الدين الإبراهيمي، البيتُ الإبراهيمي قد يُرادُ به: -إما (دمج اليهودية والنصرانية والإسلام) في دين واحد يجتمعون فيه على القدر المشترك بين الأديان باعتبار أن لها جميعا جِذرا واحدا ترجع إليه. -أو دعوى أن جميع هذه الأديان حقٌ، وأن الله يرضاها جميعا، وأن أصحابها سواءٌ، وأنها جميعا خيرٌ وتؤدي إلى الجنة. -أو ما يُسمى "بيت العائلة الإبراهيمية" تطبيقًا لاتفاقية الأخوة الإنسانية بإقامة مسجد وكنيس يهودي وكنيسة نصارى في مكان واحد باعتبار أنها جميعا حق وبُنيت لعبادة الله، وكلٌ يعبده على طريقته، وكأنها علامة على التسامح بين أبناء تلك الأديان بدلا من الصراعات بسبب الخلاف الديني، وأنها سبب في السلام والتسامح. وتسميتُه: إبراهيميا باعتبار أن جميع تلك الأديان ترجع إلى إبراهيم، وهم جميعا على ملته فبدلا من أن تُنسب إلى موسى أو عيسى أو محمد = فلتُنسب إلى إبراهيم فهو المتفق عليه بينهم. أقول: ذاك الدينُ وذاك البيتُ بهذه المعاني وشبهها هو من أعظم الكفر بالله والافتراء عليه كذبا، وهو تكذيبٌ للقرآن ولرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويُبطل أعظم حقٍ لله تبارك وتعالى على عباده في هذه الحياة الدنيا، وما هو إلا أحد السُبل البائسة لإطفاء نور اللهِ. – وهو مشروع سياسي ديني، ومن أخصّ ما يراد به إضعاف الأمة الإسلامية وإذلالها. – ومن رضيه أو دعا إليه أو شارك فيه وروّج له فهو من أعظم الناس كذبا على الله وصدًّا عن سبيل الله وإقرارا بالكفر والباطل ودعوةً للكفر بالله والردة عن الإسلام. – وهذا المشروع الخبيث مِن أخص ما ينبغي إنكارُه بكل صراحة ووضوح، وإقامة البينات على بطلانه وكفره. وهذا القدر لا ينبغي أن يحتاج بيانا أو أن يكون موضع اختلاف بل ينبغي أن يستوي فيه علم العامة والعلماء؛ فهو من أخصّ محكمات الدين وأسسه، ومع ذلك تجد من شياطين الإنس ممن يتكلمون باسم الدين يُضفون عليه صبغة شرعية بأنه لا يتعارض مع الإسلام الذي يدعو كثيرا إلى التسامُح وإلى اتباع ملة إبراهيم! وهو سببٌ تحسين صورة الإسلام بما فيه من تسامُح ومحبّة…الخ وتجد من المسلمين من مختلف الأعمار والطوائف والمستويات الثقافية من لا يجد فيه أي مشكلة ولا يجد فيه تعارضا مع دينه! {كان-واللهِ- يكفي أن تعلم مَن وراء ذلك المشروع ليظهر لك تلقائيا أنه بيتُ ضرار وَكُفۡر وَتَفۡرِيق بَيۡنَ 0لۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَاد لِّمَنۡ حَارَبَ 0للَّهَ وَرَسُولَهُ، وإنْ حلف أصحابُه أنهم ما أرادوا به إِلَّا 0لۡحُسۡنَىٰ ف0للَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ.} -ونفسُ حاجتنا لبيان هذا الأمر دليل ظاهر على ضرورة تأسيس المسلمين صغارا وشبابا على محكمات الإسلام وأن تكون أعظم وأولى ما يُعلّمون. . ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ ((وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ)) فهذه عشرةٌ محكماتٌ في بيان نور الله، من قول الله؛ فقولُه الحقُّ، وإذا قال اللهُ بطل قولُ كلِّ قائلٍ خالفَه كائنا مَن كان. وأرجو أن يقرأها كلُ والدٍ ومُعلّم وإمام مسجد ليعلم كيف يُوصِل تلك المحكمات لمن يَرعاهم ويُعلمهم.