هوية بريس – السبت 11 أكتوبر 2014 أختي الأنثى.. نعم الأنثى.. تلك صفتك التي ارتضاها لك ربّ العزّة.. ولو شاء أن تكوني غير ذلك لَفَطرك وسوَّاك كما يشاء.. ولكنه سبحانه قدّر أن تكوني أنثى، ويكون هو رجلا، ولولا هذا التنوع البشري ما استمر النسل ولا استقامت الحياة. فَلِمَ هذا التمرد المنافي للفطرة أخيتي..؟ لمَ هذا الاعتراض على آية من آيات الله الكونية "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"؟ ألمْ تفطني إلى أن هذا التنوع طبيعة كونية، وأنّ أنوثتك ليست سُبَّة ولا نقيصة حتى تتجردي منها أو تتبرئي من الانتساب لها؟ فَخْرٌ لكِ أن تكوني أنثى، كما أنه فخرٌ له أن يكون رجلا، ولا استقامة للحياة بدونكما. أنت أنثى.. الرقة طبعك، والعاطفة والحنان جزء من خِلْقتك، وما تمردك عليها إلا خروج غير محمود على سنن الكون، يمُجُّه كل ذي ذوق سليم. ولا يغرنّك ما يقوله بعض الشواذ الذين فسدتْ فطرهم، وزاغت بصائرهم، واعلمي أن ما خِلته يوما ضعفا فيك هو مصدر قوة لك، فكم أَلاَنَتْ هذه العاطفة قلوباَ جبابرة، وكم انكسرت أمام عتبتها أعتى الرجولات، فلا تستصغري نفسك. ما لَكِ وللرجل.. ولبس الرجل.. ومشية الرجل.. وخشونة الرجل، ألم يصفع أذنك ذاك الوعيد الشديد بالطرد من رحمة الله لكل من انسلخت من أنوثتها وارتدت جُبّة غير جُبتها؟ اسمعي أخيتي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري. يقول الشيخ ابن باز رحمة الله عليه: "اللعن من باب الوعيد والتحذير، وقد يسلم الرجل من العقوبة بأعمالٍ صالحة أو بتوبةٍ صادقة، وهكذا المرأة قد تسلم من العقوبة بتوبةٍ صادقة أو أعمالٍ صالحة، لكن المقصود من اللعن التحذير، فلا يجوز للرجل أن يتشبه بالكفار ولا بالنساء، والمرأة كذلك، ليس لها التشبه بالرجال ولا بالكفار، لا في الزي ولا في الكلام، ولا في المشي، كله، ليس له أن يتشبه بالمرأة في زيه وفي كلماته وفي مشيه ولا بالكفرة، وهي كذلك ليس لها أن تتشبه بالرجل في زيه من اللباس ولا في زيه من المشي ولا في زيه من الكلام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من تشبه من النساء بالرجال ولعن المشتبه من الرجال بالنساء". وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّجلة من النساء"، والرجلة هي التي تتشبه بالرجال في هيئاتهم وأخلاقهم وأقوالهم وأفعالهم. والأمرّ والأدهى أخيتي ما جاء في هذا الوعيد الذي يهتز لِهَوْله كل فؤاد: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث". قد يخامركِ استفهام فضولي لم كل هذا؟ فأقول لك: لأنك بترجلك تعترضين على مشيئة ربك، فلا ترضين بأنوثتك ولا تفتخرين بجنسك.. بترجلك قد تنساقين إلى كل رذيلة، وقد أبصرتِ اليوم أنواع الفتن التي تتخبط فيها النساء من شذوذ جنسي، واقتراف لجرائم أخلاقية يندى لها جبين العفيفات، فأي مغنم لك أختي في هذا الترجل؟ وكيف تبيعين رضى من خلقك فَسَوَّاكِ برضى من لا يملك لنفسه جلبَ نفعٍ أو دفع ضرٍّ؟ أفيقي حماكِ الله، واعلمي أن الدنيا مهما طال أمدها فهي إلى زوالٍ، ولن ينفع المرء يوم العرض الأكبر إلا ما قدمه من طاعة وما تقرب به إلى ربه من رضى عن قضائه وتسليم تامٍّ لمشيئته. لا تتعقبي طريق الغربيات السافرات، فهن قد عقد قرانهن بهذه الدنيا الفانية، ولا شريعة تحكمهن، إلههن هواهن، وجنتهن متعتهن، ونارهن مفارقة شهواتهن، احذري كما قال الرافعي: "خجل الأوربية المترجلة من الإقرار بأنوثتها.. إن خجل الأنثى يجعل فضيلتها تخجل منها.. إنه يسقط حياءها ويكسو معانيها رجولة غير طبيعية.. إن هذه الأنثى المترجلة تنظر إلى الرجل نظرة رجل إلى أنثى.. والمرأة تعلو بالزواج درجة إنسانية، ولكن هذه المكذوبة تنحط درجة إنسانية بالزواج.. أيتها الشرقية: احذري.. احذري". مستنقع الرذيلة يفتح أبوابه أمام ترجلك، والشيطان يتربص بك الدوائر، فلا تكوني له خير معين، وتذكري أن جمال الأنثى في أنوثتها وجمال الرجل في رجولته.. هما جنسان لا ثالث لهما. ومن شذ شذ في النار.