هوية بريس – د. يوسف فاوزي الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: إن ابتغاء الدار الآخرة ومرضاة الله مقصد كل مؤمن، وهو درب الصالحين من لدن الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم إلى إحسان إلى يوم الدين، ومن رحمة الله بنا أنه سبحانه بين لنا هذه الطريق فجعلها واضحة جلية لا لبس فيها، ولأجل هذا أرسل لنا الرسل وأنزل علينا الكتب. وجعل سبحانه شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم خاتمة ناسخة لكل الديانات فقال عز من قائل (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (سورة آل عمران، 85)، ولذلك أتمّ لنا سبحانه هذا الدين، قال سبحانه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ) (سورة المائدة،3). وعليه، فلا يجوز لأي مسلم أن يسلك غير هذه الطريق الواضحة لأنها الطريق الربانية الشرعية، ولذلك قال سبحانه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (سورة يوسف، 108)، وجعل اتباع سنة رسول نبيه عليه الصلاة والسلام علامة محبته فقال سبحانه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (سورة آل عمران، الآية 31)، فمن ادعى محبة الله ولم يتبع سنة رسوله عليه الصلاة والسلام فهو كاذب في دعواه، وتأمل رعاك الله كيف ختم سبحانه الآية الكريمة بمغفرة ذنوب من اتبع نبيه عليه الصلاة والسلام… !!. ولقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأصل تمام الفهم، فكانوا يلتزمون سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام في كل عباداتهم، فعن عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ، مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُلْنَا: لَا، بَعْدُ. فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ – وَالْحَمْدُ لِلَّهِ – إِلَّا خَيْرًا، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ. قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِي أَيْدِيهِمْ حصًا، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً، فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتظارَ أَمْرِكَ. قَالَ: «أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ»، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟» قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: «فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ». قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ، قَالَ: «وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ»، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ)[1]. فابن مسعود رضي الله عنه تلميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينكر على هؤلاء طريقتهم البدعية في ذكر الله، لأنها طريقة لم يسنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتبر مجرد نيتهم الطيبة في طلب الخير شافعة لهم في بدعتهم هذه، ثم كانت هذه البدعة جالبة لهم لمصيبة أعظم من هذه البدعة وهي الخروج على جماعة المسلمين وسفك دمائهم. وظلت هذه السمة –ابتغاء الخير على غير هدي سنة رسول الله صلى الله- سمة حاضرة عند أغلب الفرق الإسلامية وعلى رأسها الطرق الصوفية التي رامت الولاية على غير منهاج النبوة، بإحداث أساليب بدعية في العبادة والذكر وتهذيب النفوس. ومن بين هذه الطرق الصوفية طريقة محدثة عندنا ببلاد المغرب تدعى بالطريقة الكركرية نسبة إلى مؤسسها محمد فوزي الكركري، وهي طريقة حادت عن جادة الصواب، وابتعدت عن سنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، بالإحداث في الدين، مستغلة جهل الكثير من الناس بحقيقة الدين وسنة النبي المصطفى الأمين. ولما كان الدين النصيحة أحببت أن أوجه نصيحة إلى أتباع هذه الطريقة، سائلا المولى عز وجل أن يلهمنا جميعا الحق والصواب، وأن يجمعنا جميعا على محبة كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأقول وبالله التوفيق: 1- الدين الإسلامي جاء لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، وذم التفرق والتحزب، فانتساب كل واحد منا لطريقة صوفية زاد الأمة فرقة، فكل زاوية تدعي أنها على الحق وغيرها على الباطل، وبدل أن تسعى هذه الطرق في توحيد الأمة تتفرع إلى طرق أخرى، وما الطريقة الكركرية إلا حلقة جديدة من مسلسل هذا التفرق، إذ الكركري يصرح بأن طريقته تفرعت عن الطريقة الدرقاوية الشاذلية، وربما بعد وفاته ينقسم أتباعه إلى طرق أخرى، فليتق الله أتباع هذه الطريقة وليلزموا جماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة. 2- إن الشيخ المربي الذي هو القدوة الصالحة والأسوة الحسنة لكل مؤمن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (سورة الأحزاب، 21)، ومن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوته فاز في الدارين، وأما أدعياء الصلاح من شيوخ الطرق فلم تتوفر فيهم شروط الصلاح، لكونهم لم يطلبوا العلم الشرعي عن علماء راسخين، والعلم شرط في الصلاح، قال سبحانه (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (سورة فاطر، 28)، فالصلاح نتيجة العلم، والكركري لا يعرِّف بشيوخه الذين تتلمذ عليهم وماذا أخذ عنهم، فضلا عن جهله الكبير بعلوم الشريعة. 3- إن ذكر الله من أعظم القربات الموصلة للفوز في الدارين، ولذلك يسر الله لنا ذكره بقراءة كلامه الذي هو القرآن، قال سبحانه (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (سورة القمر، 17)، وقال عليه الصلاة والسلام (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ)[2]، وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم "خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ" فيفهم منه أن ذكر الله متاح لكل مسلم لا عسر فيه، غير أن الصوفية –والكركري منهم- ابتدعوا أورادا خاصة لم ترد في الكتاب ولا السنة، وزعموا أنها الموصلة إلى رضوان الله دون غيرها، بله أضافوا لها الرقص والصراخ و"الجدبة" والاجتماع على هيئة خاصة في حلق الذكر، وكأن طريق الجنة خاص محفوظ لهم دون غيرهم، وهذا عين الضلالة والكذب، فالجنة لكل مؤمن تقي موحد لربه متبع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 4- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه الكرام البررة أن المؤمن الصالح ملزم بلباس معين على هيئة معينة أو لون معين، والذي أثر في اللون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ إِنَّهُ يُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ)[3]، ولبس البياض هنا ليس على وجه الوجوب والإلزام وإنما على وجه الاستحباب، قال الشوكاني رحمه الله (والأمر المذكور في الحديث ليس للوجوب، أما في اللباس فلما ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – من لبس غيره وإلباس جماعة من الصحابة ثيابا غير بيض، وتقريره لجماعة منهم على غير لبس البياض)[4]، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم لم يلزموا أنفسهم بلبس البياض مع ورود النص في استحبابه، فلماذا يلزم الكركري أتباعه لباس العباءة المزركشة بألوان عدة ؟؟ !!… لم يثبت نص شرعي في هذا !! فهو بدعة محدثة وتكليف بما لا يطاق واستدراك على الشرع الحنيف. 5- إن الإسلام دين يحث على العمل وأن يكون أصحابه مخالطين لمجتمعاتهم قال عليه الصلاة والسلام (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)[5]، في حين أن الكركرية وغيرها من الطرق الصوفية تنهج نهج "الخلوة" المبتدعة في الدين، فتحث على المريد العزلة التامة عن الناس في مكان معين وزمان معين مع ملازمة ورد من الأذكار المحدثة قصد بلوغ درجة رفيعة حسب زعمهم وتحقيق "المشاهدة" التي يزعم الكركري أنها درجة لا ينالها إلا الخلص من مريديه، فيقول (طريقتنا طريقة المشاهدة من لم يشاهد لست بشيخه وليس بمريدي)، وهذا والله كذب على الناس وادعاء ما أنزل الله به من سلطان، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو الرسول الأمين لم يكلف صحابته لا بخلوة ولا مشاهدة، فأي الفريقين خير؟؟؟….ولو ألزمنا الناس بالخلوة في الزوايا لتعطلت مصالح الناس، وهذا عين ما حصل للأمة وقت غزو الاستعمار الأجنبي لما دعا بعض أدعياء الصلاح مريديهم للخلوة في كهوف الجبال بدل الجهاد ضد المستعمر. 6- إن السياحة التي يقررها الكركري على مريديه مخالفة للهدي النبوي، وهي متصلة تماما بالنقطة السابقة وهي الخلوة، فسفر المريدين على أقدامهم في أرجاء البلاد تعطيل لمقصد عمارة الأرض، وصرف للشباب والعامة عن طلب المعاش أو طلب العلم الشرعي أو الدنيوي، وفيه ما فيه من التكلف والمشقة ما لا يخفى، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته النموذج الأمثل، فلم يرد عنهم هذا الصنيع، فيكفينا ما كفيهم. 7- إن دراسة علم العقيدة هو الأساس المتين والركن الأصيل الذي يجب على كل مسلم أن يصرف همه له، ففيه الحصانة من كل فكر معوج، وشبهة ضالة، وبدعة مقيتة، وغواية هالكة، فأنصح إخواني وأخواتي من أتباع الكركري إلى دراسة علم العقيدة الصحيحة، وخير ما ألف فيه علماء المغرب كتاب "سبيل الرشاد في هده خير العباد" للعلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الفيلالي المغربي رحمه الله فقد بين في كتابه هذا أصول العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة فحري بكل مؤمن راغب إلى ربه أن يقرأ هذا الكتاب ليكون على بينة من عقيدته، مع لزوم قراءة القرآن وفهمه بتفاسير العلماء، ومطالعة كتب الحديث وعلى رأسها الكتب الستة، ففيها الهداية الكافية لمن ابتغى الله والدار الآخرة. 8- إن الجهل في الدين منبع كل انحراف، فأنصح نفسي والمسلمين عامة ومريدي الكركرية خاصة بضرورة التفقه في الدين بالرجوع للعلماء الربانيين امتثالا لقوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (سورة النحل، 43)، وترك الابتداع في الدين فهو سبيل الغاوين، وطريق الجاهلين فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. هذا ما أحببت أن أقدمه لإخواني مريدي الطريقة الكركرية نصحا لهم وحبا لهم، فالدين النصيحة، وطلب مرضاة الله غاية كل عبد مشفق على نفسه، ولكنها غواية الشيطان التي تخطف الناس إلى طرق ملتوية بعيدة كل البعد عن طريق الصواب، وعلى العلماء أن يقوموا بواجب النصح والبيان لكل مسلم وفضح مثالب هذه الطرق، ولعلي أخصص مزيدا من المقالات في مناسبات قادمة بإذن الله لتبيين الحق في هذا الباب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكتبه: الفقير إلى عفو ربه الدكتور يوسف فوزي الأستاذ بكلية الشريعة، جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب ضحى يوم السبت 24 ذو القعدة 1440ه الموافق ل 27 يوليو 2019 [1] ) سنن الدارمي (رقم:210). [2] ) رواه البخاري (6406) ومسلم (2694). [3] ) رواه أحمد (3426)، وابن ماجه (1472)، وأبو داود (3878)، والترمذي (994) وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم في المستدرك (4/206)، والألباني في مختصر الشمائل (1/49). [4] ) نيل الأوطار (2/116). [5] ) رواه أحمد (5099)، وابن ماجه (4032)، والترمذي (2507)، والبيهقي (20174).