قبل يومين أصبح على رأس جهاز المخابرات الإسرائيلية المعروفة بالموساد عارض للأزياء أو "المانكان" بعدما أقدم الوزير الأول ينيامين ناتانياهو السبت على تعيين يوسي (يوسف) كوهن على رأس هذا الجهاز الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي. ويعرف يوسي (يوسف) كوهن المدير الجديد للموساد عند الأوساط العسكرية والاستخباراتية بتمثال "عارض الأزياء" (مانكان) بسبب جمال سحنته ووسامته وأناقة هندامه على الرغم من شراسته في العمل العسكري والاستخباراتي على امتداد عقود إلى جانب العديد من الأسماء الإسرائيلية البارزة في عالم المخابرات العسكرية والمدنية في إسرائيل. و يبلغ يوسي كوهين، 54 عاما، وحل بالمهمة الجديدة خلفا لمديره تامير باردو، الذي أدار الجهاز لمدة 5 أعوام وكان ينوب عليه في العديد من المناسبات. وانضم كوهين لجهاز المخابرات الإسرائيلي في سنة 1982 وتدرج فيه من ضابط جمع وتشغيل مخبرين إلى رئاسة قسم تجنيد المخبرين، ورئيس فرع الموساد في إحدى الدول الأوروبية، حتى وصل إلى نائب رئيس الموساد. وينظر إلى كوهين في الأوساط الإسرائيلية وخارجها عند الدول والمنظمات الصديقة على أنه الأكثر قربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث كان عينه بنيامين نتنياهو في غشت 2013 مستشارا للأمن القومي، وهو مكلف بتناول وتقديم الأمور السرية، كما يعتبر ملما بجميع المحادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن القضية النووية. ونافس كوهين على إدارة الموساد كل من رام بن باراك، وهو من داخل الموساد، وشغل منصب نائب رئيس الموساد قبل كوهين، ويشغل حاليا منصب المدير العام لوزارة الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية. وجاء تعيين يوسي كوهين على رأس الموساد في وقت حساس يتسم بالتصعيد الإرهابي الذي تعرفه منطقة الشرق الأوسط بسبب الاجتياح العارم للدولة الإسلامية للعديد من المناطق وسيطرتها على العديد من مصادر الطاقة والثروات الطبيعية وفي مقدمتها البترول والغاز. وترى العديد من الفعاليات في تعيين يوسي كوهين على رأس المخابرات الإسرائيلية في هذا الوقت استعدادا إسرائيليا حذرا وغير مسبوق لمؤسسة الدولة الإسرائيلية في تعاملها مع المرحلة المقبلة للحرب الدائرة في المنطقة باسم الميليشيات الموالية للسنة ونظيرتها الموالية للشيعة بمعنى الحرب في سوريا والعراق بإدارة من الدولة الإسلامية لكن بأبعاد إيرانية سورية وروسية وأخرى تركية سعودية قطرية. ففي الوقت الذي تحذر العالم من صعود الإسلاميين وتوليهم مقاليد الأمور في العالمين العربي والإسلامي، فإن إسرائيل تحرص على الدفع بغلاة المتطرفين من المتدينين لتبوؤ المواقع القيادية في جيشها وأجهزتها الأمنية. ولم يكن من سبيل الصدفة أن يعين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مؤخراً الجنرال المتدين يوسي كوهين رئيساً لجهاز الاستخبارات والمهام الخاصة (الموساد) كخطوة إضافية تعكس تغلغل المتدينين الصهاينة في سلم الهيئات القيادية في الجيش والأجهزة الأمنية.