EPAأشعل المتظاهرون النار أثناء اشتباكهم مع الشرطة خلال احتجاج على وفاة الشابة مهسا أميني في طهران 9 أكتوبر 2022 اندلعت الاحتجاجات في جنوب شرقي إيران المضطرب اليوم الجمعة، بعد ثلاثة أسابيع من مقتل العشرات في احتجاجات "الجمعة الدامية"، بحسب وسائل إعلام رسمية. وأظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت أن مئات المتظاهرين خرجوا إلى شوارع مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران، وهاجموا البنوك. وتعد زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان، واحدة من المدن القليلة ذات الأغلبية السنية في إيران ذات الغالبية الشيعية. وردد المتظاهرون، ومعظمهم من الشبان، هتافات "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، و "الموت للباسيج"، في إشارة إلى قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني التي استخدمت على نطاق واسع في قمع الاحتجاجات، خارج مركز للشرطة، في لقطات انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتسن التأكد من صحتها. وقال التلفزيون الرسمي إن ما يصل إلى 300 متظاهر نظموا مسيرة في المدينة بعد صلاة الجمعة. وأظهرت البنوك والمتاجر النوافذ المحطمة. وقال قائد الشرطة في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، أحمد طاهري، إن 57 من "مثيري الشغب" اعتقلوا في احتجاجات اليوم عقب صلاة الجمعة في عاصمة الإقليم زاهدان. * من يحكم إيران؟ وأضاف في بيان له، نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، "اليوم في تمام الساعة 13:00 (09:30 بتوقيت غرينتش)، عقب صلاة الجمعة في مسجد مكة، ردد ما يقرب من 100 إلى 150 من البلطجية والمشاغبين الشعارات ورشقوا المحلات التجارية والمركبات وعدة فروع للبنوك بالحجارة". وأضاف طاهري أنه بالإضافة إلى 57 موقوفا، تم التعرف على "القيادات والمحرضين" من مثيري الشغب، وتجري عمليات اعتقال الجناة. BBC وفي المقابل، قالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصا على الأقل في حملة عنيفة بعد صلاة الجمعة في زاهدان يوم 30 سبتمبر/ أيلول، وهو ما أكدته منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو، إلا إنها قالت إن عدد القتلى بلغ 93 شخصا كانوا قد تجمعوا في نفس الموقع. وشهدت إيران خمسة أسابيع من المظاهرات التي اندلعت عقب وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من دخولها في غيبوبة أثناء احتجازها لدي الشرطة الشهر الماضي، بعد أن ألقت شرطة الآداب القبض عليها في طهران بسبب مزاعم انتهاك قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء. وبعد أسبوعين، اندلعت أعمال عنف في زاهدان خلال الاحتجاجات التي اندلعت بسبب الغضب من مزاعم اغتصاب فتاة مراهقة على يد قائد شرطة في المنطقة. * الغارديان: هل تحشد وفاة مهسا أميني الإيرانيين للدفاع عن حقوق المرأة؟ * مظاهرات الاحتجاج في إيران بعد وفاة مهسا أميني بالصور Getty Imagesاحتجاجات طهران بعد وفاة مهسا أميني وتعتبر تلك المنطقة التي تشكو من الفقر، والمتاخمة لأفغانستان وباكستان، بؤرة اشتباكات مع عصابات تهريب المخدرات، بالإضافة إلى متمردين من أقلية البلوش. كما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها من شمال غرب تبريز متظاهرين يهتفون "الخزي والعار!" على شرطة مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم يوم الجمعة. تبريز ، سادس مدينة من حيث عدد السكان في إيران، هي موطن للكثيرين من الأقلية العرقية الأذربيجانية. * ما هي مطالب المحتجين في إيران؟ وقالت وكالة أنباء الناشطين "هرانا" في بيان لها إن 244 متظاهرا قتلوا في الاضطرابات، بينهم 32 قاصرا. واضافت الوكالة أن 28 من أفراد قوات الأمن قتلوا واعتُقل أكثر من 12500 شخص حتى يوم الخميس في الاحتجاجات في 114 مدينة وبلدة ونحو 81 جامعة. وفي طهران، دعا رجل دين كبير إلى اتخاذ إجراءات صارمة لقمع المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد. وقال أحمد خاتمي "على القضاء أن يتعامل مع مثيري الشغب - الذين خانوا الأمة وصبوا الماء في طاحونة العدو المائية - بطريقة لا يجرؤ الآخرون بعدها على القيام بأي تظاهرات". ونقلت وسائل إعلام حكومية عن خاتمي قوله في خطبة صلاة الجمعة "لقد أبلغوا الأطفال الذين تم خداعهم انهم إذا بقوا في الشوارع لمدة أسبوع سيسقط النظام. إنهم يحلمون". وألقت إيران باللوم في الاحتجاجات على "مشاغبين" مرتبطين ب "أعداء خارجيين". وقد تحولت هذه الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد إلى واحدة من أكثر التحديات جرأة لحكام إيران من رجال الدين منذ ثورة 1979.