طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المغرب    نشرة انذارية…تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المملكة    توقيف ثلاثة مواطنين صينيين يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية    توقيف 3 صينيين متورطين في المس بالمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    ترامب يعلن عن قصف أمريكي ل"داعش" في الصومال    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    "بوحمرون".. الصحة العالمية تحذر من الخطورة المتزايدة للمرض    الولايات المتحدة.. السلطات تعلن السيطرة كليا على حرائق لوس أنجليس    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    الشراكة المغربية الأوروبية : تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    توقعات احوال الطقس ليوم الاحد.. أمطار وثلوج    اعتبارا من الإثنين.. الآباء ملزمون بالتوجه لتقليح أبنائهم    انعقاد الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية بطنجة    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    شركة "غوغل" تطلق أسرع نماذجها للذكاء الاصطناعي    البرلمان الألماني يرفض مشروع قانون يسعى لتقييد الهجرة    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    BDS: مقاطعة السلع الإسرائيلية ناجحة    إسرائيل تطلق 183 سجينا فلسطينيا    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    رحيل "أيوب الريمي الجميل" .. الصحافي والإنسان في زمن الإسفاف    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    زكرياء الزمراني:تتويج المنتخب المغربي لكرة المضرب ببطولة إفريقيا للناشئين بالقاهرة ثمرة مجهودات جبارة    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    تنس المغرب يثبت في كأس ديفيس    بنعبد الله يدين قرارات الإدارة السورية الجديدة ويرفض عقاب ترامب لكوبا    "تأخر الترقية" يخرج أساتذة "الزنزانة 10" للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    المغرب التطواني يتمكن من رفع المنع ويؤهل ستة لاعبين تعاقد معهم في الانتقالات الشتوية    توضيح رئيس جماعة النكور بخصوص فتح مسلك طرقي بدوار حندون    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    العصبة الوطنية تفرج عن البرمجة الخاصة بالجولتين المقبلتين من البطولة الاحترافية    الولايات المتحدة الأمريكية.. تحطم طائرة صغيرة على متنها 6 ركاب    بنك المغرب : الدرهم يستقر أمام الأورو و الدولار    المغرب يتجه إلى مراجعة سقف فائض الطاقة الكهربائية في ضوء تحلية مياه البحر    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    انتحار موظف يعمل بالسجن المحلي العرجات 2 باستعمال سلاحه الوظيفي    السعودية تتجه لرفع حجم تمويلها الزراعي إلى ملياري دولار هذا العام    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    غزة... "القسام" تسلم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر بالدفعة الرابعة للصفقة    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    حركة "إم 23" المدعومة من رواندا تزحف نحو العاصمة الكونغولية كينشاسا    هواوي المغرب تُتوَّج مجددًا بلقب "أفضل المشغلين" لعام 2025    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهويلات بني علمان
نشر في هسبريس يوم 15 - 06 - 2013

روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه ؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!
فمن سنن الله عز وجل التي لا تتحول وكلماته التي لا تتبدل سنة الصراع بين الحق والباطل بين المصلحين والمفسدين ليعلم الله عز وجل من ينصره ورسله ومن يفسد في الأرض ويمكر فيها والله عز وجل عالم بذلك قبل خلق الناس وإنما يقدر الله عز وجل ذلك ليظهر للناس وليجزي الذي أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، ولله عز وجل الحكمة البالغة/
قال الله عز وجل { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لفَسَدَتِ الأَرْضُ [البقرة:251] وقال عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }[بالأنعام123] وقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ( إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ) رواه مسلم
فقدتميزت بلادنا بحمدالله بتماسك وترابط شخصياتها العلمية والشرعية والفقهية وجميع مكوناتهامنذ نشأتها، ظهرت آثار ذلك على كافة جوانب المجتمع والراعي والرعية لعقود طويلة. غير أن هذا التماسك والترابط تعرض لبعض الاهتزاز مؤخراً، وظهرت بلبلة تثيرها فئة قليلة وشرذمة منبوذةتلوح بشعار العصبية المذمومة والقبلية المقيتة،ثم يكتبون عن خوفهم من الطائفيةوالمذهبية، لكنها تترك أثراً صاخباً لا لشيء إلا لأنها تحتكر أغلب وسائل الإعلام المتنوعة وتتحكم بها، ومن البدهيات أن الهدم أسهل من البناء. وتتركز جهود هذه الفئة في الهجوم على مظاهر التدين، والأخلاق الحميدة، والاعتزاز بالإسلام شريعة وتحاكماً وقيماً، وتنوعت أساليبهم وبرامجهم لتغيير هذا البعد العميق والأصيل في هذه الأرض وتاريخها البعيد. وهم بإذن الله واهمون ومخذولون (فاصبر إن وعد الله حق ولايستخفنك الذين لايوقنون)، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض).
وهذا زمان الصبر من لك بالتي *** تفوز بها يوم اختلاف المصادر
ودارت على الإسلام أكبر فتنة *** وسلت سيوف البغي من كل غادر
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
إن ما حفزني على المشاركةفي الردعلى هذاالتهويل الذي يمارس على الإسلام وأهله هو أن أصحابها باتوا يشكلون ظاهرة مريبة ، وبالتالي فإن نقض ردودهم أنكاثاً من كل من آتاه الله علماً يكشف عن كتاب خاضوا في كل المجالات الدينية والدنيوية رغم افتقارهم إلى العلم الشرعي، والتأصيل المعرفي، ومنهج البحث العلمي ، ولعل مرجع ذلك كساد بضاعتهم كما ذكرت في سابق المقالات مما أوقعهم في حيص بيص ! وبالتالي فقد ( كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) وتناسوا أن الناس محاسبون على كلامهم ، وبالتالي يجب عليهم ألا يقولوا إلا حسنا ،فقد عُرف بداهةً أن من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب.
إن العجب كل العجب يكمن في تجرؤ بعض الكتاب على التطاول بحق الإسلام وأهله والخوض في فتاوى العلماء والانتقاص منها ومنهم ،بعد توجيهها حسب أهواءهم وأمزجتهم.
يقولون هذا عندنا غير جائزٌ ومن أنتم حتى يقال لكم عند؟
كم والله نتمنى إن كان لهؤلاء بقية من عقل وعلم أن ينفقوه في سبيل الدفاع عن حوزة الدين المنتهكة، وقضاياهم المصيرية،لا أن يشدوا عضد أعداء دينهم وأمتهم الذين لا يشفي صدورهم إلا التقليل من شأن الإسلام وأهله ، فحماة الثغور ليسوا ممن يخدعهم الخب، بحيث لا يأخذون حذرهم، حيث يتواصى الفارغون بأخذ الإسلام من أطرافه والنيْل من مفرداته، فكل الذين دخلوا جحور الحضارة الغربية قبل التحصن نسلوا منها، وليس في غيابهم إلا الحشف وسوء الكيل، والذين يخوضون في الفتيا وهم ليسوا من أهلها، أو يجادلون في قضايا الدين، وليسوا من أهل الذكر ، يكونون مثار سخرية، ولن يظفر بالاحترام من هؤلاء إلا من هو على جانب من العلم والوعي والسيطرة التامة على قضاياه وإن اختُلِف معه ، ومثله من عرف قدر نفسه فلم يخض في القضايا الكبرى حتى يستكمل المعلومة، ويجود المنهج، ويتقن الآلة ، والخبيرون بالمعارف والمذاهب يعرفون الأدعياء بسيماهم، وما ارتبكت مسيرة الأمة إلا حين انبرى للقضايا الكبيرة من لا يحسن الورود ولا الصدور ؛ كهؤلاء الشانئين الذين قد حرموا _ للأسف _ من الدعاء المأثور (رحم الله امرأً كف الغيبة عن نفسه) فهم كالفراش يبحثون عن الأضواء، لكنهم يحترقون قبل الدخول في دوائرها، ولا يضرون الحقائق شيئاً، والعداء مع هؤلاء وأعوانهم ماض إلى يوم القيامة، وكل من (سَفِهَ نَفْسَهُ) وتقحم سوح ما يجهل فقد أثار الشفقة والسخرية ، فلا يستقيم ظل والعود أعوج,
مواقف كثيرة، في الحياة السياسية المعاصرة، تتشابه في المقصد وتختلف في المناهج والوسائل، تحمل على التقرير بوجود واقع لما يصح نعته بالتخويف بالإسلام. يفيد مقتضى القول بأن الإسلام يغدو، عند جهات كثيرة، أداة يتم التلويح بها بهدف إثارة الهلع في النفوس وإحداث البلبلة في الأفكار والعقول. يغدو الإسلام «فزاعة» أو سلاحا فتاكا، بل هما معا، يرفعان من أجل إحداث حالة من الرعب هي أقرب ما تكون إلى الرعب الذي ينشأ عن ذكر الإرهاب واحتمال الضربات المفاجئة دون أن يقدر أحد على صدها أو توقع حدوثها.
نتابع معا حملةً إعلامية شرسة للتخويف من الإسلام والإسلاميين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم ، وقد انبرى لهذه الحملة عددكبير من المفكرين والكتاب والأدباء والصحفيين والأدعياء.
وأنا بداية لا أنطلق في حديثي من منطلق أن الإسلام متهماً في قفص اتهام وأنا ها هنا واقف للدفاع عنه أبداًالإسلام ليس متهماً وما كان الإسلام متهماً قط
ثم وأناوأنا أخاطب الجميع بقلب مفتوح وعقلٍ متفتح ؛ لكن بلا تنازل عن ثوابتنا وأركاننا وأصولنا.
لو أخطأ مثلي أو أخطأ غيري من المنتسبين إلى الإسلام أو إلى أي تيار إسلامي فليس من العدل ولا من الإنصاف أن أحاكم وأحاسب الإسلام كدين لمجرد أخطاء بعض الأفراد المنتسبين إلى هذا الدين ، فهذا ظلم.
لا يُسمح أبداً أن نتهم طائفة من الطوائف لمجرد خلل أو خطأ وقع فيه بعض المنتسبين إلى هذه الطائفةز
فلماذا يحاكم الإسلام الآن كدين رباني ونبوي لمجرد بعض الأخطاء التي يزل فيها بعض المنتسبين إلى هذا الدين ولو كانوا من العلماء الربانيين والدعاة ما الحرج وما الخلل في هذا المنهج وفي هذا الدين إن أخطأ واحد منتسب.
لا خلل ولا خطأ ولا تشويه
فإسلامنا هو الذي علم الدنيا كلها أدب الحوار وشتان شتان بين الحوار وبين إشعال النار الفتنة والتهييج.
فنحن لا نريد أبداً لنار أن تشتعل في بلادنا بل وفي أي بقعة من أرض المغرب فالمغرب فوق الجميع والمغرب يسع الجميع ولسنا في حاجة لأن يجلس أحد ليعلمنا دروسا في الوطنية.
فالإسلاميون يعلمون علم اليقين كيف يتعاملون مع المخالفين ؛ لأن إسلامنا علمنا ولم يدع لنا شيئاً إلا ووضع لنا فيه حكما صريحاً جلياً واضحاً.
يا للشرف أرفع رأسي ويرفع كل مسلم موحد رأسه لتعانق كواكب الجوزاء أنه منتسب لدين رب الأرض والسماء ومنتسب لدين محمدصلى الله عليه وسلم
الإسلام ليس دين العرب وليس دين المسلمين وحدهم ،بل للعالمين"وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين".
فالإسلام هو المنة الكبرى والنعمة العظمة، الدين الذي ارتضاه الله لأهلِ السموات وأهل الأرض ، الدين الذي يتسم بالعدل والسماحة ، الدين الذي يتسم بالرحمة والرأفة ، الدين الذي يتسم بالربانية في الغاية والهدف ، الدين الذي يتسم بالربانية في المصدر ، الدين الذي يتسم بالتكامل والشمول في جوانب الدنيا والدين والدنيا والآخرة والروح والبدن ، الدين الذي يتسم بالتميز والمفاصلة ، الذين الذي يتسم بالتوازن والاعتدال والعدل حتى مع غير المسلمين ، الدين الذي أنزله رب العالمين ليسعد البشر به في الدنيا قبل الآخرة " إن الدين عند الله الإسلام".
وبين كرامة الإنسان أي إنسان فقال جل جلاله : " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ".
ويقف نبينا إمام الأنبياء الأعظم وسيد الأنبياء الأكرم يقف في أوسط أيام التشريق بمنى ليخطب في الصحابة خطبة عصماء مختصرة بليغة كما في مسند أحمد وسنن البيهقي بسند صحيح من حديث جابر بن عبد الله فيقول: ( يا أيها الناس آلا أن ربكم واحد آلا إن أباكم واحد آلا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى قال تعالى"إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
بل وفي الصحيحين عن عبد الرحمن بن ليلى قال : كان سهل بن حنين وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما سهل ابن حنين وقيس ابن سعد فقيل لهما إنها جنازة واحد من أهل الأرض يعني من أهل الذمة يعني من النصارى يعني اجلسا لا تقوما إنها جنازة نصراني فقالا رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً فمروا عليه بجنازة فقام صلى الله عليه وسلم ، فقيل يا رسول الله إنها جنازة يهودي ، فقال الحبيب النبي : أليست نفساً ..
وددت لو أسمعت الدنيا كلها كيف يحترم الإسلام الآخر ، فنحن لا نفرض ديننا على أي أحد بشرط وأقولها واضحة ألا يحول أي أحد بيننا وبين دعوى الآخرين إلى الله بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة والتواضع الجم والكلمة الرقراقة الرقيقة المهذبة المؤدبة ومن غير إكراه ولاإجبار فالإسلام يعامل الآخر معاملة مبنية على العدل والتسامح.
يتهمون الإسلام الآن بأنه دين مصاص للدماء.. دين سفاك للدماء .. دين متوحش .. دين لا يُقدر الحياة .. دين لا يقدر الدماء ولا يحترم الدماء، وهذا محور آخر من أخطر المحاور وأبشع التهم التي تُكال الآن للإسلام .
ألم يقرأ هؤلاء المنصفون قول الله جل وعلا في إحياء نفس واحدة وكأنها إحياء للأنفس كلها على وجه الأرض " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " . ألم يقرأوا قول الله تبارك وتعالى في حال قتل نفس واحدة "فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ً" . ثم ألم يقرأوا قول الله في حرمة دماء المؤمنين : " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " . ألم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول " إن من ورطات الأمور التي لا مخرج بمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله". قد يسأل سائل هذه دماء المؤمنين والمسلمين فأين حرمة دماء غير المسلمين في الإسلام؟
والجواب من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير والنسائي في السنن من حديث عمر بن الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من أمّنَ رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافراً".
هذا الإسلام .. هذا هو الإسلام العظيم .. الذي يعلمنا أن الله جل جلاله واهب الحياة وأن الحياة حق كل إنسان وليس من حق أي أحد أن يسلب هذا الحق إلا بأمر الله وفي حدود شرعه جل علاه الذي شرعه ليسعد به الناس في الدنيا والآخرة.
فالإسلام يحترم الدماء بل ويجعل أول شيء يقضى فيه يوم القيامة في الدماء لحرمتها ومكانتها كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :"أول ما يُقضى فيه يوم القيامة بين الناس في الدماء"ولا تعارض بين هذا الحديث وبين حديث أصحاب السنن "إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة" فالصلاة أول حق يُحاسب عليه العبد بين العبد وبين ربه ، والدماء أول حق للعباد يقضي فيه رب العباد جل وعلا .. لا تعارض فالحق كله يخرج من مشكاة واحدة.
الإسلام يحترم الحياة ويُقدر الدماء ويجعل القتل كبيرة من أعظم الكبائر التي تأتي بعد كبيرة الشرك بالله .. قال جل جلاله في شأن عباد الرحمن " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً " ..الخ الآيات.
ما هذا الترعيب والتفزيع والتخويف والإرهاب الذي يمارسه بعض الكتاب والأدعياء ؟؟؟؟؟!!!!!!.
أود أن أعلن للدنيا كلها بأن الإسلام وضع لنا ضوابطا لإنكار المنكر.
فالإسلاميون وعلى رأسهم السلفيون يعتقدون اعتقاداً جازماً يقابلون به رب العالمين أنه لا عنف أبداً في تغيير المنكر .. نحن لا نقر بالعنف في تغيير المنكر ..
نحن ندين لله بأن إنكار المنكر إن ترتب على إنكاره ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسوله، هذا معتقدنا.
إن انطلقنا الآن لنغير منكر من المنكرات وترتب على تغيير المنكر هذا ما هو أعظم وأنكر من المنكر الأصلي فتغييرنا منكر .. وأمر بمنكر .. وسعينا سعي في معصية الله ورسوله.
أرجوا أن يكون كلامي واضحاً كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها ولاتحملوه مالايحتمل
يقول ابن القيم لله دره :
" إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمتهِ إيجاب إنكار المنكر ليحص من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسوله ولقد كان النبي يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم على هدم البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريشا كانت حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام ".
يا شمسُ كيف تنالك الشهب *** أم كيف تطفئ نورك الحجبُ
يا نخلة الخيراتِ باسقةً *** هل هزك الأقزام أم تعبوا
قذفوك بالأحجار إذ عجزوا *** فانهال منك عليهم الرطبُ
فتذوقوا . لكنهم لفظوا *** إذ كانت الأفواه تلتهبُ
فسعوا لنشر مقولة زُعمت *** قالوا القصيرة طلعها خرِبُ
و توهموا أن الحقيقة قد *** تخفى إذا ما أُكثر الصخبُ
لكنَّ دعوى القوم قد سقطت *** و الله أظهر زيف ما نسبوا
فلقد تراءى الناسُ ما فعلت *** أفواههم و تبين السببُ
فبقيت رمزاً للعطاء و قد *** أشقى دعاة الزور ما كسبوا
وختاما لا ينبغي لأهل العلم أن يضعفوا أمام هجمات الصحف وبعض الأدعياء والمغمورين ، ومحاولة تشويه سمعتهم ، ولا ينبغي أن يقفوا موقف المدافع ، فإن الله مؤيدهم وإن الحق وقوة الحجة معهم وأهل الباطل ضعاف وحجتهم داحضة واهية ومدموغة قال الله عز وجل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } وقال سبحانه: { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }
فأين هي المذهبية والطائفية التي ستحرق مغربنا
كفاكم تهويلا راه الناس فايقين وعزفوا على شي سمفونية أخرى وجيبوا شي حاجة جديدة وكلامكم بات مملا من كثرة التكرار قولوه وعاودوه رآه الناس فاقت والحمد لله على كل حال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.