التحديات الكبرى التي يواجهها المغرب وقد تؤثر على الجميع، لا ينقصها خلق أزمة بسبب جواز تلقيح لن يغني فقيرا، ولن يملأ سدا، أو يعيد الروح لبئر، أو يُحلي مياه بحر، أو يوفر علف بقرة، أو ينقص درهما من سعر قنينة زيت… يواجه المغارب أزمة خطيرة في نقص المياه، وقد نستفيق على غياب ماء الشرب؛ هناك أزمة تطل برأسها بخصوص التغذية، لأنه للأسف 11 من الواردات هي من المواد الغذائية، بل نستورد حتى القمح والزيت وأحيانا حتى البصل، ولدينا سوء في التغذية أكثر حتى من جيراننا؛ لدينا أكثر من 2 مليون شاب (ما بين 18 و 24 سنة) لا هم في المدرسة، ولا هم في التكوين، ولا هم يمارسون أية مهنة (معطيات المندوبية السامية) مئات الآلاف من خريجي الجامعات لا يجدون فرص العمل، أجور الموظفين والعمال مجمدة منذ سنين، حد أدنى الأجور متدني إلى أسفل سافلين، تراكم الديون، ارتفاع مهول في نسب الطلاق، انتشار كبير للمتسولين، تفشي الجريمة، ارتفاع غير مقبول لعدد المساجين (الرتبة 21 عالميا)، ارتفاع حالات الانتحار، أزمة مستفحلة في مجال السكن…إلخ نسبة كبيرة من الفلاحين يواجهون الفقر دون أن يسأل عنهم لا وزير ولامسؤول، يئنّون في صمت ولا سميع لأنينهم؛ أزمة غير مسبوقة في المؤسسة التعلمية، وما أدراك ما التعلميم، حيث أكثر من 120 ألف أستاذ لا يشعرون بالاستقرار، وما يترتب عنه من مشاكل مادية ونفسية وإضرابات، وضياع أيام تعليمية للتلاميذ خاصة أبناء القرى حيث يُرسَل أغلب المتعاقدين.. فهل بهذا الجسم سينتقل المغرب إلى ما دون الرتبة 60 عالميا؟! أزمة غير مسبوقة مع النظام الجزائري، لا نعرف كيف ستكون نهايتها… كل ذلك، جعلوه في أسفل الأجندة الحكومية (إذا وضعوه أصلا!) واتخذوا من جواز التلقيح أحد أولوياتهم المستعجلة والضرورية (لماذا؟) عندما سُئل وزير الفلاحة عن غلاء الأسعار، قال السوق العالمية هي السبب. عندما سئل وزير الميزانية عن غلاء الأسعاء قال: حكومتنا ليست هي السبب. فهل جئتم للحكومة من أجل القول أنكم لستم سببا أم من أجل البحث عن حلول للمشاكل سواء كنتم سببا لها أم تسبب فيها غيركم؟ أم أن وظيفتكم هي صبّ المزيد من الزيت على النار وإضافة أعباء جديدة على كاهل المواطن البئيس الذي انتظر منكم تضميد جراحه لا الضغط عليها!