قتل 17 شخاصا بينهم عناصر الأمن في إيران منذ بدء التظاهرات قبل ستة أيام احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني التي أوقفتها "شرطة الأخلاق" بسبب ارتدائها للباس اعتبر "غير لائق"، وفق حصيلة رسمية نشرت يومه الخميس 22 سبتمبر. وأفادت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن مقتل شرطيين اثنين طعنا بالسكين، يوم أمس الأربعاء، في كل من تبريز ومشهد (شمال غرب) بعد أن "تم استدعاؤهما لمواجهة المشاغبين"، كما قتل عنصر من قوات الأمن الثلاثاء خلال تظاهرات في شيراز (وسط). وأضرم محتجون في طهران وعدة مدن إيرانية النيران في مركزَيْن ومركبات للشرطة. وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في وقت سابق مقتل ستة متظاهرين منذ بدء الاحتجاجات. يذكر أن أميني اعتقلت في 13 من الشهر الجاري، في أثناء زيارة لها إلى طهران، واقتادتها "شرطة الأخلاق" إلى أحد المراكز التابعة لقسم الشرطة والاستخبارات العسكرية "من أجل النصح والإرشاد". حسب وسائل الإعلام الإيرانية. وفي أثناء احتجازها تم نقلها إلى المشفى حيث بقيت 3 أيام في حالة غيبوبة، قبل أن تفارق الحياة. الشرطة قالت إنها أصيبت بنوبة قلبية، بينما قال أفراد من أسرتها إنها لم تكن تعاني أي مشكلة صحية. من جهة أخرى قال الحرس الثوري الإيراني، في بيان بشأن أعمال الشغب الأخيرة في البلاد، أنّ "ما يجري مؤامرة ومحاولة عبثية ومحكوم عليها بالفشل". ورأى أنّ "الأعداء يستغلّون كل فرصة لتحقيق مآربهم ضد إيران" وطالب "الحرس الثوري" من السلطة القضائية "بالكشف عمّن يعرضون المجتمع للخطر"، مشدداً على ضرورة "التعامل معهم بحسم وإنصاف، ليكونوا عبرة لغيرهم". وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قد استنكر التدخلات الأميركية والأوروبية في قضية الشابّة الإيرانية مهسا أميني، قائلاً إنّ "الدول التي لديها تاريخ طويل في إثارة الحروب والتعامل بعنف على صعيد العالم، تفتقر إلى المشروعية لتقديم النصائح إلى الآخرين في شأن حقوق الإنسان". وفي وقت سابق اليوم، أفاد مساعد الشؤون الأمنية لمحافظة قزوين باستشهاد أحد عناصر قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) بإطلاق نار من مجهولين قاموا بتصوير عملية القتل، وذلك في منطقة تاكستان في محافظة قزوين. وأشار إلى أنّ "مواطن قتل بسلاح أبيض على يد أشخاص كانوا في تجمعات بمنطقة الوند، في المحافظة"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية. وأمس الأربعاء، ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية أنّ 4 من ضباط الشرطة أصيبوا، وتوفي مساعد شرطة متأثراً بجراحه، يوم الثلاثاء، في مدينة شيراز الجنوبية في أعقاب احتجاجات. وانطلقت احتجاجات عدة في إيران على خلفية وفاة أميني. وقال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، اليوم الخميس، على هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة، في ردّ على سؤال بشأن وفاة الفتاة الإيرانية، إنّه "وعد أهل الشابة بألا يضيع حقها"، وأنّ "السلطات القضائية ستعلن نتيجة التحقيق في الحادث عند انتهائه".