هوية بريس – نبيل غزال تحت عنوان "خارجات وخارجون عن القانون"، وقع عشرات من الرجال والنساء على عريضة للمطالبة بتغيير الفصل 490 من القانون الجنائي، وحسب ما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية على صفحتها الأولى، فالموقعون يطالبون بالحق في الزنا واللواط والسحاق، و"احترام الحياة الخاصة للأفراد والحق في التصرف في أجسادهم"، ووجهوا مطالبهم للحكومة والأحزاب والمؤسسة التشريعية والدستورية والمجتمع المدني بالمغرب. واعترفت الموقعات على العريضة أنهن "خارجات عن القانون"، وكتبن "نحن ننتهك قوانين ظالمة وبالية عفا عنها الزمن، لقد أقمنا علاقات جنسية خارج إطار الزواج، لقد مورس علينا أو مارسنا أو كنا شاهدات على إجهاض". واعتبر الموقعون على أن "معركة الحريات الفردية ليست معركة نخبوية، فهي معركة من أجل الحق في الكرامة.."، وأضافوا أن "من يعتبر هذه الأمور غير ذات أولوية، فهو لا يؤمن بشمولية وكونية حقوق الإنسان، بل لا يؤمن بالإنسان"! وتساءلوا في الإطار ذاته "كيف يمكن كسب رهان إدماج المرأة وتشجيع الشباب ووضع المغرب على سكة التقدم والتنمية البشرية إذا لم تحترم الحريات الفردية؟". وكما العادة فقد تضمنت العريضة التي أطلقتها كل من المخرجة صونيا التراب والكاتبة ليلى السليماني، التي سبق وعينها الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" سنة 2017 ممثلته الشخصية للفرنكفونية، نفس الشعارات التي رفعت من قبل، من مثل "لم أعد أحتمل. جسدي ملكي وليس ملك أبي ولا زوجي ولا المحيطين بي ولا لأعين رجال في الشارع، ولا للدولة". ومن ضمن الموقعين على العريضة عبد اللطيف اللعبي، والطاهر بنجلون، وماحي بنبين، وحميد برادة، ونور الدين عيوش، وأمينة منيب، وسمية نعمان جسوس، وفاطنة البويه، وسامية أقريو، وآمال عيوش وغيرهم.. وقد اعتاد المتتبعون سماع هذه الأصوات عند إثارة مواضيع ما تحت الحزام، و"الحق في التصرف في الجسد" عبر الزنا واللواط والسحاق، حتى أن بعضهم اشتهر عنه المتاجرة بهذه المطالب، التي يستجدي بواسطتها الجهات الداعمة لمزيد من البذل والعطاء. وفي هذا الصدد تساءل عدد من المتتبعين عن سبب غياب هذه الأصوات الغيورة جدا على "كرامة المواطن المغربي" والمرأة بالذات، حين تثار مواضيع العدالة الاجتماعية، لماذا لا يتحدثون عن معاناة المرأة في العالم القروي؟ لماذا لا يرفعون العرائض دفاعا عن المرأة التي يرمى بها بسبب الفقر في سوق النخاسة والرقيق الأبيض؟ لماذا يديرون ظهورهم لمعاناة ملايين النساء في العالم بسبب فلسفتهم في طريقة تصريف الشهوة الجنسية التي حرفوها عن مقصدها، فحولوها من وسيلة للحفاظ على النوع البشري إلى هلاكه وشقائه.