في سباق مع الزمن، وقبل أن تنتهي الأيام الثلاثة للهدنة صاحبة ال72 ساعة في قطاع غزة، تواصل القاهرة سيرها في طريق التوصل لهدنة دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد حرب حصدت أرواح نحو 1940 من القطاع. فبعد أن شهدت أروقة المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها القاهرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، الأسبوع الماضي، تعثراً، حال دون الاتفاق على تمديد هدنة مماثلة انتهت الجمعة الماضية، عاد الجانبان، أمس الثلاثاء، إلى لقاء «الفرصة الأخيرة». هكذا قال عضو الوفد الفلسطيني المشارك، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): «نحن أمام مفاوضات صعبة، مرت التهدئة الأولى دون إنجاز يذكر، وهذه هي التهدئة الثانية والأخيرة، والجدية الآن واضحة، والمطلوب أن يحقق الوفد ما يأمله الشعب». وأمام هذا اللقاء «الأخير»، لم يتبق ما يقدمه الفلسطينيون من أوراق، لاسيما بعد جملة المطالب التي حملوها قادمين من ميدان «الدبلوماسية والحراك الإقليمي والدولي» في رام اللهبالضفة الغربية حيث مقر القيادة، من جهة، ومن ميدان «المعركة» على الأرض في قطاع غزة حيث فصائل المقاومة، وقالوا إنها مطالب «مشروعة». ويطرح الوفد الفلسطيني في مفاوضات القاهرة مطالب من بينها إنشاء الميناء والمطار، إلى جانب وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر، وحقوق الصيد البحري بعمق 12 ميلاً بحريًا، وإلغاء ما يسمى بالمنطقة العازلة المفروضة من إسرائيل على حدود القطاع، وإطلاق سراح أسرى «صفقة شاليط» الذين تم إعادة اعتقالهم في يونيو الماضي، ونواب المجلس التشريعى، وكذلك الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وإعادة إعمار قطاع غزة. أما الوفد الإسرائيلي الذي ما زال يرفع شعار «لا مطار لا ميناء»، فقد بدات مواقفه تتململ قليلا، واقتربت أكثر من ذي قبل من الموقف الفلسطيني دون أن تستجيب لها. وأبرز تلك المواقف إدخال عدد أكبر من الذي كان مسموحاً به للشاحنات يومياً إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، جنوبي القطاع، وتوسيع منطقة الصيد في البحر، وزيادة في عدد التصاريح التي تمنحها إسرائيل للفلسطينيين للدخول إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي الوقت الذي اعتبر فيه أبو مرزوق، أن الهدنة الجارية حالياً التي تنتهي غداً الأربعاء، هي «الثانية والأخيرة»، فإن الجانب الإسرائيلي، حسب ما أوردته الإذاعة العامة، يطالب من هذه اللحظة (07.50 تغ) بتمديد التهدئة لفترة إضافية تمتد 72 ساعة أخرى، بدعوى منح مزيد من الوقت للمفاوضات. ويرى مراقبون فلسطينون، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلغاء اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينت) يحمل أحد احتمالين، الأول: أن نتنياهو يسعى لإضاعة المزيد من الوقت في المفاوضات، والثاني: أن المفاوضات وصلت فعلاً مرحلة الحسم وأن الاجتماع القادم للمجلس سيكون لإقرار الاتفاق.