**باسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم** = الذكرى تنفع المؤمنين =
جاء كلام الله ميسرا بلسان عربي لا اختلاف على معناه اللفظي الواضح ، و لا يستدعي منا التأويل المجازي درءا لفتح باب الابتداع والتضليل بقدر ما يستوجب منا التدبر في قراءته والتوقف عند كل آية من آياته ، وهو أمر لن يستعصي على كل عربي مؤمن بالله وملائكته وكتبه وغيبه والقدر خيره وشره . يقول الله تبارك وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) آية واضحة لا تحتاج إلى تأويل مجازي ولا إلى إسناد في التفسير لو الله غني حميد ، وآيته هاته جاءت من قبيل قوله تعالى: ( فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) دليلا واضحا أن القرآن جاء عربيا سهلا ميسرا للفهم بعيدا عن التأويلات المجازية لذلك أوكل سبحانه وتعالى أمانة الفهم والتدبر والتذكر للعرب وكما لا يخفى على الجميع فان هامة العرب هي قريش ، لما لها من فضل ثابت في الأحاديث والسنة بصفتهم عشيرة قوم محمد عليه الصلاة والسلام الذين أورثوا الكتاب ميسرا بلسانهم ولن يستعصي عليهم فهمه أو تأويله ، وهم الوارثين الظاهرين للكتاب والمعنيون بإظهار آياته كما ورد في الحديث والسنة ، مادام القوم يعيشون ببكة مقام إبراهيم ويمتلكون شهادات تدل على آيات بينات لمقام سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهم الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) والأنعام 20 هذه الدرجة التي تعد من أعلى درجات المعرفة ، ان دل معناها على شيء فانما يدل على معرفة مسبقة للقريشيين بالكتاب رغم أميتهم ، هذه المعرفة التي تجعل منهم أئمة في كتب السنن أحاديث كثيرة آمرة بأن تكون الإمامة العظمة في قريش إلى يوم القيامة، ومن تلك الأحاديث :(لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم أثنان).(البخاري)و(الآئمة من قريش).(أحمد)و(إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما اقاموا الدين).(البخاري)و(قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة).(الترمذي) لأنهم سيكونون أشهاد على صدق رسولنا النبي المصطفى الأمين وحجة دامغة على أن القرآن ليس مبهما كما يشير إلى ذلك أهل الضلالة والكفر. الا إن الحقيقة وحال أمة العرب الآن تشير إلى عكس ذلك ، فالقرآن مازال مستعصيا لدى أئمة مكة بالسعودية ولازال علمائهم يواجهون حقائق تاريخية تثبتها علوم الأديان وينص عليها القرآن ، تخالف جملة وتفصيلا ما عندهم مما عرض القرآن والسنة الى النقد والهجوم من طرف الملحدين والكفار . لأجل ذلك ربط الله سبحانه وتعالى الهداية بالتذكر كدرجة عظيمة من درجات الإيمان وتدبر القرآن ، لن يوتيها الله إلا لأولي الألباب منا لتجعلهم في درجة الراسخون في العلم لمعرفتهم المسبقة بما جاء في القرآن :" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ"آل عمران/(7) فالتذكر سيكون لأمر يعلمه القريشيين حق العلم والمعرفة وهم أشهاد عليه إلى يوم القيامة . فحكمة الله في خلقه ورحمة بعباده المومنين أن حدد لنا وظيفة القرآن لعلنا نتذكر ، هدى ورحمة للعالمين منا وشفاء لصدورنا ومعرفة بديننا ووقاية من شرور أنفسنا ، ونحن إلى حد كتابة هذه السطور نكفر بما ورد في التوراة والإنجيل جملة وتفصيلا ، بينما الله سبحانه وتعالى قد جعل إيماننا بهم من أسس الإيمان ، والى حد الساعة لم نفهم آيات محكمات بالقرآن ولا نستطيع فهمها إلا بالرجوع إلى تأويل المأولين وتفسير المفسرين مع اختلاف ظاهر في التفاسير جعل المومنين في التباس من أمر ربهم لا يعلمون حقيقة ايمانهم أهو بشيعتهم أم بأهل سنتهم ؟ وهذه حكمة الله فينا لتمييز الصالح من الخبيث وتبيان الرشد من الغي . كل هذه المفارقات ونحن لا نحرك ساكنا و لا نكلف أنفسنا الرجوع إلى كلام الله سبحانه وتعالى المنزه عن التحريف حتى نتذكر أمر نسيان أنفسنا ، مادام شرطا أساسيا من شروط الإيمان و الهداية إلى الطريق المستقيم لنيل رضاه ورحمته ، فالتذكر اختص به الله العرب عامة و قريش خاصة لأنهم الوارثون الشرعيون للقرآن و العشيرة المقربة لمحمد عليه الصلاة والسلام ، استوصاها الله بالقرآن في حجة الوداع ، والحقيقة أن هجر القرآن وارد في حقهم (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) (الفرقان:30) و أوسع أبواب الضلال هو هجر القرآن وعدم تدبر ما فيه ، عسى أن يرحم الله عباده الصالحين ، فلن يغير الله ما بالعرب إلا بالرجوع إلى القرآن هدى من رب العالمين . إذا رجعنا إلى أول سورة البقرة سنجد النسيان واردا وصريحا في أمة المسلمين، في قوله تعالى: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(44) ورغم أن هجر القرآن تخص القريشيين فان الثانية تخص كل ذرية إبراهيم من بنو إسرائيل المسلمين ، إشارة إلى أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين من أمة بني إسرائيل المسلمين وهذا ما ستثبته الآيات الواردة فيما بعد ، فالذين يتلون الكتاب و يأمرون بالبر ناسين حقيقة أمرهم هم مسلمون يؤمنون بمحمد عليه الصلاة والسلام لكن عدم تدبرهم للقرآن والتمسك به جعلهم في التباس من أمر دينهم رغم سهولته ويسره . وصورة أمة المسلمين الآن تؤكد غير ذلك ، لأن التأويلات كثرت وكتب التفاسير بغير علم وجدت والاختلاف الخطير واضح بين أئمة المسلمين ، وقوم محمد عليه الصلاة والسلام لازال لم يتذكر نعمة ربه عليه وهو الذي أوكل له أمانة الحق والجهر به وعدم كتمانه ،والذكرى لن تكون إلا بالرجوع إلى كتاب الله وعدم الإشراك به ، لنتذكر أمور عظام نسيانها جعلنا نكفر بالتوراة والإنجيل ونخالف أمر الله بالإيمان برسله وكتبه .ولكي نهتدي الى سواء السبيل فلنتدبر أمر الارض المقدسة ككل بالقرآن ثم بكة كجزء به البيت الحرام . * وصف الأرض المقدسة في القرآن . * وصف جغرافيا بكة بالقرآن خلافا لما تذهب اليه بعض التأويلات المحرفة لفهم آيات بينة لاتحتاج لعلو كعب في البيان * وصف الحج الذي أثار جدل أهل العلم لمخالفته لنص القرآن وصف الأرض المقدسة في القرآن: البلد الامين وبه كان التين و الزيتون كما في قوله تعالى ) وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ *وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (([15] اليها هاجر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام : في قول الله سبحانه وتعالى {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ(1)وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ(2)وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ(3)لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ(4)أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ(5)يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا(6)أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ(7} صدق الله العليم السميع كل هذه الايات تدل على أن الارض التي هاجر اليها سيدنا ابراهيم ليصبح مقامه بها ، كانت بلدا مترامي الأطراف به قرى متفرقة منها من قامت على أنقاض قريتي عاد وثمود والتي أراد الله لها أن تبقى ظاهرة بمعنى ظاهرة للعيان مقاما آمنا لبني اسرائيل الى قيام الساعة في قول الله عز وجل :(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) [سبأ: 18) والأمان هنا يعني الأمان من غضب الله سبحانه وتعالى الذي جاء محمد صلى عليه وسلم لينذر به بكة قريته التي تعتبر أم هذه القرى ،التي نستشعر أهميتها عند الله سبحانه وتعالى لسبب مؤكد في كتابه هو أنها شهدت بعث أنبيائه ورسله سلام الله وسلامنا عليهم في قول الله سبحانه وتعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿109﴾ والتي كانت احداها لآل اسحاق ويعقوب في قول الله سبحانه وتعالى : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) ﴿82﴾ يوسف . أم القرى المجاورة لها : وصف الله بكه بالقرآن وصفاجغرافيا دقيقا ، لا يمكن أن يخطأه قلب قريشي أورثه الله الكتاب ، ويعرفه كما يعرف أبنائه ليكون ظاهرا وشهيدا على صدق نبيه المصطفى الأمين، فقد كانت قرية تقع بالبر المقدس من الرحمان الرحيم ، حيث وضع أول بيت للناس بأرض الاسلام و السلام خالصة للمسلمين من ذرية الأنبياء والرسل ، بلدة آمنة بها بيت الله الحرام ، حراما لمن أراد القتال فيها بظلم في قوله تعالى: )إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا (( سميت أم القرى لأنها كانت محاطة بقرى ظاهرة والمعنى واضح ولايحتاج لتوضيح في قول الحق تبارك وتعالى : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ) الأنعام:92 وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) الشورى هذه الايات المحكمة من الخالق سبحانه وتعالى ، صورت لنا بكة تصويرا جغرافيا لابد من استحضار قول الله سبحانه وتعالى ((وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )) الزخرف 31 لنستكمل الدلالات القرآنية الواضحة والسهلة لكل من يقرأ ويفهم اللغة العربية ، من أن محمد عليه الصلاة والسلام كان ينتمي الى قريتين متجاورتين ،الأولى بكة التي بعث بها وبها كانت ذرية سيدنا اسماعيل بالوادي ( الكوثر) و الثانية قرية ظاهرة حيث ذرية اسحاق استدلالا بما جاء في السنة والحديث عن مناداة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم بابن " الذبيحين " اشارة الى القريتين المتجاورتين .وإيماننا بالله وملائكته ورسله تقتضي الإقرار بإسلام جميع رسل وأنبياء الله عليهم السلام وسعيهم إلى بيت الله الحرام مند أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، ووجودهم بالقرى الظاهرة الآمنة ، يفسر لنا سر الأرض المقدسة الموعودة للمسلمين من بني اسرائيل ، لأنها أرضا واحدة في القرآن والسنة ، تضم قرى الأنبياء والرسل وردت أوصافها في القرآن ، لأجل ذلك كانت أنباء الغيب التي أوردها لنا الله سبحانه وتعالى هداية لنا و سببا هاما لتذكر أنفسنا و جغرافية أنبيائنا حتى ندخل في الاسلام كافة.ونقف ضد من كفروا بما جاء في الكتب مادام القرآن مصدقا لها بنفس جغرافيتها و قول الله سبحانه وتعالى غني عن التأويل : ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿102﴾ دليلا على أن آل يوسف ، كانوا بقرية قرب قرية نبينا المصطفى الأمين بكة وبنفس الأرض المباركة من رب العالمين حيث بعث محمد الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام ، منذرا لها من عذاب يوم عظيم لعلهم يتذكرون في قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ) ﴿104﴾ الحج في القرآن : كان مكان الكعبة خالصا للاسلام على مر تاريخ الاسلام في القرآن ولم تعبد بالكعبة أصناما بعد أبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام . ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ (الحج:26) لذلك كان الطواف و السعي الى الحج واجبا قام به كل الأنبياء والرسل ومن تبعهم باحسان ولايجوز لنا أن نومن بغير ذلك وكان آخر الأنبياء هو هيسى عليه السلام لأجل ذلك أثبتت السنة أن أسلاف محمد عليه الصلاة والسلام كانوا أنصار عيسى الى الله يتحنثون بجبل حرا الذي أشارت كتب السيرة الى وجوده ببكة وكانت شعائر الحج كما في الانجيل عن سيدنا ابراهيم ذبح شاة عن كل بيت وبحج بنو اسرائيل أصبح الهدي بقرة لينتهي ببعث محمد عليه الصلاة والسلام ويخصه بنحر الناقة ، وهذا مايتأكد من خلال كلام الله عن شعائر الحج : بلوغ الهدي بكل أنواعه الى عتبة البيت الحرام ( الكعبة) في قول الله تعالى ( هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ(([20]) أي واصلا إلى الكعبة.كقوله : ) ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ(([21]) نحر الناقة عند أعتاب الكعبة والناس صواف في قول الحق تبارك وتعالى : وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[(سورة الحج اية 36 ) وهذه آية واضحة لاتحتمل التأويل لكلام الله عزوجل لسد الدريعة فالبدن هي الناقة ، سن الله نحرها عند أعتاب الكعبة كشعيرة من شعائر الحج خص الله بها قوم محمد يوم الحج الأكبر والنصر العظيم . وقد جاءت تفسيرا واضحا لقول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} يؤكد لنا أن محمد عليه الصلاة والسلام أعطي الكوثر الذي ببكة وهو نفسه الوادي غير ذي زرع ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) مقام جده اسماعيل وموطن قومه البتر الذين غاضبوه .لنصدق كل مواصفات بكة التي جاءت بالتوراة في أن الوادي كان أسفل ربوة حيث الكعبة ، فالقرآن يبين لنا أن الوادي مقاما خالصا لقوم محمد وبالتالي هو الوادي الذي كان به جده اسماعيل حيث استجاب الله لدعوة ابراهيم فرزقهم به ثمرا وماءا مصدقين بذلك ماجاء بالتوراة عن أرض السلام والاسلام الموعودة . الوقوف بجبل حرا بالنسبة للكتابيين كانت شعيرة من شعائر حج البيت الأقصى ، وقد نقلت السيرة الحلبية (1: 259) في ذلك قول ابن الاثير في تاريخه: " اول من تحنث في حراء عبد المطلب كان اذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين، ثم تبعه على ذلك من كان يتعبد كورقة بن نوفل، وأبي أمية بن المغيرة مما يؤكد لنا أنهم كانوا من أهل الكتاب ، حنفاء مخلصين له الدين قبل بعث محمد عليه الصلاة والسلام . آثور هو النطق العبراني لجبل الطور الذي نودي منه موسى عند وادي طوى والذي أثبتت السيرة النبوية أنه موجود ببكة.، وورد في القرآن وجوده ببكة في قوله تعالى :{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً(وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِب الطُّور الْأَيْمَن ) } وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿46﴾ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص:30 كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿44﴾سورة القصص إن نعمة التدبر هذه تجعلنا نتذكر ما جاء في قرآننا الكريم ونسأل أهل الذكر إن كانوا يعلمون هل مكة السعودية تحمل أوصاف القرآن الكريم ؟؟؟ إذا كان كذلك فأين هي قرى الرسل والانبياء المباركة من رب العالمين التي تدل على مقام ابراهيم لاحتوائها على دلائل النبوة الاولى لآل اسحاق و يعقوب و التي تأكد وجودها صريحا بآيات القرآن ؟؟؟ فإذا عز عليهم هذا الأمر بالشرق فانه بأرض المغرب صادقا ليس بعزيز حيث الرواية الشفاهية لأهل القرى الظاهرة تحمل كل هذه الدلائل الثابتة بالقرآن ولاتحتاج لقسم من الله سبحانه وتعالى أو برهان .وهذا موضوع البحث التالي .