الجمعة 08 غشت 2014 نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان مصر عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة الجارية بالقاهرة حول تهدئة طويلة الأمد، واتهمت فصائل مقاومة أخرى «إسرائيل» بالتعنت تجاه المطالب الفلسطينية الرئيسية وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة. وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري للجزيرة إن "إسرائيل" لم تقدم أي إجابة على المطالب الفلسطينية، نافيا ضمنا ما أعلنته الخارجية المصرية في وقت سابق اليوم من التوصل لاتفاق حول معظم القضايا في المفاوضات غير المباشرة التي تدور في القاهرة منذ أيام. كما أكد رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد أن الوفد لم يتلق منذ وصوله إلى القاهرة ردا "إسرائيليا" على المطالب الفلسطينية. وأضاف أبو زهري أن الوفد "الإسرائيلي" انسحب عمليا من تلك المفاوضات، وقال إن الردود التي استمع إليها الوفد الفلسطيني المفاوض لا تحقق أيا من المطالب الفلسطينية. وتابع أن الورقة التي تلقاها الوفد الفلسطيني (من الوسطاء المصريين) لا تتضمن أي إشارة إلى رفع الحصار عن غزة، وإنما مجرد حديث عن فتح معبري كرم أبو سالم وبيت حانون (إيريز) بين قطاع غزة والمناطق المحتلة عام 1948. وكانت الخارجية المصرية قد قالت في بيان إنه ظلت فقط "نقاط محدودة للغاية" لم تُحسم في مفاوضات القاهرة، دون أن تحدد ما هي. وحث البيان على تمديد الهدنة التي انتهت صباح الجمعة، وعلى مواصلة المفاوضات للتوصل لاتفاق شامل. خيارات المقاومة وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري للجزيرة إن موضوع الحصار أكبر من فتح معبر هنا وإغلاق آخر هناك. وأوضح أن الورقة التي تلقاها الوفد الفلسطيني من الجانب المصري لم تتضمن حديثا عن الميناء التجاري الذي يطالب الفلسطينيون بتشييده، ولا عن المطار الذي يطالبون بتفعيله، ولا عن تحرير أسرى في سجون الاحتلال. واتهم أبو زهري الحكومة الإسرائيلية باعتماد سياسة المماطلة وهدر الوقت، قائلا إن ذلك هو ما أعاق التوصل لاتفاق بالقاهرة حتى الآن، وما عطل تمديد هدنة الأيام الثلاثة التي انتهت صباح الجمعة. وقال أيضا إن فصائل المقاومة لم تغلق الباب أمام التفاوض، ليس من منطق الضعف وإنما لإعطاء فرضة للمفاوضات، مؤكدا أن كل الخيارات مفتوحة للمقاومة التي قال إنها مستعدة للمواجهة في حال فرضتها عليها إسرائيل. وكان عزت الرشق القيادي في حركة حماس وعضو الوفد الفلسطيني أكد بدوره الجمعة أن الوفد لم يتسلم بعد أي رد على مطالبه، متهما «إسرائيل» بالمراوغة في ما يتعلق بالمطالب الفلسطينية. كما قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن هناك تعنتا "إسرائيليا" واضحا في المفاوضات، واتهم «إسرائيل» بمحاولة للالتفاف على مطالب المقاومة الفلسطينية. ومن المقرر أن يعقد مساء اليوم لقاء جديد بين الوفد الفلسطيني والمخابرات المصرية التي تقوم بدور الوسيط بين الطرفين "الإسرائيلي" والفلسطيني. وعاد في وقت سابق الجمعة الوفد الإسرائيلي المفاوض من القاهرة، وقالت تل أبيب إن عودته لا تعني الانسحاب من المفاوضات، لكنها قالت في المقابل إنها غير مستعدة للتفاوض في ظل الصواريخ. وكان رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد قد قال إن الوفد أبلغ المصريين بأنه سيظل في القاهرة حتى تحقيق اتفاق يعيد للفلسطينيين حقوقهم. الورقة المصرية وكشف مصدر قريب من الوفد الفلسطيني للجزيرة نت أن ورقة صاغها المصريون وقدموها فجر الجمعة للوفد بدت ضعيفة جدا، ولا تشمل كثيرا من المطالب الفلسطينية الأساسية حيث خلت من أي ذكر لرفع الحصار، وهو المطلب الرئيسي للمقاومة. وأضاف المصدر أن الورقة نصت على فتح معبري كرم أبو سالم وبيت حانون بشروط، وخلت من الإشارة إلى معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مثلما خلت من الإشارة إلى الميناء والمطار والأسرى بمن فيهم الأسرى المحررون الذين أعادت «إسرائيل» اعتقالهم مؤخرا. كما أن الورقة -التي صاغها المصريون بعد اطلاعهم على مطالب وشروط الطرفين- تقترح أن يكون المدى البحري لغزة ستة أميال فقط في حين تطالب المقاومة الفلسطينية باثني عشر ميلا لتمكين الصيادين الفلسطينيين من العمل بحرية. ووفقا للمصدر نفسه، تتضمن الورقة رقابة مشددة على مواد البناء والمواد الكيميائية التي توصف بأنها ذات استخدام مزدوج، مدني وعسكري، والتي يحتاجها قطاع غزة. وترفض تل أبيب الطلب الخاص بإقامة ميناء بحري ومطار في غزة، بحجة أنهما قد يُستغلان لتهريب الأسلحة. كما يرفض الاحتلال التعهد بوقف الاغتيالات واجتياح القطاع، ويبدي معارضة لتوسيع المجال البحري لغزة إلى 12 ميلا بحريا.