ظاهرة دخيلة على المجتمع الوجدي، الأخطر فيها أن المرأة لم تتخل عن كامل صفاتها الأنثوية من لباس وسلوكات ودلال فقط، بل وصلت لدرجة لا تخطر على بال أحد، من إقامة لعلاقات مشبوهة، حلق للذقن ومعاكسة الفتيات لبعضهن في الشوارع، وانتهاء بارتداء ملابس داخلية رجالية. والعكس صحيح فالرجال المخنثون أيضا يلبسون ملابس داخلية نسائية. فهل هناك مبررات اجتماعية أو نفسية لهذه الظاهرة؟ وما رأي الشرع والمجتمع والمختصين في ذلك؟ ظاهرة الفتيات المسترجلات والمخنثين تنتشر بوجدة ما رأي الشرع والمجتمع والمختصين في ذلك؟ بعدما كان سهلا التمييز بين الجنسين، فللرجال ما يميزهم وللنساء كذلك، غابت عناصر التميز واندثرت في عصرنا، فلا الذكر عاد كذلك ولا الأنثى عُرفت من بين الرجال، لأنه وببساطة انسلخ الجنسان عن وظائفهما وتبادلا الأدوار. ظاهرة دخيلة على المجتمع الوجدي، الأخطر فيها أن المرأة لم تتخل عن كامل صفاتها الأنثوية من لباس وسلوكات ودلال فقط، بل وصلت لدرجة لا تخطر على بال أحد، من إقامة لعلاقات مشبوهة، حلق للذقن ومعاكسة الفتيات لبعضهن في الشوارع، وانتهاء بارتداء ملابس داخلية رجالية. والعكس صحيح فالرجال المخنثون أيضا يلبسون ملابس داخلية نسائية. فهل هناك مبررات اجتماعية أو نفسية لهذه الظاهرة؟ وما رأي الشرع والمجتمع والمختصين في ذلك؟ تعتبر ظاهرة الفتيات المسترجلات أو ما يسمى بالجنس ''الرابع'' من الطابوهات المحظورة في المجتمعات العربية الإسلامية عموما، والوجدية على وجه الخصوص، فلا أحد يستطيع اختراقها والتكلم عنها نظرا لحساسيتها، وعليه فقد باتت هذه الظاهرة ملفتتة للانتباه ودقت ناقوس الخطر وأصبحت حديث الشارع. فأينما وطأت قدماك إلا وتلفت انتباهك مراهقات في أبهى صور الجمال والأنوثة بتسريحات شعر غريبة وجديدة بالنسبة لقاموس آخر تسريحات الموضة، هذه الأخيرة تعد وتصنف من الأمور المحرمة في ديننا الإسلامي الحنيف. فتشبه المرأة بالرجل محرم والعكس كذلك،وفقاً لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ''لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال''. الله سبحانة وتعالى خلق كل جنس وجعل له صفات تميزه عن الآخر، فالمرأة مكرمة ومحترمة في دين الله تعالى، ولا يجب عليها في أي حال من الأحوال أن تتخلى عن كرامتها وخلقتها، فالصفة الذكورية لا تليق بالمرأة. فيا ترى ماهي الأسباب التي تؤدي لظاهرة المسترجلات؟ وما هو العلاج الكافي لهذه الظاهرة ؟ وهل تعتبر ظاهرة دخيلة على المجتمع الوجدي؟ أضحت حالات الرجل المؤنث والذي يطلق عليه اسم ''المخنث''، في الآونة الأخيرة بما لا يدع مجالا للشك تتخذ تجليات أكبر، كاللباس النسائي أو المشي المتكسر الذي لا تفعله حتى النساء. ولكن في الحقيقة أن المخنث من الجنس الثالث، واقع إنساني واجتماعي لا يمكن تجاهله، والمصاب بهذا المرض لم يختر ماهو فيه، أي لم يختر هويته الجنسية القلقة التي هو عليها. وهنا يطرح السؤال الأساسي: هل نحن أمام أمانٍ نفسية وميولات جنسية ''شاذة''، تدفع بالفرد أنثى أو ذكرا، إلى الترامي على صفات الجنس الآخر؟ ومحاولات التحول ولو شكليا بدافع الحصول على نوع آخر غير مُذاق من قبل، من اللذة الجنسية أو النفسية على الأقل؟ أم أن الأمر يتعلق بحالات ذات جذور بيولوجية، يرجع فيها الخطأ للوالدين بعدم المراقبة عند أيام الطفولة الأولى، وللطب الذي لم يقم بدوره كما ينبغي؟ هذا وبرز بكثرة ما بات يعرف باسم المسترجلات والمخنثين في الأماكن العمومية، سواء في الشوارع، المدارس، المعاهد، الجامعة، نوادٍ رياضية وحتى داخل بعض المنازل العائلية، أصبح جل أفرادها ذكورا، قصص كثيرة لهذه الظاهرة. ففتيات مسترجلات أطلقن على أنفسهن أسماء ذكورية، وتقليدهن للذكور في كل شيء سواء من ناحية الملبس أو أسلوب الكلام وطريقة المشي. وحسب الاستطلاع الذي قمنا به، فإن الفتيات اللواتي انغمسن بهذا السلوك، إنهن مقتنعات بأفعالهن وأن وسطهن الخاص يجعل كل شيء مباحا ومسموحا، فتجد الفتاة التي تمارس سلوك الاسترجال تتمتع بشخصيتين متناقضتين، واحدة تظهر بها أمام العلن وأخرى خفية، تظهرها فقط بين أوساط فئة المسترجلات، وأكدن أنهن لا يجدن في أفعالهن أي شيء غريب أو خاطئ، كما أشرن إلى أنهن تقمصن الخصائص الذكورية بشكل كبير، حيث باتت أشكالهن وسلوكياتهن لا تتناسب مع خصائصهن الأنثوية، على حد قولهن، كما هو الحال مع سعاد ذات 22 عاما والتي فضلت أن تطلق على نفسها اسم ''سعيد''. روت لنا سعاد قصتها التي بدأت منذ الصغر بظهور معالم الرجولة في مشيتها وحديثها وتعاملاتها وسلوكياتها، وبررت ذلك بأنها كانت على الدوام تشاهد الخلافات الشديدة بين والديها اللذين انفصلا في النهاية، حيث كانت تشاهد والدتها وهي تتعرض لصنوف متنوعة من الأذى والعنف الجسدي من قبل والدها، مما جعلها، على حد قولها، تكره حقيقة كونها أنثى، وأنها فضلت تقمص السلوك الذكوري، لكي تكون قوية وقادرة على صد الأذى عن نفسها. أما سميرة ذات 19 عاما، وهي الأخرى فتاة تطلق على نفسها اسم ''سمير''، فقد بالغت في حديثها عن ذاتها وطالبت بمنحها الحرية للتعبير عن مشاعرها وحقيقة ميولها، وقالت: ''أشعر بالرضى والسعادة كما أنني أشعر بأنني رجل في كل شيء ولست أنثى، وأنا لا أرغب في مناداتي باسمي المتعارف عليه في المنزل فهو يشعرني بالضيق، كما أنني أعرف خطورة ما أقوم به، فوالدتي تحاربني دوماً وتراقب تصرفاتي كما أنها أصبحت تشك في أفعالي وأجدها تفتش في محتويات حقيبتي وغرفتي، كما أنها لا تكتفي بذلك، بل أصرت على اصطحابي إلى طبيبة نفسية، والتي أوضحت بدورها لوالدتي بأنني أعاني من اضطرابات هرمونية مفرطة، ساهمت في جعلي أقلد إخوتي الذكور كوني الوحيدة بينهم، حتى أنني اشتهرت في المدرسة وبين قريناتي باسم ''سمير''، وهو الاسم الذي اختارته لي إحدى المعجبات بي في المدرسة''. وحالات أخرى لآباء هم السبب في دفع بناتهم إلى تقمص شخصية الذكور، كما هو الحال مع الآنسة لمياء والتي أصبحت مسترجلة بفعل تصرفات والدها وحبه للأولاد لم يكن له سوى استبدال اسم ابنته السابعة ''حنان'' باسم ''حماد''. وبالفعل هي تشبه الرجل من خلال حلاقة شعرها ومواظبتها على ارتداء ألبسة رجالية، لدرجة أنه ومع مرور الوقت سلوكاتها وتصرفاتها أصبحت رجالية بالكامل، إذ يصعب عليك أن تميّزها في الشارع لولا أن بدانتها المفرطة تفضحها أحيانا بإظهار تفاصيل جسدها الأنثوي. الأستاذة ''...'' أخصائية نفسانية بأحد مستشفيات الجهة الشرقية قالت: إن حالات النساء ''المسترجلات'' أو الرجال '' المخنثون''، هي حالة مرضية فيسيولوجية لها آثارها الاجتماعية والنفسية، إذ يعيش الفرد حالة من الاضطراب النفسي والسلوكي نتيجة للأزمة النفسية التي يعيشها وهي أزمة الهوية، فضلا عن النظرة الدونية التي ينظر بها إليه المجتمع، فيقول عن الأنثى التي تميل إلى الهوية الذكورية على أنها ''مسترجلة''، وعن الرجل الذي يميل إلى الهوية الأنثوية على أنه ''مخنث''. هذه الميول والاضطرابات السلوكية التي يمر بها الفرد، ليست بإرادته بل نتيجة لعزوفه عن هويته التي ظهر بها في المجتمع، وهروبه منها إلى هوية أخرى، ويأتي هذا نتيجة الخلل الفسيولوجي والخلقي الذي يعيشه. موضحة أن هذا الخلل الجسماني قد يشكل عبئا على الفرد والأسرة والمجتمع، لأنه يجعل حامل هذا المرض يعيش قلق الهوية، وما يرافقه من آثار نفسية على شخصية الفرد. وفي الكثير من الأحيان قد لا تنتبه الأسرة لهذا الوضع الجسمي الخطير والشاذ، إما لعدم وضوحه أو لسعي الأسرة إلى التستر عليه، إذ تعد هذا المرض خزيا أو عارا توصم به الأسرة. وأضافت محدثتنا قائلة :إن الفتاة التي تختلط منذ الصغار بالرجال وتجالسهم وتتصرف كالشباب وتتحرك مثلهم بشكل مستمر وترتدي ملابس الرجال وتحلق كالرجال، فإن غددها ستفرز هرمونات ذكرية مثل ''لتسترون''، ما يؤدي بالتالي إلى تغيرات فيزيولوجية، تظهر على الصوت والجسم والشكل العام للفتاة، وهذه التغيرات يمكن ملاحظتها من خلال الصوت الخشن والأكتاف العريضة، وحتى بروز الشعر في الوجه والبدن عموما. وقالت الأخصائية النفسانية إن ظاهرة التحرش بالأطفال من المخاطر الاجتماعية، فمعظم حالات التحرّش الجنسي تنتهي بأمراض وعقد نفسية وأمراض بالغة الخطورة لدى شخصية الطفل مستقبلا، وقد تؤدي إلى تشكّل ظاهرة المسترجلات والمخنّثين، في حين يلجأ ضحايا من وقع عليهم التحرّش إلى الانتحار، أو إيذاء النفس هروباً من واقعهم، خصوصاً أن حالات التحرش تحدث عموما في الأسر الغنية والفقيرة من دون تمييز، لعدم انتباه أو اهتمام الأهل بهم. موضحة أنها قد صادفت حالات كثيرة لأطفال وهم صغار تعرضوا إلى التحرش الجنسي من قبل أقربائهم والخدم وسائقين بمنازلهم تحرشوا بهم. وذكرت أن مراهقة ذات 14 سنة تعرضت للتحرش من سائق في غياب أهلها أثناء إيصالها إلى مدرسة، كما أن طفلة أخرى لا يتعدى عمرها التسع السنوات تعرضت إلى الاغتصاب من قبل ابن عمها أثناء غياب والديها، الأمر الذي خلّف لها صدمة عميقة عندما كبرت. وبهذا الخصوص طالبت الأخصائية الآباء والأمهات بضرورة الاقتراب من أطفالهم واحتوائهم وفتح قنوات الحوار والمناقشة، بتخصيص يوم في الأسبوع على الأقل تجتمع فيه العائلة، لطرح كل القضايا للنقاش، مشددة على أهمية تثقيف الأطفال وتوعيتهم بأخطار التقرب إلى الغرباء، وإبلاغ الوالدين في حال تعرضهم للتحرّش، سواء في المدرسة أو المنزل. ومن الناحية الاجتماعية أفادنا الأستاذ الجامعي ''....'' أن : هناك العديد من العوامل والأسباب، تسوق الفتاة إلى التشبه بالرجال، ومن أهمها الحياة الأسرية الخشنة وكثرة عدد الإخوة من الذكور في وسط الأسرة، ومن ثم أحادية الفتاة بين هؤلاء الذكور، ما ينجم عن ذلك عامل الاحتكاك المباشر بين هذه الفتاة وأشقائها من الذكور، وبالتالي التأثر سلباً بذلك. موضحا في ذات النقطة أن خشونة التربية من قبل الأسرة وقلة التوجيه، تدفع الفتاة مرغمة إلى تقليد الرجال، فحينما تضغط الأسرة على الفتاة بهدف الاعتماد على نفسها، تنسلخ الفتاة عن عاداتها وتقاليدها الأنثوية، لتتأثر بعوامل الخشونة وتترسخ هذه الأمور معها، مما يصعب التخلي عن ذلك مستقبلاً. وأضاف قائلا إن هناك أيضا عوامل كثيرة ومتعددة ومتشعبة، تقود إلى هذه السلوكيات ومعظمها منصب في طريقة تربية الأسرة لهذه الفتاة، وهنا أستطيع أن أؤكد بأن هذه الظاهرة تعد من الأمراض النفسية الصعب علاجها، ولكن السبب الرئيسي هو تهاون الأسرة تجاه هذه الفتاة في الصغر، حيث لم تقم بتوجيهها التوجيه السليم لوقف هذا السلوك منذ بدايته. وأشار محدثنا إلى أن هناك أشكالا من المخنثين لم يتضمنهم تعريف، فهناك الذي تغلب عليه الصفات الذكرية وتحديدًا الأعضاء التناسلية وشكل الجسم ويسمى مخنثا ذكرًا، أمام من تغلب عليه الصفات الأنثوية ويميل من الناحية الشكلية والجسمانية لأن يكون امرأة فيسمى خنثى أنثوية، وهناك النوع الثالث ويسمى المخنث العقدة، وهو من تتوازى فيه الصفات الأنثوية والذكرية في آن واحد، مع ملاحظة أن هناك فروقًا بين المخنث والشاذ، مفسرا أن هذه الظاهرة مشكلة كبرى وكارثة على المجتمع، قد تحدث خللا في الأدوار الاجتماعية مستقبلا، حتى أنها تهدد قيم المجتمع وعرفه الحميد، هذه الظاهرة لابد من معالجتها ومحاربها وعدم السكوت عليها. هذا ومن الجانب الطبي أفادنا الدكتور ''.....''، مختص في التوليد وجراحة وتشخيص الأعضاء التناسلية بوجدة: هناك حالات التباس نوعية وجنسية طبية نادرة صادفتها، والتي يولد بها مولود لا هو بالذكر ولا هو بالأنثى، ولكنه يحمل الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى معا، وهذه الحالات النادرة كان يقف الطب أمامها في الماضي في حيرة، ومع التقدم والتدخل الجراحي والعلاجي، استطاع الطب حسم هذا الأمر وإزالة الالتباس للحالات النادرة. والآن أصبحت في تزايد مستمر وتؤرق مضجع الكثير من الأسر وحتى الأطباء. نثير الشك في حالة عدم وضوح الذكورة أو الأنوثة، وتسمى حالة الخلل هذه بالجهاز التناسلي الغامض، أي يكون الجهاز التناسلي وسطاً بين الرجولة والأنوثة، وهو ما يستوجب إجراء فحوص كاملة للوصول إلى جنس المولود الصحيح، خاصة إن كان جنين الذكر والأنثى متشابهين. فالعمليات داخل المستشفيات أو المصحات الخاصة ليست تغيير نوع، ولكنها تصحيح للنوع لحالات حاملة للجهازين التناسليين الذكر والأنثى، حيث يتم عمل تحليل دقيق للهرمونات والكرموسومات لكل حالة، وكذلك القيام بالإشعات اللازمة، ولا يتم إجراء العملية إلا بعد التأكد من وجود ازدواجية في الأعضاء التناسلية. هذا ونبه الدكتور إلى أن هذه المشكلة جد معقدة، ولابد أن تنتبه الأمهات والأسر إليها، وأن الاكتشاف المبكر أفضل بالنسبة للطفل، كي يعرف نوعه وينشأ عليه، ولا يجب أن تترك الأسرة الوقت يمضي، أو أنها تخجل من وضعية طفلها، لأن هذه أمراض وعيوب خلقية كغيرها. أما في عملية خلل الهرمونات فشيء آخر، فقد يكون هو ولد وبه جميع الأعضاء التناسلية الذكرية، ولكن يظهر أن صوته مثل صوت البنات، والعكس تكون أنثى ويكون صوتها صوت رجل، ولها حركات الأولاد، وفي هذه الحالة بعد الفحص يتم البحث عن علاج أولا. وقد يكون هناك اضطراب في الهرمونات، وهذا يمكن علاجه عن طريق تقوية الهرمون الذي يتناسب مع نوع العضو التناسلي في جسم المريض، ولابد ان يتم الاكتشاف في كل الحالات قبل السن ال ,12 حتى ينشأ كل نوع وهو يعرف نفسه، ولا يتعرض لمشكلات نفسية فيما بعد. مشيرا في كلامه إلى أن أول أساسيات العلاج والتشخيص الجيد، هو اختيار الوقت المناسب والبحث عن أسباب التغير في شكل الأعضاء التناسلية، فلو كان هناك خلل يتم علاجه ثم نرى النتيجة أولا. وإذا لم يكن هناك نتيجة للعلاج نلجأ إلى الجراحة، فلا شك أن العمليات الجراحية معقدة وتحتاج إلى وقت، وهنا يكون الأمر صعبا جداً على الأسرة أو الوالدين، وتولد لهم مشكلة ويأخذون وقتا كبيرا حتى يحصلوا على قدر من الشجاعة، وهذا خطأ كبير لأن الأطفال قبل سن المدرسة لابد أن ينشأوا إما على أنهم بنات أو أولاد. ومن الجانب الديني وحول ظاهرة المسترجلات والمخنثين، أفادنا الأستاذ "...." العضو بالمجلس العلمي لوجدة: أن التشريع دائماً يبنى على الأعم والأغلب ولا يبنى على الشواذ. فالأمور الشاذة لها معالجات خاصة تأتي على سبيل الاستثناء. وكما قال الفقهاء ما جاء على سبيل الاستثناء يحفظ ولا يقاس عليه، فالناس يعرفون الذكر من الأنثى والخنثى حالة معروفة، والنبي عليه الصلاة والسلام لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء. لكن الفقهاء قالوا بأن المخنثين نوعان، هناك مخنث بالفطرة، أي رجل خلق هكذا صوته كالنساء، حركاته وكلامه كالنساء، لا يتكلف هذا ولا يفتعل، إنما نشأ على هذه الطبيعة، وهذا لا عقوبة ولا إثم عليه ولا ذم له ولا عيب، لأنه معذور وخلق هكذا ينبغي أن نساعده على العلاج، لأن مشكلته في الغالب نفسية وليست عضوية. وأعتقد أن الطب في عصرنا يستطيع أن يجد وسيلة لعلاجه. ولكن هناك من يتكلف هذا ويتشبه بالأنثى، أو امرأة تريد أن تسترجل، فهذا هو المذموم. هذه جريمة وهي من تغيير خلق الله عز وجل، وهو من الكبائر وليس من مجرد المحرمات. ومشكلة تشبه أحد الجنسين بالآخر حسب قوله تعود أسبابها إلى غياب الوعي الديني وعدم التمسك بطاعة الله، وهذا ما يجعل الشباب فريسة سهلة. وللوقوف في وجه هذه الظواهر، قال، وجب علينا إعادة البعث الديني من قبل الأسرة بالتعليم والتحذير والتذكير، كذلك وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والإلكترونية تتوحد وتتضافر، لسد مثل هذه الثغرات المحيطة بمجتمعنا. ....................................................................... الصورة