قال يوسي ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي، إن "العمليات التي قامت بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية: جهاز الموساد للعمليات الخارجية، وجهاز الأمن العام- الشاباك، وجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تعطي إشارات واضحة إلى أهم العمليات التي نفذتها هذه الأجهزة في الدول العربية المحيطة بإسرائيل، من خلال إحباط التهديدات الأمنية، وتحييد المخاطر المحيطة بالدولة". وأضاف ميلمان، في استعراض لكتابه الجديد في كتابه الجديد "عملاء ليسوا كاملين- العمليات الكبرى للمخابرات الإسرائيلية"، ترجمه منبر "عربي21″، أن "من وراء شاشة السرية الثقيلة التي تظلل هذه العمليات الخاصة، فإن الحديث لا يدور فقط عن إنجازات أمنية واستخبارية، بل تخفي خلفها نزاعات داخلية بين كبار قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، وحروبا وتصفيات وأخطاء ميدانية، وعملاء خانوا المخابرات الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة". وأكد أنه "بعيدا عن العيون، وفي عمق الظلال، يعمل أفراد العمليات الخاصة الإسرائيلية في جمع المعلومات وتقديرات الموقف الأمنية، سواء من خلال العملاء البشريين أو السايبر، وهي عمليات تبدأ يوميا، ولا تتوقف، وليس لها نهاية، مع أن هذا الكتاب جاء في 443 صفحة، وصدرت طبعته الأولى قبل ثلاثين عاما، ثم قدم قبل أسابيع طبعته الجديدة". وكشف الكتاب "سلسلة من العمليات الإرهابية التي نفذها الموساد في مصر والدول العربية في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي، وشملت اغتيالات، وتسميم آبار مياه، وتزييف أوراق نقدية، للإضرار باقتصاد مصر، وأشكال الحرب النفسية، والتخطيط لتنفيذ عملية تفجير ضخمة، وبعض العمليات المستفيدة من المخابرات الأمريكية والبريطانية والألمانية تأثرت بأفلام وروايات استخبارية لم تحدث في الواقع". يتناول ميلمان، وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، "مشاركة أفراد الموساد الإسرائيلي مع إسرائيليين آخرين بتنفيذ عمليات تخريبية في دور السينما ومؤسسات بريطانية وأمريكية في القاهرة والإسكندرية؛ للوقيعة بين مصر وأمريكا وبريطانيا، وإثارة الفوضى في الشارع المصري، وبقاء الإنجليز في مصر، وعدم تسليم قناة السويس للمصريين، مع العلم أن إسرائيل طيلة العقود الماضية رفضت الكشف عن تفاصيل هذه العمليات". وأشار إلى أن "المجموعة اليهودية الإرهابية العاملة في صفوف الموساد ضمت 8 أعضاء هم: موشيه مرزوق، ومائير ميوخس، ومائير زعفران، وصموئيل عزر، وفيكتور ليفي، وروبرت داسا، وماكس بينت، والمرأة الوحيدة مارسيل نينيو، التي توفيت في 2019". وأضاف أن "أحد كبار العملاء الإسرائيليين أبراهام دار، اتخذ لنفسه اسما مستعارا هو جون دارلنغ، اليهودي البريطاني الذي عمل مع الموساد عقب تأسيس إسرائيل، فقام بالتخطيط لتجنيد الشبان من اليهود المصريين؛ استعدادا للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة، مع العلم أنّه خلال سنوات طويلة منعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية الإعلام من نشر شيء عن القضية، وعرفت بالاسم الحركي "الفشل المُشين". يتحدث الكتاب عن "عملية قتل هانز كروغ، أحد العلماء الألمان الذي عملوا لتطوير البرامج الصاروخية المصرية في ستينات القرن الماضي، بزعم أن العلماء الألمان الذين عملوا لحساب هتلر، عملوا لاحقا من أجل هتلر الجديد، وهو جمال عبد الناصر في مصر". ينتقل الكتاب للحديث عن "اغتيال السياسي المغربي مهدي بن بركة، وتورط إسرائيل بقتله في أكتوبر 1965، صحيح أن الموساد لم يفعل ذلك، لكنهم ساعدوا السلطات المغربية، التي ساعدتهم بوضع أجهزة تنصت خلال القمة العربية". يختتم الكتاب حديثه بالإشارة إلى أن "الموساد بدأ عمله منذ نشأة الدولة، حين ترأس رؤوفين شيلوح جهاز الموساد، حتى وصل يوسي كوهين، الرئيس الحالي الثاني عشر للموساد، وفيما كان الموساد في سنواته الأولى بعيدا عن الكشف والعلنية، فقد بدأ في السنوات الأخيرة يعمل علانية بصورة مكشوفة، مع أننا أمام رئيسين مختلفين في طرقة العمل المهنية، لكنهما شخصيتان سياسيتان من الدرجة الأولى، وفيما احتفظ شيلوح بتقدير كبير لرئيس الحكومة ديفيد بن غوريون، فإن كوهين يحتفظ بالتقدير ذاته لبنيامين نتنياهو". وأوضح أنه "في صيف 1990 خرجت الطبعة الأولى من هذا الكتاب، لكن الرقابة العسكرية في حينه حظرت نشر العديد من الأسماء، لا سيما رؤساء الموساد والشاباك السابقين، ومنذ حينها مرت المخابرات الإسرائيلية بالكثير من التغييرات الجوهرية، تزامنا مع ما شهده مجتمع الاستخبارات العالمي عموما، وفيما كان لدى إسرائيل عند صدور الطبعة الأولى 5 أجهزة أمنية استخبارية، فقد تبقى لديها الآن ثلاثة منها".