رأيت البارحة تلك الواقعة المفجعة التي جادت بروح الطفل جاد (بلمعطي)، فاسترجعت وحزنت له ولأهله حزن مشفق يحمل بين أضلعه قلبا ينبض، لكن ما زاد حزني وذكّى دموعي أني علمت بأن هذا البرعم كان من رواد حلق القرآن، فحملت حزنا على حزن كم حمل يوسف حزن الفراق وحزن الرق والاستعباد، فجادت قريحتي بقصيدة عن جاد الراحل، فقلت فيها معبرا عن حالي ومريقا مداد الحزن والتفجع: وتزاحمت لما علمت بجاد نبرات حزن مع دموع سوادي أيجود عصري بالزهور ندية ويضيع منا خِيرةُ الأولاد أيضيع منا بُرعم متودّد صَحِب القران مرددَ الأوراد جعل القران سميره وجليسه ونحا طريق الفوز والإسعادِ ثُكلت سلا إذ ضاع منها برعم شهم ندي سيد الأسيادِ يهوى الرجال مثاله في وُلْدهم وتذوب أم كي تفوز بجادِ واللهَ أسأل أن يصبِّر أهله سبحانه رب مجيب هادي خالد أبو زيد القصري