هذه الكلمة التي كتبها مواطن مغربي غيور على دينه، هي كلمة حق تعبر عن وجدان كل شاب مغربي يخرج إلى الشارع في نهار رمضان فيرى المناظر المستفزة مما يفسد عليه صومه وينكد عليه صفاء روحه. إن من حق كل شاب أن ينعم بمجال بصري آمن لا تخدش مناظر العري عينيه ولا تهيج شهوته، وإذا كان من حق المتبرجة أن تكشف أفخاذها فليس من حقها أن تعتدي على المجال البصري للمواطن المغربي المقهور الذي لا يستطيع الزواج ولا يريد الوقوع في الحرام. كما تتأذى الأذن من الكلام القبيح البذيء، فإن العين تتأذى من مناظر التبرج والتهتك التي تعد خروجا عن الطبيعة البشرية التي فطر الله الناس عليها، وتسفيه للمجتمع المغربي وقيمه العريقة المؤسسة على الاحترام والاحتشام ومراعاة حسن الجوار وغير ذلك من الثروات الاجتماعية التي يتم الاعتداء عليها بمثل هذه الأفعال البربرية التي ترجع بالبشرية إلى ما قبل الستر والحشمة والحياء وإلى ما قبل نزول الديانات وارتقاء الإنسان من مستوى البهيمية إلى الإنسانية. إن هذا الاستفزاز البصري يجب أن يعد تحرشا بالشباب، وهو تحرش دون شك، وكل من لديه أدنى فطرة سوية فإنه تتهيج نفسه وتثور غريزته حين يرى فتاة ممتلئة متبرجة متزينة متعطرة، فهو اعتداء على حق من حقوق الإنسان، وإلحاق للضرر بشخص بريء، وإذا كنا نجرم التحرش اللفظي فيجب أن نجرم التحرش البصري. هذا الشخص الذي علق هذه المنشورات في مدينة طنجة قد ألقى حجرا في بركة ماء راكد، وذكرنا بمعاناة الشباب التي يعيشونها كل يوم، فكل التضامن مع هذا المسلم الغيور، والواجب علينا جميعا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كما قال تعالى : {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} وإذا كان من حق صاحب المعصية أن يرتكب المعصية، فمن حقنا نحن أيضا أن نعبر عن رفضنا واستنكارنا، فهذا من حرية التعبير الواجب حفظها لكل الناس.