هوية بريس- متابعة قال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، الإثنين، إن "العلاقات مع موريتانيا ممتازة على الصعيد السياسي، ونطمح إلى تقوية الجانب الاقتصادي". وأضاف ناصر بوريطة، في ندوة مشتركة مع نظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن هناك اتصالات دائمة مع موريتانيا في شخص وزير خارجيتها "لنا اتصال مرة أو مرتين نتكلم كل أسبوع"، موضحا أن العلاقات بين البلدين، تطورت بشكل كبير منذ وصول الرئيس الحالي للسلطة. ورد بوريطة بشكل مباشر على المروجين لنظرية الأزمة بين البلدين، وقال إن ما يعرفه الواقع هو "تكذيب لكل من يريد أن يصطاد في المياه العكرة حول العلاقات الموريتانية المغربية"، مشددا على أن العلاقات بين البلدين "لم تكن من قبل على نفس المستوى الإيجابي الذي هي عليه اليوم". وخلال هذه الزيارة، أعلن المغرب عن عزمه الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين "ليصبح في مستوى التنسيق السياسي"، حيث تحدث الوزيران عن عقد اللجنة العليا المشتركة والرفع من التمثيلية في لجنة المتابعة، لتصبح على مستوى وزراء الخارحية بدل المندوبين، حيث أكد بوريطة على أن الجوانب الاقتصادية والقطاعية تحتاج إلى دفع أكبر في المراحل المقبلة، متحدثا عن دفع للتعاون القطاعي وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين. من جانبه، قال وزير الخارجية الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن علاقات بلاده مع المغرب في السنوات الأخيرة "عرفت قفزة إلى الأمام"، معبرا عن طموح بلاده لأن تتقدم خاصة في إطار التبادلات التجارية. وعبر ولد الشيخ عن إشادة بلاده بما يقدمه المغرب، خاصة في مجال تكوين الأطر الموريتانية؛ حيث يستقبل المغرب سنويا المئات من الطلاب الموريتانيين. وعبر ولد الشيخ عن وجود إرادة سياسية قوية لتطوير العلاقات، يجب أن تتبعها استثمارات وفرص عمل، لأن التعاون الاقتصادي بين البلدين "ليس على مستوى الطموح السياسي الذي نحن عليه اليوم". يشار إلى أن وزير الخارجية الموريتاني يحل اليوم بالرباط في ثالث زيارة رسمية له منذ توليه هذا المنصب، وهي زيارة تأتي بعد ما يقارب شهرين على التأجيل. وكان من المقرر أن يقوم ولد الشيخ أحمد، بزيارة رسمية للمغرب يحمل فيها رسالة من الرئيس محمد ولد الغزواني إلى الملك محمد السادس، في نهاية شهر مارس الماضي، إلا أنه تم الإعلان بشكل مفاجئ عن تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق دون تقديم تفسيرات، في الوقت الذي نفت مصادر دبلوماسية، وجود أزمة بين البلدين. تأجيل الزيارة السابقة لولد الشيخ للمغرب، كان قد تزامن مع استقبال بلاده رسميا من قبل الرئيس محمد ولد الغزواني، للبشير مصطفى السيد، مستشار زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، المكلف بالشؤون السياسية، في القصر الرئاسي. ولم يعلق المغرب على تلك الزيارة، إلا أنها لم تمر بهدوء داخل موريتانيا، حيث وجه نشطاء صحراويون، وموريتانيون رسالة احتجاج إلى الرئيس الموريتاني، نظرا لتورط البشير مصطفى السيد في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف، ولكونه موضوع عدة شكايات ينظر فيها القضاء حول انتهاكات حقوق الإنسان، ضحاياها مواطنون موريتانيون، وصحراويون.