هوية بريس – وكالات شنت وسائل إعلام إيرانية حملة تشويه ضد عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف النقاط العسكرية لتنظيمي "ب ي د/ بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين بمنطقة عفرين شمال غربي سوريا. وبالرغم من عدم توجيه رئيس الأركان الإيراني "محمد باقري" أي تصريحات سلبية للعملية، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره التركي الجنرال خلوصي أكار، مساء أمس، إلا أن وسائل إعلام إيرانية شنت حملة تشويه ضد العملية. وفي الوقت الذي أكد فيه باقري خلال الاتصال، على ضرورة المحافظة على وحدة الأراضي السورية وأمن المدنيين، إلا أن بعض وكالات أنباء ومواقع إلكترونية وصحف إيرانية بدأت حملة مكثفة لتشويه صورة العملية. حيث زعمت وكالة أنباء فارس، أن قوات الجيش السوري الحر التي دخلت إلى الأراضي السورية من ولاية كليس التركية (جنوب) للمشاركة في عملية "غصن الزيتون"، اشتبكت مع "القوات الكردية" على حد تعبير الوكالة، التي تغافلت عن ذكر تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي. فيما نقلت صحيفة "روزنامه ايران" (صحيفة إيران) الرسمية أخبار العملية للقُرَّاء تحت عنوان "تركيا تبدأ عملياتها ضد أكراد سوريا"، في حين وصفتها صحيفة "جهان صنعت" بأنها "مغامرة جديدة للرئيس (التركي) رجب طيب أردوغان". المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، علق على العملية قائلًا: "إيران تؤكّد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام سيادتها، وتجنب الأزمات الإنسانية، وحماية سلامة المدنيين والسوريين الأبرياء". فيما قدم موقعا "انتخاب" و"عصر ايران" الإخباريين، تطورات عملية "غصن الزيتون" لقرائهما استنادًا إلى مقاربة سلبية تنقصها الموضوعية والحياد. أما الصحف المحسوبة على التيار الإصلاحي الحاكم في إيران، مثل "مردم سالاري" و"شرق"، فقد نقلت أخبار العملية تحت عنوان "تركيا تشن هجومًا على قلب الأكراد في سوريا". من جهتها، زعمت صحيفة "اعتماد" في مقالة نشرتها على صفحتها الأولى تحت عنوان "أطماع النفوذ التركي في سوريا"، أن وقوف "العناصر الكردية المسلحة إلى جانب نظام بشار الأسد"، كان الدافع الرئيسي الذي دفع تركيا لشن العملية. فيما تحدثت وكالة "مهر" للأنباء (رسمية) بمنطق بشار الأسد، من خلال اعتبارها العملية "انتهاكا" لسوريا"، في الوقت الذي اعتبر فيه التلفزيون الإيراني "بَرس تي في" عمليات القوات المسلحة التركية ضد الأهداف العسكرية لتنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي في عفرين، على أنه "حملة جوية ضد المدنيين في شمال سوريا". وبالإضافة إلى ما سبق، عمدت وسائل إعلام إيرانية على تحريف الأخبار التي تبثها وكالة الأناضول، وحذف عبارات "تنظيم إرهابي" من الأخبار التي نقلتها عن الوكالة. كما نقلت وكالات أنباء مختلفة أخبار "الأناضول" بعد تحريفها وإضافة عبارات غير موجودة مثل "الجيش التركي يوجه ضربات ضد الأكراد في شمال سوريا"، متجاهلة الإشارة إلى تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي. ورغم تأكيد الأركان التركية على أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن رقم 1624 و2170 و2178 المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأممالمتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية"، إلا أن ذلك الإعلان لم يردع صحيفة "كيهان" المقربة من التيَّار المحافظ عن نشر مقالٍ اليوم يصف عملية "غصن الزيتون" بأنها "انتهاكٌ واضح للقانون والاتفاقات الدولية". كما انتقد المقال المذكور أيضًا موقف كل من الولاياتالمتحدة وروسيا حيال عملية "غصن الزيتون"، مشيرة إلى أن التنظيم الإرهابي لا يمتلك أدنى فرصة لمجابهة الجيش التركي. أما وكالة أنباء "إسنا"، فقد صدّرت على موقعها بيانا قالت إنه صدر عن "النواب الأكراد في مجلس الشورى (البرلمان)" وذكرت إنهم "يعترضون على العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في سوريا"، على حد زعمها. من ناحية أخرى، قالت صحيفة "دنياى اقتصاد" وموقع "فرارو" الإخباري، إن عملية "غصن الزيتون"، حيَّدت نحو ألف إرهابي ينتمون للولايات المتحدة، ومكّنت تركيا من إلقاء الكرة في ملعب الولاياتالمتحدة"، وفقا للأناضول.