أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، الخميس 10 نوفمبر، أن قواته تنتظر أوامر من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي للتدخل في مواجهة التظاهرات التي انطلقت، بعد وفاة الشابة مهسا أميني. وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عاماً)، بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس. وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، واعتبر مسؤولون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب"، كما وجّه القضاء تهماً مختلفة لأكثر من ألفي موقوف. حيدري أضاف: "في اليوم الذي يصدر فيه (المرشد) الأمر بالتعامل معهم (المتظاهرين)، فلن يكون لهم مكان في بلادنا"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وعندما وصف المتظاهرين ب"الذباب"، حذر العميد حيدري من أن الجيش مستعد للتدخل إذا وُجّهت له الأوامر بذلك. ومنذ اندلاع التظاهرات قبل شهرين، فإن الشرطة هي الجهاز الأمني الذي يتدخّل بشكل أساسي على الأرض ضد المحتجين. وقال حيدري بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء: "يجب أن يتذكر المتآمرون الذين أصبحوا دمى في أيدي العدو، أننا لن نسمح بالدوس على دماء الشهداء المقدسة"، مؤكداً أنه سيتم توقيفهم إذا حاولوا النزول إلى الشارع. من جانب آخر، قال العميد حيدري إن عدم تدخل الجيش حتى الآن يجب ألا يُساء تفسيره. كما أوضح خلال مناسبة في شرق إيران: "إذا لم يردّ المجتمع الثوري حتى اليوم، فلأن المرشد الأعلى هو الذي قرّر ذلك". وتعد الاحتجاجات من أكبر التحديات التي تواجه القيادة التي كرستها الثورة الإسلامية عام 1979، وألقت إيران باللوم على الولاياتالمتحدة وأعداء أجانب آخرين في الاضطرابات، قائلة إنهم يرغبون في زعزعة استقرار البلاد. من جهته، وصف الرئيس الإيراني المحتجين "بالخونة المخادعين"، كما اتهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بايدن بالنفاق، فيما دعا محمد حسيني، نائب رئيسي، قوات الأمن إلى "العمل بسرعة لإنهاء أعمال الشغب". يشار إلى أن وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، قالت الجمعة 4 نوفمبر 2022، إن 300 محتج لقوا حتفهم في الاضطرابات، حتى يوم الخميس 3 نوفمبر 2022، بينهم 47 قاصراً، إضافة إلى 37 من قوات الأمن. المنظمة الحقوقية أضافت أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا في الاحتجاجات التي خرجت في 134 مدينة وبلدة و132 جامعة.