هوية بريس- محمد زاوي كتب عبد العالي حامي الدين، القيادي البارز في حزب "العدالة والتنمية"، مقالة مطولة عنونها بعنوان "نكسة 8 شتنبر: مداخل أطروحة نظرية جديدة"، يناقش فيها بعض المعالم الكبرى التي ستمكن الحزب من النهوض مجددا. وفي خضم دعوة الكثير من المناضلين إلى "عودة عبد الإله بنكيران" لإنقاذ الحزب وقيادته، أبى حامي الدين إلا أن يلمح في مقالته إلى "رفض تلك العودة"، وهو ما عبر عنه بعنوان عريض: "التناوب من داخل جيل التأسيس ليس جوابا مناسبا". وقال حامي الدين: "يمكن القول بأن الخروج من مرحلة ما يسميه البعض ب"الإسلام السياسي" إلى مرحلة "ما بعد الإسلام السياسي" تبقى ضرورة حتمية لتحقيق الاندماج الضروري والاعتراف الموضوعي لهذه المدرسة السياسية الموجودة في البيئة المغربية، وهو ما لا يمكن تحقيقه عن طريق التناوب من داخل جيل التأسيس". وأضاف: "إن استدعاء شخصية من الجيل المؤسس قصد الجواب على نكسة 8 شتنبر هو جواب عاطفي محكوم بذكريات انتصارات 2015 و2016، وهو جواب قاصر عن فهم السياق السياسي الداخلي والخارجي الذي وفر البيئة المناسبة لنكسة 8 شتنبر ، دون الأخذ بعين الاعتبار ما عشناه خلال الولابة الأخيرة من خلافات حادة بين رموز الجيل المؤسس خصوصا حينما تصبح نوعية المواقف المتخذة في بعض الأحيان محكومة بخلافات ذات طبيعية نفسية معقدة، عشنا بعض تداعياتها السلبية خلال هذه المرحلة وأرخت بظلالها على المزاج العام للتنظيم، وكانت سببا في اهتزاز ثقة المناضلين في قياداتهم التاريخية، وانعكست بشكل مباشر على الروح النضالية للأعضاء وتجلت بشكل ملموس في الحملة الانتخابية الأخيرة، كما تجلى أيضا في الانخراط البارد لأعضاء حركة التوحيد والإصلاح في المعركة الانتخابية. وهو ما يستدعي الحديث عن مدخل ضروري للانتقال المطلوب، وهو الخروج من الارتهان بالعلاقة مع جمعيات ذات طبيعة دعوية ومدنية صرفة". وأثارت خرجة حامي الدين غضب الكثير من مناضلي "العدالة والتنمية" معتبرين مقالته بمثابة دفع يتقدم به للمنافسة على منصب "الأمين العام" المقبل. هذا، ولم يتفاجأ بعض أعضاء الحزب بمقالته، لأن حامي الدين كان يشتغل على أطروحة المقالة منذ مدة رغم عدم التصريح بها، تقول مصادر من داخل "العدالة والتنمية"..