على جنبات كورنيش مدينة أكادير ليلة أول أمس ، كان يتحرك شاب في العشرينيات من عمره ببطئ يتمخطر في مشيته ، من لمحوه في الوهلة الأولى إعتقدوه فتاة أو بائعة هوى تعرض جسدها لمن يدفع أكثر خصوصا مع أيام المونديال حيت تعج المدينة بضيوف من أصناف مختلفة . الشاب يتحرك في الكورنيش إكتشفه عدد من المواطنين ، تعقبه بعض الفضوليين وأصبح حديت زوار الكورنيش ،هناك من جشب هذا التصرف وهناك كثيرون دعو له بالشفاء من العلة ، فيما فضل البعض مغادرة الكورنيش بعد حادث ضهور الشاب بملابس نسائية خصوص من لديهم أطفال . تحرك الخبر وتحركت معه أعين وهواتف رجال الأمن ليتم رصد الشاب وتوقيفه وإقتياده إلى مخفر الشرطة قصد التحقيق معه . فنادق وصالونات تستقبل هؤلاء إنها ظاهرة شاذة تتمثّل في إرتداء الرجال ملابس أنثويّة، بطريقة سريّة، أو فاضحة، بسبب تداعيات نفسيّة وتأثيرات إجتماعية وإنعكاسات تربويّة. ويبقى «التنكّر» بأزياء النساء آفة لا يتقبّلها المجتمع، مهما كثُرت التفسيرات والتحليلات. والصدمة الكبرى هي تزايد عدد هؤلاء «المنحرفين»، واندماجهم بين الناس، فيعيشون بوجهين وحياتين وشخصيّتين… مدينة أكادير باتت تعج بهذه الفئة التي أصبحت تتحرك بكل حرية داخل مجموعات تنتمي أحيانا إلى شبكات تنشط بين مدينتي أكاديرومراكش وتقصد فنادق معينة بالمدينة تقدم لهؤلاء مايحتاجون إليه مقابل أن يستفيد أصحاب الفنادق ولاهي ليلية من زبناء معينين يدفعون أكثر . لطالما إفتخر الرجل بذكورته وعنفوانه وقساوة ملامحه وصلابة مظهره الخارجي. لكننا بتنا مُحاطين بأشباه رجال لا يمتازون عن المرأة إلاّ بالإختلاف البيولوجي، ويختارون ملابس ذات قصّات ضيّقة وغريبة، وألوان أنثوية وأقمشة شفافة! وهذا ما لا يتقبّله أفراد المجتمع، مهما بلغ إنفتاحهم وتطوّرهم، بفعل التعدّي على العادات والتقاليد المُتعارف عليها. فما هو التشبه بالنساء ؟ وأين يُصنّف؟ وما مدى تقاربه مع الإنحراف أو حتى الشذوذ؟ فسّرأخصئيون في علم النفس هذه الظاهرة الموجودة في مختلف المجتمعات، شارحين أسبابها وتداعياتها. ظاهرة وآفة يقول حسن وهو مرشد مند عشرين سنة : « إن إرتداء الرجل لملابس نسائية كانت بعد عقد من الزمن ظاهرة منحصرة على بعض السياح خصوصا من الدول دات الرد لقارص وكان هؤلاء يلبسون زي النساء بداخل شققهم بالفنادق أو ي حفلات كان يقوم بها بعض الشواد بداخل شقق وفيلات. حسن يرى أن الظاهرة باتت تظهر للعلن في أكادير وبعدها مراكش بعد توفد الشات من الشواد على أماكن عمومية ، مطاعم فنادق صالونات وملاهي ليلية ، أصبح بعضها يشكل ملتقى لهؤلاء أمام أعين السلطات . بدأو يرتداون الأكسسوارات والجوارب النسائية والكعب العالي. فالبعض لا يجرؤون على فضح أنفسهم، فيخفون ميلهم هذا تحت ثياب عادية، أو يمارسونه في الخفاء، بينما يعمد قسمُ آخر إلى التعبير عن رغبتهم الجامحة في ارتداء ما يرتاحون إليه». مسبّبات تربوية وإجتماعية أمّا عن أسباب هذه الآفة، فتشير دراسات نفسية «الناحية التربوية لها تأثير كبير كونها تصقل شخصيّة الإنسان منذ الطفولة وتعلّمه تفريق الخطأ عن الصواب وتشجّعه على إحترام القواعد والتقاليد وتنهيه عن خرق الأعراف، وتدمجه بسلاسة في المجتمع. ذلك أنّ الصورة التي يكتسبها الإنسان في صغره، تترسّخ في تفكيره ويمارسها تلقائياً في شبابه. وبالعودة إلى ظاهرة إرتداء ملابس الجنس الآخر، يُرجّح أن يكون المسبّب أمرين بديهين: أوّلهما ضعف أو إنعدام علاقة الولد مع الأب من جهة، وتعلّق الأم المفرط عاطفياً بالولد، ما يدفعه إلى التقرّب الشديد من والدته لملء فراغ عاطفيّ ناجم عن عدم إستقرار عائلي، ليكتسب الصبيّ مع الوقت التصرفات الأنثوية ويكبر معها. ويبقى ثانيهما نشوء الولد في بيئة مليئة بالنساء والأخوات، مما يولّد جواً أنثوياً بإمتياز، يتشرّبه الصبيّ منذ نعومة أظافره، وينمو معه بشكل تلقائي، لينطبع التأثير الأنثويّ بقوّة». فتربية الأولاد بطريقة سليمة ومتوازنة ومدروسة أمر جوهريّ، لذلك فالإفراط في الدلع، وتشجيع التصرفات غير الذكورية للصبيّ والإفتخار بعادات مكتسبة من الأم إلى ولدها، تصرّفات غير مقبولة تؤدّي إلى ضياع الصبي نفسياً وتشبّثه بالخطأ لا محالة. فبعض الأمور حكر على النساء، مثل انتعال الكعب العالي والتبرّج ووضع طلاء الأظافر… ولا يجوز أن تعلّمها الأم لطفلها، كأمر طبيعيّ لتطبيقه. وتبقى مرحلة المراهقة من أدقّ المراحل التي تتطلّب مرافقة واعية وتنشئة إجتماعية وعائلية سليمة ومرافقة حاسمة وقرارات حاسمة. ولا مجال للتهاون أو التغاضي عن الغلط الفاضح، كي لا يتحوّل لاحقاً إلى مشكلة نفسية لا تحمد عقباها. لكن لا بدّ من التنويه إلى أنّ «ليس كلّ مظهر أو تصرّف أنثويّ عابر عند الطفل الصغير هو علامة حالة مرضية نفسية. وإنما قد يمرّ الطفل بمرحلة غير خطيرة، مفادها غياب الأب أو عدم وجود قدوة ذكورية مثل الأخ الأكبر أو الأصدقاء الذكور في المحيط. وتضمحلّ هذه الحالات بعد تأمين علاقات طبيعية وإختلاط الولد مع أفراد عائلته الكبرى والمجتمع». شخصيتان متناقضتان! تؤكّد الدراسة أن الشدود أو التشه بالنساء ي اللباس من شأنه أن يعيّش الرجل في صراع داخلي، تتنازع فيه شخصيتان، ما ينعكس لا محالة على الأداء العام في المجتمع بعد فترة. فالرجل الذي يميل إلى إرتداء ملابس الجنس الآخر، يمارس حياته بشكل طبيعي أمام الناس، ولا يلبث أن ينتقل إلى الشق الثاني من الحياة، بالخفاء، بسبب الرفض الإجتماعي القاطع لميله هذا. فيتوجّه الرجل إلى ملاذات خاصة لا تدين هذا التحوّل، أكان ذلك في حرم منزله الخاص، أو في ملهى خاص، حيث توجد تجمّعات تتقبّل كيانه هذا. وتكون العمليّة إنتقالية إختيارية، ما لم تكن هناك أسباب بيولوجية. فيتقمّص الرجل شخصية المرأة، قلباً وقالباً، بعملية تنكرية كاملة، من حيث الشكل والتصرفات لكنه يعيش باطنياً حالة نفسية مزعزعة». الدراسة تقول «يمكن أن يكون الرجل هذا متزوجاً ومنحرفاً في آن واحد، أو ميالاً إلى الجنسين معاً، بيد أنه لا يظهر حقيقته أبداً، حتى لأقرب الناس إليه. وذلك مخافة عزله إجتماعياً وعاطفياً بسبب مشكلته هذه، إذ غالباً ما يتمتع هؤلاء الرجال بمراكز مهنية مرموقة ومكانات إجتماعية مهمّة». ومهما حاول جاهداً التخفي، قد ينفضح الرجل الميّال إلى تقليد الجنس الآخر بسبب نوعية حديثه وتصرفاته الأنثوية وأدائه العام من أسلوب مشي وطريقة جلوس وتبرّج وتصفيف الشعر بطريقة أنثوية، إضافةً إلى معرفته بتفاصيل دقيقة عن مظهر السيدة وملابسها، إذ يكون ملمّاً بذلك بطريقة لا يمكن للرجل أن يكون مهتماً بها ولو من بعيد. «هواية» مرفوضة إجتماعياً بعض الشواد إلتقتهم الجريدة أجمعوا أن «المجتمع قاضٍ وجلاّد، إذ لا يتهاون مع أي شذوذ، ويُدين مرتكبيه عبر عزلهم ووصمهم وتحطيمهم نفسياً. فالمجتمع قاسٍ ولا يرحم، ومن غير الممكن أن يتقبّل وجودنا . فلا يمكن أن يصبح إرتداءنا لملابس المرأة من المسلّمات في المجتمع يوماً ما. يقومون نحن نعيش في قبضة الأنثوية لكننا مقال ذالك غير مقبولين إجتماعياً إلى حدّ ما. فكيف لو قلّدنا المرأة، شكلاً ومضموناً؟» إنحراف وشذوذ هذا وقد كشف أطباء نفسانيون « أنه لا بدّ من التفرقة بين منحرفين . إذ إنّ المنحرف الشاذ قد يملك تكويناً بيولوجياً داخلياً يدفعه إلى تبرير الأداء الأنثوي والميل الجنسي غير المستوي الموجود في اللاوعي. أمّا من يلبس ملابس النساء ، فرجل ذكر بيولوجياً، يعتمد أسلوباً أنثوياً من حيث الملبس، وقد يكون مشتهياً للجنس الآخر أو شاذاً أو الإثنين معاً. لكنّ المجتمع بشكل عام لا يفرّق بينهما، لأنه يحكم من خلال النظر والملاحظة». ويضيف هؤلاء : «إنّ الشذوذ هو الأمر غير الطبيعي وكسر للقاعدة، بحيث ينفر الإنسان من المجتمع وينحرف عنه عامةً. وفي بعض الحالات قد يشعر الرجل بإنعدام الثقة بالقدرات الجنسية، فيبحث عن شريك من جنسه ويصبح شاذاً. وهذه حالة نفسية مرضية متشعّبة ولها أسباب وعواقب مختلفة. عواقب الإزدواجيّة حنان صاحبة صالون بأكادير أكدت أن أغلب زبناءها من الشواذ " خدامة معاهم مزيان" من خلال معاشرتها لهذه لفئة أشارت حنان أن الشواذ يعيشون حالة ضياع دائم وزعزعة بالثقة بالنفس، ما يولّد لديهم نوعاً من الحقد على المجتمع الذي لا يتيح لهم التصرّف على سجيّتهم. فينقمون من دون معرفة سبب عدم إنتمائهم، ويرفضون الإختلاط ضمنياً، إلاّ أنهم يسعون يائسين للتأقلم والإندماج. بيد أنهم يبقون حائرين، ما بين الرجل. والمرأة، ما يولّد ضياعاً هائلاً لديهم .» . أسواق أخرى بأكادير خصوصا بعض المتاجر بسوق الأحد باتت تبيع لهؤلاء ملابس نسائية وبعض الإكسسوارات من قبيل ملابس داخلية تكبر الأرداف والنهدين وغيرها من الأمور الجديدة الي صبح لتجر يحققون من ورائها أموال باهضة . علاجات ممكنة كلّ حالة مختلفة عن سواها. وينجح العلاج بمقدار قوّة الشخصية والمؤازرة الخارجية التي يحصل عليها المرء والظروف التي يمرّ بها. إذ إنّ مشاكل الحياة تردّنا دوماً إلى نقطة ضعفنا. لكن من المهمّ أن يفهم الرجل أن تصرّفه هذا هو حالة مرضية أو آفة أو مشكلة نفسية، وليست حلاّ للهروب من مصاعب حياتية والتخفيّ وراءها. وهنا يبدأ العلاج. فالمشاكل النفسية لا تزول من تلقاء نفسها، بل مع المتابعة والدعم والإرادة». ينفع العلاج النفسي في معظم الأحيان، لكن الخطوة الأولى هي التقدّم إلى العلاج وطلب المساعدة والإقرار بالخطأ». تبقى هذه الظاهرة النفسية الإجتماعية في تنامي مدن سوس وأكادير بالخصوص بسبب وجود شبكات باتت تخترق أجهزة الدولة . ومجرّد تجاهل الموضوع أو إبقائه طيّ الكتمان. سيحدث يوما ما ردة لمجتمع محافض تحت بركة متحركة من التحرر الداتي تنتظر الفصة لضهور يوما بشكل علني تطالب بحقها في الإختلاف . رأي الدين في موضوع ارتداء الرجال ملابس نسائية إن الشريعة الإسلامية حرصت على تمييز كل جنس عن الآخر، فلا يجوز للرجال ارتداء ملابس خاصة بالنساء، وكذلك لا يجوز للنساء التشبه بالرجال، لأن في هذا نوعاً من الاعتراض على الفطرة التي خلق الله كل جنس عليها، فقال تعالى: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا» آية 32 سورة النساء. والشريعة دعت كلاً من الرجال والنساء إلى الاعتزاز، بلا تكبّر أو تغطرس، بالفطرة التي خلقهم الله عليها، أما إذا اعترض على قدر الله وحاول التشبه بالجنس الآخر فهو آثم شرعاً، وفقا لنص الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس، قال: «لعن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ، وَقَالَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ»، والسر في أخرجوهم من بيوتكم أنه إذا لم تنفع معهم وسائل النصح والإرشاد والعلاج النفسي والطبي إذا لزم الأمر، فإنهم يتحولون إلى جرثومة تضر كل من حولها من أفراد المجتمع، لهذا ينبغي عزلهم. فقهاء وأهل العلم ، أشارو إلى أن إصرار الرجل على ارتداء ملابس المرأة أمر مرفوض شرعاً وعقلاً، فقد ميّز الله كلاً منهما عن الآخر في الجوهر والمظهر اختلاف تكامل وتنوع، وليس اختلاف صراع، لهذا لا يجوز شرعاً لأحدهما التشبه بالآخر، وإلا يكون قد رضي على نفسه اللعنة، فقد قال الصحابي الجليل أبو هريرة: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ». وأكدت أم المؤمنين عائشة نفس المعنى بقولها: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنْ النِّسَاءِ». وقياساً عليه بالنقيض فإن الرسول، صلى الله عليه وسلم، لعن المخنث من الرجال، بل إن هذا النوع من التشبّه في الملبس يعقبه تشبّه في الحركات والصوت، مما يجعله باباً للشذوذ الجنسي أو العلاقات المثلية التي حكم عليها الشرع بالتحريم والتجريم باعتبارها من كبائر الذنوب، لأن الله سبحانه خلق الرجل بصفات الرجولة التي لا تحتمل لباس النساء، ولا تحتمل التشبه بتصرفاتهن.