هوية بريس – الأناضول أظهرت تغطية الإعلام الأوروبي لعملية غصن الزيتون التي تنفذها تركيا لتطهير منطقة عفرين السورية من إرهابيي "ب ي د/ بي كا كا" وداعش، مدى انحيازه ونفاقه مرة أخرى. ووفق المعلومات التي رصدها مراسل الأناضول، فإن وسائل الإعلام الأوروبية لاسيما تلك المنضوية تحت مظلة اليسار المتطرف، تسعى لخلق انطباع مضلل حيال العملية التركية التي تستهدف الإرهابيين، من خلال محاولة إظهارها على أنها "ضد المجموعات الكردية التي تحارب داعش". كما تقدم الصحافة الأوروبية التي تقع في فخ الدعاية السوداء لمنظمة "بي كا كا" وأذرعها، وأنصارها، معلومات خاطئة حول خسائر مزعومة في صفوف المدنيين، من خلال استخدام صور ملفقة وأكاذيب يروجها الإرهابيون. من ناحية أخرى، يفرد الإعلام الأوروبي مساحة واسعة للمظاهرات التي يقوم بها أنصار "بي كا كا" في عموم القارة، حاملين رايات المنظمة وصور زعيمها المسجون مدى الحياة في تركيا "عبد الله أوجلان"، فضلًا عن الهتافات المناهضة لتركيا. وتغطي وسائل إعلام أوروبية تلك المظاهرات، على أن "الأكراد احتجوا ضد عملية عفرين"، فيما تتجاهل هجمات أنصار المنظمة الإرهابية، التي تطال أبناء الجالية التركية والمساجد والجمعيات التابعة لها، على خلفية المظاهرات. ورغم أن "بي كا كا" مدرجة رسميًا على لائحة المنظمات الإرهابية في دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن وسائل إعلامها تصر على إظهار عناصر المنظمة التي قتلت آلاف المدنيين في تركيا، على أنهم "مقاتلون من أجل الحرية، ومقاومون أكراد". ويبدو الانحياز لإرهابيي منظمة "بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك" المعروفة بتوجهها الماركسي اللينيني جليًا لا سيما في الإعلام الأوروبي الذي ينتمي لتيار اليسار المتشدد. – بريطانيا نشرت صحيفة ذي اندبيندنت، في اليوم الثالث لعملية غصن الزيتون، خبرًا يحمل توقيع "باتريك كوكوبورن" يتضمن مزاعم مفادها أن "تركيا تنوي القيام بتطهير عرقي يشمل المسيحيين والإيزيديين في عفرين". وسبق أن نشرت ذي انديبندنت وصحيفة ديلي ميرور البارزتان، ذات التوجه اليساري، أخبارًا مثيرة للجدل، بحق تركيا. كما زعم مراسل صحيفة ذي اندبيندت، روبرت فيسك، الذي زار المنطقة، أن "هناك ضحايا في صفوف المدنيين بمن فيهم الأطفال، بسبب عملية عفرين التي تقوم بها تركيا، وذلك بالاستناد إلى مصاد في ب ي د/ بي كا كا". أما هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، فرغم محاولتها الظهور بتغطية متوازنة لعملية غصن الزيتون، بشكل عام، من خلال إشارتها في أخبارها إلى الهواجس التركية، إلا أنها وقعت في تناقض كبير في خبر تضمن اداعاءات بأن العملية "شردت آلاف المدنيين"، وأفردت حيزًا لتصريحات ممثلي المنظمة الإرهابية. أما الخبر الأكثر إثارة للاهتمام، لهيئة الإذاعة البريطانية، في هذا الصدد، فكان حول مواطن بريطاني منضم لصفوف ب ي د/ بي كا كا، حيث أبرزت تصريحاته التي قال فيها إنه "مستعد لمقاتلة الجيش التركي". – فرنسا زعمت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، في تغطيتها لعملية غصن الزيتون، أن "الجيش التركي يستهدف الأكراد في سوريا"، وتحاول في كافة أخبارها تقريبًا نشر تصوّر أن "ب ي د" يقاتل داعش وأنه حليف للتحالف الدولي. وفي 3 فبراير الحالي، نشرت الوكالة خبرًا مصورًا، تضمن تصريحات لما يسمى قيادي في "ب ي د" حول عضوة إرهابية نفذت عملية انتحارية ضد الجنود الأتراك والجيش السوري الحر قرب عفرين. واحتوى خبر الوكالة على كلمات لإرهابي يدعى "أماد كاندال" قالت إنه مسؤول في "ي ب ك" الجناح المسلح ل "ي ب ك"، برفقة صور لزعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية عبد الله أوجلان وصور دعائية للتنظيم الإرهابي. وبنفس السياق، نقلت قناة "فرانس إنفو" الرسمية تصريحات لمواطن فرنسي يدعى "كيندال بريزه" توجه إلى سوريا قبل عامين من فرنسا ومنخرط بصفوف "ي ب ك"، ضمن حوار تحت عنوان "فرنسيون متطوعون في سوريا يقاتلون إلى جانب القوة الكردية ضد داعش". وذكر بريزه خلال الحوار أنه يتبنى أفكارًا يسارية متطرفة، ويقود قوة مؤلفة من ألمان وأمريكيين وكنديين، وأنه قناص. – ألمانيا تجاهلت وسائل الإعلام الألمانية ذكر كلمة تنظيم إرهابي عند الحديث عن "ي ب ك" في أخبارها خصوصًا عقب انطلاق عملية غصن الزيتون، وسعت لترسيخ تصوّر أن التنظيم يمثل كافة الأكراد. وعقب انطلاق العملية بفترة قصيرة، زعمت صحيفة فرانكفورت روندشة في صفحتها الرئيسية أن "الرئيس أردوغان يزج بجنوده في سوريا لقتال الأكراد". أمّا صحيفة فرانكفورت العامة فوصفت العملية بأنها "سامة"، وذكرت أن تركيا بدأت هجومًا في سوريا، زاعمة "لكن هذه المرة استهدفت الأكراد وليس داعش". وزعمت الصحيفة في خبرها الذي اعترف بأن "ي ب ك" هو امتداد ل"بي كا كا"، أن التنظيم الإرهابي أسس "بنى ديمقراطية في المناطق التي يسيطر عليها"، وحاولت أن تظهر تعاطفًا معه. كما تناول الإعلام الألماني، استخدام دبابات "ليوبارد" الألمانية في عملية غصن الزيتون، حيث انتقدت بيع الحكومة أسلحة لتركيا. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "بيلد"، "الدبابات الألمانية تطلق النار على المقاتلين الأكراد"، بينما قالت مجلة "شبيغل"، "الدبابات الألمانية المستخدمة في الهجوم التركي- تجارة محفوفة بالخطر". – إيطاليا عمدت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، على نقل مظاهرة خرج بها أنصار "بي كا كا" الإرهابية خلال زيارة أردوغان للفاتيكان وروما قبل يومين، إلا أنها قالت "الأكراد يحتجون" بدل أن تقول إرهابيو بي كا كا، رغم حملهم صور أوجلان" ورايات تمثل تنظيم "ي ب ك/ ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي. وبنفس السياق، تناولت صحف "لاريبوبليكا"، و"لا ستامبا"، و"كورييري ديلا سيرا"، العملية بنفس خطاب الوكالة. – هولندا بشكل عام تتبنى وسائل الإعلام الهولندية أيضًا موقفًا مماثلًا لنظيراتها في باقي الدول الأوروبية تجاه تركيا وأعضاء التنظيم الإرهابي والمؤيدين له. وفي هذا الخصوص، تصف تلك الوسائل أعضاء التنظيم الإرهابي ومناصريه بأنهم "أكراد ومقاتلون أكراد"، وبعكس ذلك تصف عناصر الجيش السوري الحر بأنهم "جهاديون دربتهم تركيا". وعقب انطلاق العملية مباشرة، نشرت هيئة الإذاعة الهولندية العامة "نوس" خبرًا استندت فيه إلى مزاعم أعضاء "ي ب ك" الإرهابي، وعنونته بعبارة "الأكراد يقولون إن الأتراك الذين دخلوا سوريا فشلوا"، وكتبت أن الجيش التركي "لم يتمكن من دخول عفرين عقب اشتباكات عنيفة". بدورها، نقلت صحيفة "دي فولكس كرانت" حوارات مع مناصري "ب ي د/ بي كا كا" وعنونتها بعبارة "العملية التركية شمالي سوريا، تثير قلق الأكراد في هولندا". ويواصل الجيش التركي، منذ 20 يناير المنصرم، عملية "غصن الزيتون" ضد المواقع العسكرية لتنظيمي "ب ي د/بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.