها إلى مرافقته خارج المدينة. استجابت الزوجة طمعا في أن تكون «الخرجة» مناسبة لإنهاء الخلافات بينهما وطي الصفحة وفتح أخرى، وهما اللذان لهما ابنتان الأولى 18 سنة والثانية في ربيعها ال16.
أوقف الزوج سيارته بغابة المعمورة الكثيفة وانهال عليها بشكل مفاجئ بعدة ضربات في أنحاء مختلفة من جسمها مستعملا عصا البيسبول. وكانت الضربة القاضية التي جعلتها تسقط جثة هامدة هي التي وجهها لها جهة الرأس. وعندما انتهى من تنفيذ الجريمة توجه بكل برودة دم إلى أقرب مركز للدرك بالقرب من الطريق السيار للتبليغ عن الجريمة.
الزوج القاتل هو رجل أعمال حاصل على العديد من الشهادات العليا وعمل في ليبيا مدرسا، قبل أن يعمل في مؤسسة للنقل الطرقي، ومنها توجه نحو التجارة حيث استثمر في عدة محلات تجارية. خلافات مع زوجته هزت استقرار بيت جمعهما لسنوات، حيث كانت الزوجة الهالكة تعيب عليه إهماله وتراخيه في أداء المسؤولية وإنقاذ مشاريعه، وهو ما دفعها إلى مطالبته بتوكيل لإدارة أعماله لإنقاذها من الضياع. وتسبب استمرار الخلاف بينهما في نشوب نزاعات بينهما بشكل شبه يومي إلى أن انتهت فصوله بتوقيع هذه الجريمة التي هزت المدينة في يونيو الماضي.
يوم الحادث كان الزوج على موعد مع اجتياز امتحانات في كلية الحقوق بالقنيطرة حيث قرر مواصلة الدراسة رغم تقدمه في السن، لكنه كان في حالة غضب، ولم يستطع الدخول إلى مدرج الامتحان، ونادى على سائق العائلة، حيث أوصله إلى المنزل، وطلب من زوجته مرافقته لتناول وجبة غداء في مقهى تفضله في مدينة الخميسات، في حين تمسكت الزوجة بالتوجه إلى مدينة فاس حيث تقطن شقيقتها. وفي غابة المعمورة أوقف الزوج السيارة، وتوجه إلى الصندوق الخلفي، واستل العصا، وقام بتوجيه ضربات مميتة لزوجته، قبل أن يتوجه إلى نقطة الدرك لإخبارهم بالجريمة.
عبد العلي بنيعيش *: دخلنا مراحل المحارق الزوجية ووجب خلق طب أسري لتخليص الأزواج من البهيمية
- هل يمكن أن نعتبر «التشرميل» الزوجي ظاهرة جديدة على المجتمع؟
لاشك أن العنف ضد المرأة ليس وليد المرحلة الراهنة، بل هو استمرار لتغول الرجل منذ التاريخ القديم على المرأة، نتيجة إحساسه بالقوة البيولوجية والفيسيولوجية التي تمنحه سلطة القوة والتحكم الإيذائي بجسد المرأة الضعيف، وقد ينمو ويتطور هذا السلوك الافتراسي حسب مستوى درجة الاحتقان المجتمعي وتراجع قيمة التحضر والذوق الإنساني داخل المجتمع، وهذا كله ينعكس بالضرورة على الأسر التي تتحول بفعل انهيار القيم النبيلة إلى مستنقع للعنف الداخلي والعنف المضاد في أبشع صوره من قتل جماعي واغتصاب محارم والتشرميل المتبادل بين الأزواج.
والظاهرة المجتمعية الجديدة الملفتة للنظر أن العنف ضد النساء كما عرفته الجمعية العامة للأمم المتحدة:» بأنه «أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة»، انتقل بشكل مثير من طرف الأجانب ومن الشارع إلى الأزواج وداخل البيت، وهو ما أشار إليه الإعلان العالمي لمناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 بأن «هذا العنف قد يرتكبه مهاجمون من كلا الجنسين أو أعضاء في الأسرة أو العائلة أو حتى الدولة ذاتها.»
- ما السبل للقضاء على هذا السلوك الافتراسي كما أسميتموه من قبل؟
تعمل حكومات ومنظمات حول العالم من أجل مكافحة العنف ضد النساء، وذلك عبر مجموعة مختلفة من البرامج، منها قرار أممي ينص على اتخاذ اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة»كيوم عالمي للقضاء على العنف ضد النساء. مما دفع أيضا الحكومة المغربية إلى وضع مشروع قانون لمناهضة العنف ضد النساء يقضي بسجن مرتكب العنف 25 عاما، كما يتطرق مشروع القانون بشكل مركز وغير مسبوق إلى «التحرش الجنسي»، حيث يمكن أن تصل العقوبات إلى السجن ثلاث سنوات، كما تعتبر منظمة العفو الدولية أن «هناك العديد من مواد القانون الجنائي المغربي فيما يخص المرأة، تحتاج إلى التعديل لحمايتها من العنف والتمييز. هذا وسبق للمنظمة نفسها أن هنأت الحكومة المغربية على المصادقة بالإجماع على المقترح القاضي بحذف فقرة من الفصل 475 من القانون الجنائي، تتعلق بزواج القاصر من مختطفها أو المغرر بها. وجاء هذا التعديل بعدما خلف انتحار القاصر أمينة الفيلالي، في 10 مارس 2012، بعد فترة من تزويجها بالشاب الذي اغتصبها صدمة كبيرة في المغرب وصل صداها إلى العالم.
وفي انتظار صدور القانون وردع المشرملين لزوجاتهم، واستئصال الظاهرة تطلعنا العديد من الصحف وتقريبا بشكل يومي بأخبار مثل: لمْ يَكد أسبوعٌ يمضِي على تعرضِ زوجة قَاصرٍ لاعتدَاء وحشِيٍّ طالها على يدَي زوجهَا بمراكش، وبرز بصورةٍ استدعَتْ إخضاعهَا لعمليَّة جراحيَّة معقدة، حتَّى لقيَتْ سيدَة أخرى، في المدينة نفسها، مصيرًا مماثلًا منْ قبل بعلِها الذِي أحدثَ لها جروحًا غائرةً على مستوى وجهها، الضحيَّة سمِيرة، التِي يناهزُ عمرهَا العشرِين، كانتْ تستعدُّ صباح اليوم ِلحضُور جلسَة الطلَاق الأولى المبرمجة أمامَ قضَاء الأسرة، لتفاجأَ بزوجهَا يتقدمُ نحوهَا هائجًا، يستشيطُ من الغضب، ثم يشرع في العبث في وجههَا بشفرةٍ حادَّة أحدثتْ أزيد من أربعة جرُوح غائرةٍ.
يظهر أننا دخلنا مرحلة المحارق الزوجية، والعياء الأسري الذي يدل على أن التحمل والصبر والمعاشرة بالمعروف والافتراق بالإحسان بين الزوجين، والتي كانت سائدة ومتداولة في تقاليد العلاقة بين أجدادنا وجداتنا قد تبخرت وولت ولم يعد لها معنى بقدر لم يعد للزواج مفهوم، حيث أصبح زواج الطيش والمراهقة هو الصورة الطاغية، فأسقطت كل الانفلاتات والانفعالات المراهقية على العلاقات الزوجية فكان العنف والتشرميل الذي قض مضاجع الأمن وأقلق المغاربة السنة الماضية، والذي بدأ يختفي ظهر وبقوة هذه الأيام في أنبل مؤسسة وأدفئها وهي مؤسسة الزواج مؤسسة المودة والرحمة والعشق والافتتان.
- هل نحن أمام سلوك مرضي أم سلوك اعتيادي؟
في اعتقادنا أن الزوج المشرمل لزوجته هو بالتأكيد كتلة من الأمراض الاجتماعية والعقد النفسية والأهواء الفاسدة، تتمثل في أنه:
ذو تركيبة خبيثة وقلب مريض يتشبه بالشياطين لأنه طالب الشر متشبه بالسباع لأنه طالب الصيت والغلبة والافتراس.
يستسهل الفعل القبيح الدموي لكثرة وقوع عينه فيه، فلا يميز فيه بين زوجته ولا بين الخصم، لذا يتباهى بالعنف ويستحليه لما اجتمع في نفسه من الكبر والعجب والغرور والحقد.
يمتهن الشر، ويلتذ بكل ما هو شاذ، ولا يفسر مواقف الناس إلا من خلال منظار خبثه، فهو ينظر إلى زوجته أنها مثله في الخبث والدموية والعنف، لذا فهو يستبقها بالتشرميل قبل أن تبدأه كما يتوهم.
استخفاف بالحرمات والدماء والآلام، فنفسه تأنس بالرذائل والمعاصي وتنفر عن الطاعات والفضائل، ويفتخر ويغتبط في الأمور التي تكون البهائم والجمادات متقدمة له، لذا فهو ضعيف التمييز والتفكير، مغرق في التقليد الفاسد الصبياني لاستعراضه العضلات والقوة مع طرف ضعيف لا يملك توازن القوة ولا توازن الرعب.
وحتى لا تستفحل هذه الظاهرة وتتحول إلى مرض اجتماعي يستحيل التخلص منه، أو يتحول إلى سلوك اعتيادي وللأسف نحن في بعض الأحيان أصبحنا نستمتع بالفعل القبيح ونقلد كل شاذ ومنكر في السلوك الإنساني مما يستوجب الوقوف بحزم وعدم التساهل حول هذه الاختلالات الاجتماعية الخطيرة التي تنبهنا إلى كارثة قد تدمر العلاقات البنيوية للمجتمع والأسرة، مما يدفعنا إلى استحداث ما يمكن أن نطلق عليه الطب الاجتماعي الأسري لتخليص الأزواج من قيود البهيمية والافتراسية والعودة إلى الأصل الارتباطي بين الزوجين القائم على السكن والعشق والاستحسان والمودة والرحمة والفناء في المحبة بينهما وذلك بالاتجاه نحو:
1 تعزيز الاعتقاد الصحيح في الزواج وفي أهمية الاستقرار والهدوء الأسري، لتخليص الزوجين من مرض شبهات التيه والشكوك في الزوايا المظلمة من الحيرة والاضطراب.
2 خلق حالة نفسية لدى الزوج من استحقار العيوب والخجل من ظهورها، وأن سلوك المشرمل خاصة مع الزوجة يمثل أقصى البشاعة والرداءة الأخلاقية لدى الرجل في المجتمع.
3 الدفع بالزوج بالاتجاه نحو تقليل وقوع عينه في الفعل الأسري القبيح حتى لا يسهل استعماله مع زوجته، وتحسيسه بأن لذة الاحترام الأسري أعظم بكثير من لذة التفكك الأسري لأنها رذيلة وجب تجنبها، وأن التخلي عن لذة الغلبة على الزوجة هي الفضيلة الكبرى.
4 تنمية حس عشق الارتباط بالمعرفة بين الزوجين، لأنها تبين المناقص والمذام وتشكل ثورة على الأنماط العقيمة والجامدة بين الزوجين، ويكتشفا حقيقة نفسيهما وبأي شيء تكون سعادتهما وبأي شيء يكون شقاؤهما.
5 التفكير بإنشاء مراكز ومؤسسات تعيد البناء النفسي والوجداني والذوقي والروحي للزوجين، بالإنصات والتكوين الاجتماعي الأسري وإعادة الإدماج العاطفي من جديد.
6 تفعيل وتنزيل كل القوانين والتشريعات المنوط بها حماية المرأة أو التعسف عليها، وإعادة وقارها من جديد، لأنها الأصل لكل خير في المجتمع إذا ما تحلى الرجل معها بالإنصاف والمسامحة والمشاركة والرحمة، وهي القيم النبيلة التي تتفق عليها كل الطباع السليمة.
* باحث في القضايا الاجتماعية والنفسية ومسؤول جمعيات ومؤسسات تعنى بالشأن
الأسري والتربوي والفكري
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
«الحبس داخل ليه.. اللهم نصفيها ليك»
مع قهوة الصباح
المغربيات يبحثن عن الأمان بعيداً عن أزواجهن
المغربيات يبحثن عن الأمان بعيداً عن أزواجهن
المغربيات يبحثن عن الأمان بعيداً عن أزواجهن
أبلغ عن إشهار غير لائق