هوية بريس – عبد الله المصمودي أثار برنامج "فاشن مغربي" الذي يعرض على القناة المغربية الأولى وهو عبارة عن مسابقة لتصميم الأزياء التقليدية المعصرنة، حفيظة عدد من المتابعين والأساتذة، خصوصا حلقة أمس التي كان التحدي فيها للمتسابقين تحت عنوان "فاطمة الفهرية"، المرأة التي بنت جامع القرويين. ففي مجموعة "نادي أساتذة التربية الإسلامية بفاس"، نشر أحد الأساتذة تحت عنوان "وتستمر حملة التطاول على الرموز الدينية وتشويه الحقائق الشرعية": "هذا المساء وأنا أحمل الحاكوم (télécommande) بين يدي لأستطلع ما تعرضه القنوات الرسمية طرق سمعي اسم "فاطمة الفهرية" على القناه الأولى المغربية فظننته برنامجا يلقي الضوء على الأعلام والمشاهير، لأتفاجأ بأنه برنامج لتصميم الأزياء اختار له منظموه موضوع (thème) "فاطمة الفهرية"، والأدهى والأمر استعراض عارضات الأزياء بلباس فاضح وتبرج سافر فوق منصة متصلة من الخلف بشاشة إلكترونية ضخمة عليها صورة فناء جامع القرويين، وعلى أرضية منصة العرض الفسيفساء المغربية وكأنها متصلة بساحة المسجد، وكأن العرض في وسط الفناء، وما استوقفني وأثار دهشتي وصف أحد المشاركين لعارضة نصف جسدها بادٍ عارٍ بقوله: "إنها فاطمة الفهرية 2021"!!!!؟؟؟؟؟". وتعتبر فاطمة الفهرية إحدى الشخصيات المهمة في تاريخ المغرب والأمة الإسلامية لما لها من فضل بعد بنائها لجامع القرويين الذي اعتبر أول جامعة عالمية وإسلامية، وهو أحد المساجد التاريخية في بلادنا ويضم مكتبة مهمة وقيمة، فكيف يتم إقحام هاته الشخصية وربطها بألبسة وعروض فاضحة، مع التجرؤ على جعل فضاء العرض مرتبطا بفناء المسجد؟! وعن هذا كتب أستاذ آخر "إنه الإمعان في انتهاك الحرمات والإيغال في الاجتراء على المقدسات بالاعتداء على قدسية الزمان والمكان والإنسان؛ فالزمان ليلة الجمعة من أفضل أيام الله عز وجل، والمكان بيت الله أحب البلاد إلى الله وأنقى بقاع الأرض وأطهر ساحات الدنيا، والإنسان شخصية أم البنين فاطمة الفهرية الزاهدة العابدة المحسنة المنفقة في سبيل الله جل وعلا". هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغاربة يعيشون هاته الأيام نقاشا كبيرا فيما يتعلق بمضامين بعض المقررات الدراسية خاصة بالمستوى الابتدائي، حيث أثار حفيظتهم نص مدرسي يعرض بالنبي صلى الله عليه وسلم وزواجه بأمنا عائشة رضي الله عنها، ودرس حول "التسامح المشوه والمحرف"، ونص آخر أورد نظرية التطور المصادمة لعقيدة الخلق عند المسلم!!