المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال (بوريطة)        هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام        وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب    أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رد على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
نشر في هسبريس يوم 07 - 04 - 2019

نشر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي، الخميس 28 رجب 1440ﻫ الموافق 04 أبريل 2019م، بيانا للتنديد بالحفل الذي أقامه جلالة الملك محمد السادس لاستقبال سماحة البابا في معهد الأئمة؛ على اعتبار أن ما جاء فيه يتضمن تلفيقا بين عقائد الإسلام وعقائد المسيحية الوثنية. وقد سبقه بيان رابطة علماء المسلمين، الذي نشر يوم 31 مارس في الموضوع نفسه، منددا بتلفيق شعائر الإسلام بشعائر الكفر، وهو ما رددنا عليه في مقال سابق. وسنرد على هذا البيان، فقرة فقرة، في هذا المقال لما فيه من المخالفة للدين والعلم والواقع، وبالله التوفيق.
بدأ البيان بالبسملة ثم افتتح بقوله: الحمد لله الذي جعل شريعة محمد خاتمة الشرائع والأديان، ونسخ جميع الكتب والرسالات بالقرآن، وجعل أمّته خير أمّة أخرجت لبني الإنسان، والصلاة والسلام على المبعوث بالرّحمة والإحسان، مقيم العدل بالحجة والبيان، وبعد:
نبدأ مناقشتنا للبيان من افتتاحيته، فنقول: لم تُنسخ جميع الكتب والرسالات بالقرآن، وإنما صدّقها القرآن وأكد أنها الحق من الله، وأن فيها هدى ونورا، ويحكم بها النبيون والصديقون، وطلب من أهل الكتاب إذا أرادوا أن يكونوا على شيء أن يقيموا ما فيها من هدى ونور؛ إضافة إلى هيمنته عليها ببيان ما نسي أهل الكتاب منها، وما التبس عليهم حقه بباطلهم، وما أخفوه من حقائقها فأظهره الله في كتابه، وما كتموه من بعد علمهم به، وما كتبوه بأيديهم وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله، وكل تلك البيانات لم تلغ أو تنسخ شيئا من الحق والذكر الموجود في هذه الكتب والمحفوظ إلى يوم القيامة.
وللجواب عن قولهم: "جعل أمته خير أمة أخرجت للناس"، أقول: الكل يشهد بأن الأمة، اليوم، لا تمثل هذا الإسلام العظيم بشكل كامل ولا جزئي، وهو ما تدل عليه أحوالها البعيدة عن رسالة القرآن، ويصدق فيها قوله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (الفرقان: 30). والمعلوم أن القرآن في آية الخيرية إنما حدثنا عما ينبغي أن نكون عليه من صفات بمعنى "لتكونوا"، وليس ما أنتم عليه "كنتم"، ويفسرها ما بعدها: "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". قال تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون. (آل عمران: 110). والملاحظ أن القرآن لم يستثن أهل الكتاب من قضية الإيمان هذه، "ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم"؛ بل أقرَّ بأنهم ليسوا سواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم المؤمنون، وكثير منهم فاسقون. وهو بيان بأن الخيرية إنما هي بصفات الخير التي يتصف بها الناس، سواء كانوا أتباع محمد أو أهل الكتاب. ولذلك فاستشهاد البيان لا يدل على المراد منه، وهو أفضلية المسلمين في عنصرهم، وإنما في صفات الفضل والخير إن اتصفوا بها. ومثل ذلك قوله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ " (البقرة: 143). وفي تتمة هذه الآية نفسها نجد ما يُبيِّن أنهم بشر مثل الناس، يخضعون للابتلاء، وليمحص الله ما في قلوبهم ويعلم أعمالهم. قال تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤوفٌ رَّحِيمٌ. (البقرة: 143). فهناك منهم من ينقلب على عقبيه، ومن ينقلب على عقبيه لن يكون خيرا أبدا من غيره من المؤمنين من أهل الكتاب.
يبدو أن البيان يقوم على هذه الأفضلية المزعومة، وغير قادر على إدراك الوضعية المأساوية التي يعيشها المسلمون بين البشر؛ يقول: "فلقد اختلط الحقّ بالباطل حتّى أصبح حليم النّاس حيران، وكثرت على أمّة الإسلام الفتن والشبهات، حتى تسرّب الشك إلى ثوابتها فصارت تساوي نفسها بسائر الأمم، بل ترى نفسها أقل منها شأنا، وأدنى منها مكانة، ونسيت أنّها حاملة مشعل الهداية، والشاهدة على الناس، قال تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة:143)".
إن ما ذكره البيان من أفضلية المسلمين العنصرية على سائر الأمم مجرد وهم وأمانٍ لا تختلف عن عنصريات الأمم الأخرى، ومنهم شعب الله المختار، والشعب المبارك، وكذا الفرقة الناجية، وما إلى ذلك من المفاهيم الطائفية والقومية العنصرية، التي ردّها القرآن الكريم على أصحابها بأن تفضيلهم إنما هو ببعث الأنبياء فيهم وإرسال الرسل لهم؛ وكذلك تفضيل المسلمين بأن أرسل فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويدفعهم ليكونوا خير أمة أخرجت للناس. ولم يعن ذلك أنهم الأفضل عند الله من غيرهم، ولا أنهم أولياؤه من دون الناس، لأن كل هذه الأمور هي من الأماني التي بيَّن القرآن الكريم أنها لا تنفع أحدا. وقد قال تعالى في شأن بني إسرائيل: "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون". وقال تعالى: "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا؛ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (النساء: 123-124). وعليه، فإننا نرفض قولهم: "وجعل أمّته خير أمّة أخرجت لبني الإنسان"، الذي فهموا منه أن المسلمين أفضل من غيرهم، وأنهم شعب الله المختار بالمفهوم العنصري الذي فهمه اليهود من قبل، ونقول لهم: بل أنتم بشر ممن يخلق، والله يحكم بينكم وبين غيركم فيما تختلفون فيه يوم القيامة.
وجاء في البيان "وكان من مظاهر ذلك احتفاؤهم بالأديان الباطلة المحرفة، وإكرامهم لأحبارها ورهبانها ممن قال الله عنهم في كتابه العزيز: "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة:31) وقال عنهم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ" (التوبة:34)، وأكّد على هذا المعنى فذكرهم في أمّ الكتاب بصفتهم فقال: "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" (الفاتحة:7)، وما ذلك إلّا ليبقى هذا المعنى متقرّرا في نفوس المسلمين يكرّرونه في صلواتهم كل يوم، حتى يبقى الحق منصورا والباطل مدحورا، وتكون "كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا" (التوبة:40)".
الملاحظ أن البيان أثار موضوع استقبال أهل الأديان، وموضوع بطلان الأديان، وموضوع المغضوب عليهم والضالين باعتبارهم أهل الكتاب. وهي مواضيع أجبنا عن الثاني منها في مقالنا "مفهوم الإسلام"، وبينا أنه يشمل ما جاء جميع الأنبياء، وأجبنا عن الثالث في مقالنا "المغضوب عليهم والضالون ليسوا هم اليهود والنصارى"، وعنوان المقال واضح في الرد على قولهم. وتجدون المقالين على صفحات هذه الجريدة هسبريس. وأما الموضوع الأول فنجيب عنه بما يلي:
لقد قام البيان بمهاجمة ملك البلاد وسياسته، إذ هو من دعا سماحة البابا لزيارته، وقام باستضافته وإكرامه. ولست أدري ما العيب في ذلك عقلا أو دينا أو عرفا أو سياسة؛ وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك باعتباره نبيا رسولا، وباعتباره حاكما ومسؤولا. وتبعا للسياسة، فإن ما قامت به الهيئة من التشكيك والانتقاد غير العلمي لسياسة الحاكم في هذا الأمر، ومن التحريض للعلماء والأساتذة والشباب على مواقع التواصل والعامة، ليعتبر من الإرجاف والفتنة التي تخالف طاعة المسؤول، والامثتال لأوامره في تسيير البلاد، وعدم الإرجاف وإشاعة الفتنة، كما يفعل المنافقون الذين يذيعون كل أمر يثير البلبلة والاضطراب في البلاد. ويماثله في العصر النبوي ما جاء في قوله تعالى في سورة النساء: "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا. وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا. وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا". (80-83). وطبعا نحن لا نماثل بين الرسول عليه الصلاة والسلام المؤيد بالوحي، والملك الرجل العادي، وإنما نقارن بين مهمة الرسول عليه السلام، باعتباره رئيس الدولة أو أمير المؤمنين، وبملك البلاد وأمير المؤمنين، الذي يقود شؤونهم السياسية خصوصا. ورغم أن الهيئة "عالمية"، وليس لها أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، خصوصا إن كان لحساب بعض الدول ضد "دول أخرى"، فإن على الأعضاء المغاربة المنضمين إلى هذه المنظمة أو من يقودوها أن يخشوا من أن ينطبق عليهم ما جاء في الآية السابقة، من كونهم يقولون طاعة عندما يكونون مع الجماعة المغربية، وإذا برزوا منها بيت طائفة منهم غير الذي تقول. والمطلوب منهم أنهم إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أن لا يذيعوه وينشروه وينتقدوه خارج الهيئات الداخلية للبلاد، التي تنظر كيف تُصرِّف الأمور بما لا يضر البلاد ولا العباد. ولو ردُّوه إلى الرسول، الذي كان الحاكم آنذاك، أو من يقوم مقامه في عصر آخر، وهو الملك في مغربنا، وهو ولي الأمر فينا، لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولذلك نرفض من السادة الذين جعلوا لهم "اتحادا عالميا للعلماء"، أن يتدخلوا في شؤون بلادنا الداخلية لأن لها علماءها وأولي الأمر منها، وقضايا الأمن والخوف من اختصاصهم. ولا ينبغي إذاعتها وإشهارها عند من يستغلها للإساءة والإضرار بنا، وبمصالحنا ومصالح شعبنا، وإلا سيكون عملها عمل المنافقين الذين إذا خلوا إلى شياطينهم بيَّتوا غير الذي يقولون.
كان المطلوب من السادة العلماء أن ينظروا في زيارة البابا لبلادنا، ويُقدِّموا لنا اقتراحات لما ينبغي القيام به، لمواجهة المشاكل العديدة المتعلقة بالأديان في بلادنا. ومن أهمها تلك المئات من الآلاف من المهاجرين، خصوصا المسيحيين منهم، القادمين من جنوب الصحراء، والذين لم يعد المغرب بالنسبة إليهم مجرد محطة عبور، وإنما أرض استقرار. فما هي الاستراتيجية الثقافية واللغوية والدينية لاستقبالهم، خصوصا بعد أن يتزاوجوا هنا، ويلدوا جيلهم الثاني، بدينه ولغاته وثقافته وحقوقه الاجتماعية والسياسية والثقافية؟ أين هو دور العلماء التوجيهي لأهل الأديان هؤلاء؟ أين موقع التوجيه الإسلامي في هذه القضية، التي دعا ملك البلاد، نصره الله، سماحة البابا ليشركه في تدبيرها، كما تدعو الدول الغربية ملك المغرب ليشاركها في حل مشاكل الجاليات الإسلامية هناك؟ ألم يكن للسادة العلماء، وهم ألوف مؤلفة من العالم، أن ينظروا بعين الرحمة والرعاية والحكمة إلى ما قام به جلالة الملك وهو يبحث عن تحقيق الأمن الروحي للمغاربة، بمن فيهم أولئك المؤمنون المسيحيون الذين يأتون من جنوب الصحراء، والذين أصبح المغرب أهم محطة نهائية لاستقبالهم بدل بلدان أوربا، ودخلوا تحت رعاية أمير المؤمنين، باعتبارهم مؤمنين لا كفارا، كما صورهم بيان العلماء؟ إن لم يكونوا يعرفون ذلك، فليتهم سَكَتوا.
ثم ذكر البيان: "ولقد ثارت حفيظة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، جرّاء ذلك التبجيل منقطع النظير، الذي حظي به بابا الفاتيكان في زيارته الأخيرة للمغرب، والتي كنّا نتوقّع أن تكون زيارة دبلوماسيّة كحال غيره من سائر الضيوف الذين يزورون بلادنا، إلا أنّ ما حصل من أحداث جعلت هذه الزيارة حدثا مفصليا في تاريخ المغرب، بل في تاريخ الإسلام.
والسؤال هو: ما المشكلة في ثوران حفيظة المسلمين من الزيارة؟ هل كانت زيارة سيئة للمغرب أولا، ولباقي البلاد الإسلامية، أم العكس؟ بل السؤال الذي ينبغي أن يطرحه العلماء هو مدى استفادة المغرب من هذه الزيارة، ومدى تحقيقها للأهداف الملكية التي رسمت لها، في إطار سياسة المغرب المستقلة التي تحقق أهدافه التي يريد، خصوصا إذا اعتبرناها "حدثا مفصليا في تاريخ المغرب، بل في تاريخ الإسلام"، كما يقولون. وعلى العلماء في هذا الإطار أن يكونوا إلى جانب مسؤوليهم لتحقيق الأهداف التي رسموا لبلدانهم، وليسوا مجرد نقاد من أجل النقد، وإرضاء الجماهير المنفعلة المثارة بكل حدث استثنائي تاريخي.
ثم خرج البيان بست نقط اعتبرها واجبة البيان. وهو ما نناقشة مع السادة العلماء واحدة واحدة:
جاء في البيان قوله: "ولذلك وجب بيان ما يلي:
"الإسلام خاتمة الديانات والشرائع، وهو ناسخ لكلّ ما قبله من الأديان، كما قال تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران:85)، وقال تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" (المائدة:72)، وقال تعالى: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ" (المائدة:73)".
والجواب عنه أن الإسلام الذي جاء به محمد لم ينسخ هذه الديانات السابقة ولا شرائعها، وإنما صدقها وثبَّتها وأكملها وأتمها، مصداقا لقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". والاسلام المتحدث عنه في الآية هو إسلام جميع الأنبياء والرسل، وهو دين الله الذي ارتضاه لعباده. وهو ليس خاصا بما جاء به محمد عليه السلام، وإنما هو عام لجميع الأنبياء. وكذلك شريعته: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه". وهو الموافق لما استشهد به البيان، من قوله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه". وأما استشهادهم بكفر من قال: "إن الله هو المسيح بن مريم"، وكفر من قال: "إن الله ثالث ثلاثة"، فهو صحيح، لكنه يوجه إلى هذه الفئة الكافرة التي تقول بذلك، في إطار الحوار، والنقاش الديني العقائدي بين أهل المسيحية وأهل الإسلام، ولكن الحكم في ذلك يوم القيامة يرجأ إلى الله، فهو الذي يفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. ونحن اليوم مدعوون إلى التعايش معهم، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان. وهي مجالات واسعة للمشترك بين المسلمين والمسيحيين. وباقي نقاط الخلاف يُتحدَّث عنها في أوقاتها ومحالها المخصصة لذلك. إضافة إلى أن المسيحيين أنفسهم الذين يعيشون بين ظهرانينا اليوم، لا يقولون بما تقول به الكنائس المثلثة، ومنهم الموحدون Unitarians، الذين لهم رؤية توحيدية قريبة من الإسلام، في شخص المسيح وأمه، ولهم جامعات ومكتبات ومؤلفات ومواقع إلكترونية وغيرها يردُّون فيها على تثليث النصارى الآخرين. كما أن هناك الكنيسة الأرثوذكسية "تواحيدو" في إثيوبيا وإريتيريا، وهي تقول في موضوع المسيح كلاما قريبا مما يقوله المسلمون. وفي جميع الأحوال، فإن الدين الذي جاء به موسى وعيسى من ربهما لا يزال قائما، رغم التدخلات التفسيرية والتأويلية والتحريفية التي طرأت عليه. لكن القرآن ما جاء لإلغائه وإنما لتصديقه أولا، وبيان حقائقه المخفية داخل نصوصه ثانيا، وتصويب ما طرأ عليه من ليّ باللسان، وإخراج عن المواضع، وكتمان للحق، وإلباس للحق بالباطل، وغيرها من عمليات التصديق والتصحيح والهيمنة القرآنية.
وأما البيان الثاني فهو قولهم:
"الإسلام دين التّسامح وقد أثبت ذلك عبر قرون من التعايش مع الديانات الأخرى، ولذلك فإنّ المطالب بإثبات قدرته على التسامح همّ غير المسلمين من سائر الحضارات، التي لم تعرف التعايش مع الأديان والأقليات إلا في القرن الماضي، وأما تلفيق العقائد فليس مطلبا من مطالب التعايش ولا يلزمه ولا يقتضيه".
والجواب هو نعم يُطلب من المخالف أن يُثبت التسامح من جهته، لكن استجابته أو عدم استجابته لا تفرض علينا أن نكون غير متسامحين، لأن ديننا دين الرحمة للعالمين، بغض النظر عن طبيعة دينهم. وأما قولهم: "تلفيق العقائد ليس مطلبا من مطالب التعايش ولا يلزمه ولا يقتضيه"، فليس صحيحا في هذا السياق، لأنه لا أحد خلط بين العقائد. وما طرأ في حفل استقبال البابا قال عنه بيان رابطة العلماء "تلفيق بين الشعائر"، وقال عنه بيان الاتحاد العالمي هذا "تلفيق العقائد"؛ فليتفقوا بينهم، أولا، على نوعية التلفيق. والواقع أنه لا وجود للعقائد ولا للشعائر في هذا الاحتفال، ولا للتلفيق بينها. وعليه، فما خطَّه البيان لا يصح ولا يليق.
ثم جاء في النقطة الثالثة قولهم:
"التوحيد شعار الإسلام، وخلطه بترانيم النّصارى واليهود بدعة عظيمة في دين الله، كما قال تعالى: "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ" (البقرة:42)، وقال: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" (آل عمران:71)".
والجواب عنه هو أن ما ذُكر من ترانيم النصارى واليهود لم يكن فيه شيء من الشرك المزعوم، وإنما كان "كلمة سواء"، أُخذت من الشهادتين والتكبير الإسلامي، ومن الترنيم والتهليل المسيحي واليهودي، وليس فيها أي مقولة تقتضي الشرك الذي ذهبوا إليه. بل إن التكبيرة والشهادتين التي جاءت على طريقة الأذان كان لها وقعها العظيم في الهيمنة على لوحة التوحيد البديعة التي أبدعها الفنان المنسق لها.
وفي النقطة الرابعة قال البيان:
"واجب الأمة تجاه غيرها من الأديان أن تبيّن لهم الحق وتدعوهم إلى توحيد الله عز وجل وترك ما هم عليه من الباطل، وهذا هو نداء الله تعالى الذي بلّغه إلى رسوله، وكلّفنا بحمله إليهم في قوله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (آل عمران:64)".
والجواب أن الآية تتحدث عن التلاقي في كلمة الحق الموجودة عندنا وعندهم، وليس بفرض ما عندنا عليهم. إذ أن هذه الكلمة ليست جديدة عليهم، وإنما هي لبُّ دينهم وكتابهم، وعلينا أن نكون مطلعين على هذا الحق الموجود عندهم، قبل أن نراجعهم فيه. ولكن مشكلة المسلمين وعلمائهم أنهم لا يقرؤون كتبهم، ليعرفوا الحق الذي عندهم ويميزوه عن الباطل الذي عندهم، وإنما يقرؤون ما عندنا فقط، معتقدين أن الحق ينحصر فيما عندنا دون غيرنا، وهو خلل كبير فوَّت علينا الوصول إلى الحق الموجود عند غيرنا كذلك.
وفي بيانهم الخامس قالوا:
"نطالب علماء المغرب جميعًا، وأساتذة العلوم الشرعيّة خصوصًا، أن يبيّنوا للناس عقيدتهم ويدفعوا عنهم الشّبهات، التي تحصل بمثل هذه المظاهر، التي تفتن الناس عن دينهم وتشكّكهم في ثوابتهم. وينبغي على الشباب العاملين في شبكات التواصل الاجتماعي أن يطلقوا حملة، لتبيين عقيدة النصارى، وما فيها من الكذب على الله عز وجل بنسبة الولد إليه، وبيان كفرهم وضلالهم، إذ هذا واجب الوقت على كل فرد من أفراد المسلمين".
وللجواب عن ذلك نقول: "إنكم لم تأتوا في هذه الفقرة بجديد، فذلك هو ديدن علماء الدين وأساتذة العلوم الشرعية والشباب العاملين في الحركات الإسلامية، أن يبحثوا عما رأوه كذبا وكفرا وضلالا فيما عند اليهود والنصارى، وهو انحراف عن المنهج العلمي السليم، الذي جاء به القرآن الكريم، في بيان الحق وإزهاق الباطل، وفي جدال أهل الكتاب. وهو منهج يقوم على التصديق، أولا، ببيان الحق الذي عندهم، سواء الظاهر في كتبهم أو الخفي فيها، وسواء الذي أخفوه بالكتمان أو النسيان، أو أخفوه بإلباس الحق بالباطل، أو حرفوه عن مواضعه أو من بعد مواضعه. وكل هذا إنما هو من باب التصديق، ثم يأتي دور الهيمنة، التي يبينون فيها ما أضافه القرآن على ذلك من الحق، وما أتمه من النعمة، وفصَّله من العلم، واسترجعه من القيم، التي طرأ عليها ما طرأ، بفعل الترجمة أو التفسير، أو تأثيرات إنسانية مختلفة. ولهذا نعتبر توجيه العلماء في هذا المضمار تكريسا للواقع العلمي الإسلامي المتخلف في التعامل مع الأديان.
ثم ختموا البيان بقولهم:
"نطالب الآباء بتحمّل مسؤوليّتهم الدينية تجاه أبنائهم وأسرهم بتوضيح أسس العقيدة الإسلامية وعقد مجلس أسبوعي يقرؤون فيه شيئا من كلام الله عز وجل وتفسيره حتّى يتحصن أبناؤنا من هذه العقائد الباطلة بما يضمن لهم النّجاة من هذه الفتن".
ونجيب عن ذلك بقولنا: جميل أن تدعو الآباء والأسر إلى تحمل مسؤولياتها التعليمية والتربوية بتوضيح العقيدة الإسلامية، لكن ليس على منهجكم الذي لا يعترف بالأديان الأخرى والشعوب والأمم الأخرى في الأرض. وإنما لا بد أن نعلمهم أن الناس سواسية، كلهم من آدم، وآدم من تراب، وأن الدين جاء بقيم عالمية رحيمة لكل هؤلاء الناس، وأن المؤمن هو من يؤمن بالله واليوم الآخر، وبملائكته وكتبه ورسله، ولا يفرق بين أحد من رسله؛ وأن الله لا يحابي شعبا على شعب، ولا أمة على أمة، ولا فردا على فرد، وأن الله لا ينظر إلى انتماءاتنا، وإنما إلى قلوبنا وأعمالنا، وأن الكتب المقدسة التي بين أيدينا تحتوي على كثير من الهدى والنور، وأن ما تدخل فيه البشر في هذه الكتب تكفل به الله في كتابه، ليعيده إلى نصابه؛ وما علينا إلا قراءتها والمقارنة بينها، لنعرفها من جهة، ونعرف الإضافات القرآنية والبيانات النبوية التي جاء بها قرآننا، من أجل حفظها وإكمال مهمة الرسل.
ثم ختم البيان بقوله: "نسأل الله تعالى أن يحمي بلاد المسلمين من الفتن الظاهرة والباطنة التي تصرفهم عن دينهم وتشغلهم عن مصالح أمّتهم. والحمد لله وصلى الله على رسول الله وآله وسلّم".
ونقول أمين، ونضيف أن كثيرا من الفتن قد تكون من الناصحين المتعجلين، الذين يتكلمون فيما لا يعنيهم، بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين. ولست أدري كيف يتنقل أعضاء هذه المؤسسات العالمية في بلاد من يسمونهم "الكفار" المسيحيين أو غيرهم من أهل الأديان الأخرى، دون أن يخشوا على أنفسهم من عاقبة أقوالهم وبياناتهم. كما لا أدري كيف سمحت لهم دول الغرب بالتجوال فيها، مع هذا القدر الكبير من روح الكراهية والتكفير التي يحملونها لأهلها ودينهم. كما أقدر كثيرا موقف الدول الإسلامية - الحليمة - التي سمحت لهم بالعيش فيها، مع ما يثيرونه من فتن واضطرابات، بسبب بياناتهم المحرضة للشباب والأغرار على مسؤوليها. نجانا الله من شرها، وحفظنا من ويلاتها وخزيها، والسلام على من اتبع الهدى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.