كثيرا ما أثير موضوع التحرش على القنوات المختلفة في برامج تسيرها نساء . والجرائد الكثيرة ... دون إعطاء حلول منصفة للجانبين . ويكون الذكر دائما هو الجاني والأنثى هي الضحية المسكينة ! وهذا غير صحيح .لأن مثيرات الموضوع يرونه من زاوية واحدة لمنفعتهن ولصالح الأنثى فقط . دون وضع الذكر في الاعتبار. وكأن الذكر دائما هو الباغي والمتسلط ! دون التعمق في السبب الرئيسي . إذ كان يجب أيضا النظر من الزاوية المعاكسة. ولا يجب الاستسلام بسهولة إلى دعوة الجنس اللطيف بدعوى أنه ضعيف . فهو ليس كما يتوهم البعض خاصة في هذا العصر: فلا أحد سيجادل في قصة "سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز" مند آلاف السنين .ووردت في القرآن . إذ جاء في سورة يوسف على لسانه والعزيز وشاهد من أهلها : " قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ". من هذا المنطلق يتبين أن الأنثى هي "المغناطيس"! ولا نستهين بقوتها في الإثارة والخداع والكذب ! ويجب الأخذ بالأسباب أيضا من كلا الطرفين. وللحد من هذه الظاهرة .أولاً يجب تجريم العري في الشوارع والأماكن العامة...خاصة وأننا في بلد مسلم. ومنصوص عليه في الدستور.ولدينا إمارة المؤمنين أدام الله عزها. ويلاحظ أن المتبرجات والسافرات غالبا هن اللواتي يتعرضن للمضايقات من الشباب المراهق "بالنكان " أو ما يسمى بالتحرش ! فلو تستر الجنس اللطيف بلباس أخلاقي ، وأخفت الجميلات مفاتنهن ، لبقين لطيفات في نظر الجميع... ولن يقتحم عليهن أحد باب عفتهن وكرامتهن وحريتهن ووقارهن... والغريب في الأمر أن القائمات على بعض البرامج التلفزيونية يحلو لهن الظهور في صور فاحشة تخدش الحياء والوقار دون خجل ،ولا رادع! وسيبرر البعض ممن يدعون إلى الفحشاء والمنكر. و يحلو لهم التمتع ، والصيد في الماء العكر، هذا التبرج بالحرية الشخصية والموضة والتفتح على الثقافة الغربية !. وفي نفس السياق سيبرر المرء تصرفه بالحرية الشخصية والموضة والتفتح على الثقافة الغربية . إذن معادلة متساوية...بهذا سنرحل لعالم البهائم ! وكأن الثقافة الغربية هي المثل الأعلى . وأن الأخلاق الإنسانية لا قيمة لها ! وكل من حاد عنها فهو متخلف ومعقد ، رغم علم الجميع أن العكس هو الصحيح.
ولا يتسائلن في حواراتهن العقيمة : لماذا تتبرج الفتاة أو المرأة عند خروجها إلى الشارع أمام المارة إذا لم تنو مسبقا جلب الأنظار إليها والتحرش بها ؟! ولا تتبرج في البيت لزوجها أعني المتزوجة ؟! إذن الجنس اللطيف هو الذي يخلق السبب ، ويدفع ببعض المراهقين أو الرجال المحرومين والمرضى أو الفحول لتصيدهن في الشارع ضانين أنهن من النوع الرخيص الذي يبيع الشهوة... لذا يجب شجب وتجريم العري الفاحش والتبرج السافر في الشارع كي يحد من التحرش من الطرفين : لأن خروج "اللطيفة "في مظهر مغري : أكتاف عارية ، صدر ضاهر و بارز، محطة لصاروخين نافدين للقلبوب . أما الساقين فحدث ولا حرج . كل هذا يجعل الفتاة هي التي تتحرش بالجنس الخشن ، وترهب عواطفه ،وتزلزل كيانه ! فتكون ردة فعل صائبة أو مخطئة . وما بالك بالنساء اللواتي يتحرشن علانية بالرجال ..؟! فهل تؤخذ شكوى الرجل المتعرض للتحرش النسوي بعين الإعتبار أم يستهزأ به...؟! وهذا الأخير هو الصواب . حتى إذا فعل ، فإنها ستتهمه بفعلتها وتقلب عليه "البردعة ". لذا لا يستطيع الرجل أن يتقدم بشكوى ضد المتحرشات به خوفا من كيدهن . أو كي لا يوصف "بالبارد "أو معقد. ويعتبرها إهانة لشخصه وتقليلا لرجولته . حتى وإن أراد أن يشتكي ،فأين ولمن ؟! فالتحرش يتواجد في كل مكان لا تحترم فيه الفتاة أو المرأة نفسها...حتى في الدول المتقدمة أو الغربية لا تخلو من هذه الظاهرة . ولا يختلف اثنان على أن المرأة التي تحترم المجتمع وتحترم نفسها تفرض احترامها على الجميع . وهذه الظاهرة تختلف من منطقة الى أخرى أو من قارة الى أخرى ومن أنواع البشر الى أنواع أخرى ! إذ يلعب المناخ أيضا دورا هاما...فالمناطق الحارة يتمتع أهلها بالرغبة الجنسية أكثر من الباردة ! ولكن في جميع الحالات ، فأن الأنثى هي التي ترغم الذكر على المبادرة والمحاولة الأولى ...وإذا لم تقتنع به، وأصر على العناد ، تتهمه بالتحرش. ويلاحظ أن جميع المشتكيات هن الغير الملتزمات بالأخلاق النبيلة ، والمتحررات من لباس الحشمة والوقار المتشبهات ببنات الأفلام الساقطة المكسيكية والتركية المدبلجة. ويكن مرمى للكلام الساقط سقوطهن!
لهذا وجب إعادة النظر في البرامج التلفزيونية الرديئة في كل القنوات...ومنع كل ما يدخل بيوت المغاربة من رذيلة عبر هذه الاخيرات المتأخرات.وحماية أبنائنا من التيارات المتطرفة الوسخة والرذيلة المنتشرة.بوضع برامج أخلاقية توعوية.لا ما يفرض على البيوت من القناة الثانية والوطنية...حتى أصبح جل،إن لم أقل كل، المغاربة يهجرونها إلى القنوات الفضائية الأجنبية ، خاصة منها الدينية...
كما سلف الذكر آنفا ، حان الأوان لاتخاذ قرار حازم وجريء من الجهات الوصية والمسئولة للحد من هذا التشنج الاجتماعي والأخلاقي بسن قانون ملزم يجرم العري في الأماكن العمومية والشوارع . رغم بعض الفعاليات التي تسمي نفسها متحررة وستركب كعادتها صهوة حقوق الإنسان للحيلولة دون الإصلاح ... وعلينا ألا نهاب لَوْمة لائم فيما يرضي الله . وإن اقتضى الحال استفتاء وطنيا في الموضوع.
وإن ما يحاك الآن ضد الأخلاق الإنسانية في الغرب بالتحريض على المظاهرات والاحتجاجات بأجساد نساء عاريات في الشوارع موجه في العمق إلى الدول الإسلامية بالدرجة الأولى، وللشباب العربي المسلم بصفة خاصة من جهات معادية للفضيلة والنبل ، مسخرين في ذالك مراهقات فقيرات مغرر بهن بكل الوسائل المادية . لخير دليل على أنه يجب اتخاذ كل الإحتياطات اللازمة للتصدي لهذا "التسونامي " اللا أخلاقي الذي ،إن لم يقاوم مند الآن ، سيضرب كل أركان بيوت المسلمين... حذار...!