في أقل من أسبوع تعرضت زوجتان بمراكش لاعتداء من طرف زوجيهما، لتنضافا إلى طوابير النساء المعنفات اللواتي يتحملن وحشية أزواجهن في صمت، وقلة منهن فقط يملكن الشجاعة لينتفضن. الخطير في واقعتي الاعتداء الأخيرتين أنهما تمتا بوحشية، حيث تم تشويه وجهي الضحيتين، إحداهما طعنت أكثر من 50 طعنة. العنف ضد المرأة ليس وليد اليوم. ففي المغرب- كما في بلدان العالم أجمع- تحصل حوادث عنف كثيرة يوميا تتراوح بين اللفظي والجسدي، وغالبا ما تكون الخلافات بين الزوجين سببا في اللجوء إلى العنف لحسم النزاع. وللأسف، رغم الجهود التي تبذل للحد من الظاهرة، ورغم الحملات العديدة التي أطلقتها الكثير من الجمعيات المهتمة بالموضوع، فإنها لا تزال متفشية داخل الأسر المغربية وتعاني من تداعياتها المرأة جسديا ونفسيا، وقد يسبب ذلك معاناة لباقي أفراد الأسرة، خاصة الأطفال الصغار، بل قد يتطور الأمر إلى الأسوأ مع إقدام كثير من المعنفات على الانتحار أو الهرب من المنزل بحثا عن الخلاص من بطش الزوج وتواطؤ المحيط الأسري. الأرقام الصادرة عن المؤسسات المهتمة تسجل أن في بلادنا تتعرض امرأتان من بين كل ثلاث نساء لأحد أشكال العنف، وأن 6 ملايين امرأة من أصل 9 ملايين تتراوح أعمارهن ما بين 18 و64 سنة يتعرضن للعنف. وهذا يستدعي تحركا حكوميا عاجلا لوقف النزيف، عبر تكييف القوانين وإعادة النظر في العقوبات، التي ينالها المعتدون في اتجاه تشديدها. إذ لا يعقل أن تكيف تهمة زوج «شرمل» وجه زوجته بشفرة حلاقة إلى مجرد الضرب والجرح، في حين أن الألطاف الإلهية وحدها التي منعته من ارتكاب جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد.