بغض النظر عن موقفنا الذي أصبح معروفا من مخدر المستديرة الساحرة (كرة القدم) أفيون الشعوب، وعن موقفنا من موسمها العالمي (كأس العالم) وما عليه من الملاحظات شكلا ومضمونا… أسجل الملاحظة التالية: طبيعي أن تستغل الدولة المنظمة هذه التظاهرة الرياضية للتعريف بتاريخها وثقافتها وموروثها ولغتها… وكل ما له قيمة في البلد المنظم. ومن ذلك اغتنام هذه التظاهرة العالمية للدعوة للأديان على اختلافها… وقد عرفت النسخ السابقة من كأس العالم دعوات للتنصير (التبشير) بشتى الطرق والوسائل واللغات واللهجات والألسن. ولا ننكر أن بعض التسخ السابقة عرفت أيضا جهودا مباركة في الدعوة للإسلام أثمرت خيرا كثيرا. واليوم ما دامت الدولة المستضيفة دولة مسلمة -ولست محتفيا ولا فرحا بهذا الأمر ولا غافلا عما يصاحبه من الأمور العظام والشرور والطوام- فطبيعي أن يغتنمه الدعاة والعلماء، وتستغله الهيئات، وتهتبله الجمعيات للدعوة للإسلام وعقيدته وقيمه -كشريعة خاتمة ناسخة لما سبقها، لا يقبل الله من أهل الارض في هذا الزمان شريعة ولا ديانة غيرها- بتشجيع وتيسير ومباركة رسمية من قيادة الدولة المنظمة مشكورة. فما أدري ما الذي يضير في هذا بعض أدعياء الحرية في بلدنا ممن المفروض فيهم أنهم مسلمون يسرهم ما يسر المسلمين ويسوءهم ما يسوء المسلمين… والله ما كنت أتوقع أن يخرج كثير منهم ليفضح نفسه ويعري هواه التغريبي الذي لا يعتز بانتمائه للهوية الإسلامية ولا يرفع رأسه بالقرآن كرسالة خاتمة ولا بالسنة النبوية كطريقة حاكمة ولا بالإسلام والإيمان والإحسان كدرجات للسلوك إلى الله عز وجل؛ لدرجة الاستياء والامتعاض من ذكر أعداد من أسلموا بسبب كأس العالم في قطر. ذكرني هذا بقول الله عز وجل في المنافقين الأولين:(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَئًْا ۗ إِنَّ 0للَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)… فاحذروا أيها التغريبيون أن تكونوا مثلهم فتفرحوا بالانحراف والكفر والضلال وتُساءوا بدخول الناس في الإسلام ولو من طريق الموسم العالمي للتفاهة (كأس العالم).