هوية بريس – السبت 19 يوليوز 2014 إن من فوائد الإعلام النظيف النزيه المبني على قواعد مهنية موضوعية منصفة ساعية إلى إظهار الحق، أن يصفي عقول المتابعين له من سفاسف الأخبار الساقطة الكاذبة، وأن يثقفها بما يرفع شأنها بين الأمم، ويزكو بنفسها، مما ينشئ توافقا وتفاهما تامين بين المرسل والمرسل إليه. وهذا شأن إعلام الدول المتقدمة المتفوقة؛ إذ لو خرج فيها الإعلام عن جادة الطريق، موردا أخبارا مغالطة للجمهور، أو ملبسة عليه، لانبرت إليه الجمعيات الحقوقية المدافعة عن المشاهد، داعية إياه إلى احترام نفسه والمشاهدين، أو المتابعة القضائية النزيهة التي لا تحابي أحدا. وقد انتشر مؤخرا مقطع لمذيعة روسية كشفت فيه كذب إحدى المذيعات الأمريكيات بخصوص ما وقع من إجرام في حق أهل غزة من قبل بني صهيون الإرهابيين الأوائل، فالإعلامية الأمريكية دلست صورا لمنازل الغزاويين المهدمة ولمشاهد الرعب والهلع التي تنتاب السكان المفجوعين في موتاهم الشهداء بإذن الله، على أساس أنها منازل اليهود في إسرائيل!!! فقيض الله لها إعلامية نزيهة شهمة فيها من الإنسانية ما دفعها إلى فضح إعلام الغرب المتواطئ مع الصهاينة، زيادة على غضبها الشديد على المنظمات الدولية والحقوقية المزعومة التي تشاهد أشلاء الناس المظلومة، وتقف عاجزة عن تحريك الشفاه، بله التنديد بجرائم الصهاينة !! ومن طرائف اصطياد بعض منابرنا في الماء المتكدر على عادتها وديدنها، بترها لكلام الداعية عبد الله نهاري عن حادثة بوركون المؤسفة، زاعمة أنه يتشفى في الموتى ضاحكا لا يبالي، ويستهزئ بمن فقد ذويه وأحباءه!!! و الغرض من هذا التلبيس المقصود هو سحب البساط من تحت أرجل الداعية الشهير الذي أمده الله بقبول حسن؛ لمواقفه الشجاعة، وثباته عند الشدائد، وتأييده للمظلومين في مشارق الأرض ومغاربها، وعدم هيبته من قول الحق متى ظهر له، وأحسبه من الدعاة المخلصين ولا أزكيه على الله، وإن كنت أخالفه في شدته الفطرية التي تبدو مبالغا فيها في بعض الأحيان. المهم، فقد حاولت تلك المنابر إفساد الود بين الشيخ وبين متابعيه أو من يسمع به ويتعاطف معه من بعيد، غافلة -لأنها لا تتعلم من أحداث مضت- عن أن نسبة وافرة من القراء والمشاهدين قد فطنت غير ما مرة إلى مكر تلك الأقلام المدلسة، اللاهثة وراء الشهرة على حساب خلق الله. إن جهل بعض الصحفيين الأغرار بتبدل حال الواقع؛ نظرا لانزوائهم في أبراجهم العاجية، وغياب فقههم بمستجدات المغاربة الغيورين على أخلاقهم ودينهم وعاداتهم النبيلة والمستيقظين من غلفتهم التي فرضت عليهم لعقود، إن ذلك يدفع هؤلاء الصحفيين إلى استحمار القارئ المشابه لهم في طروحاتهم وتوجهاتهم، كيلا ينفلت من أيديهم، إذا تفطن إلى خططهم المشبوهة، وانسلاخهم عن النزاهة المنشودة!! وحقا، فقد اصطادت تلك الكذبات قراء لا يبحثون ولا يستيقنون، فانهالوا على الشيخ بالسب والتخوين، من غير أن يكلفوا أنفسهم عناء الرجوع إلى مقطع الشيخ الأصلي الكامل؛ ليفهموا قصده، بعد ربط أول كلامه بوسطه وآخره، وتلك آفة الرعاع المتخلفين، ولولاهم لفنيت منابر الكذب والتدليس. ومن تمام جهل الكاذبين، افتراؤهم على شيخ حي يرزق، لا على ميت يستحيل قيامه من مرقده ليدافع عن نفسه! وقد تأكد ذلك بخروج الشيخ النهاري لرد بهتانهم، بكلام بليغ جلي، سفه فيه أحلامهم، وكر على شبههم بحجج دامغة. واعتذر لأهالي الموتى من جديد، وذكرهم بكون الميت بالهدم من الشهداء إن شاء الله كما ورد في الحديث الصحيح، وصبرهم على مصابهم الجليل، واعترف لهم بألمه لما حل بهم بسبب غش الراكضين وراء المال من الأغنياء الجشعين على اختلاف طبقاتهم ومجالاتهم. إنه لا فرق في رأيي بين من يغش الناس في منازلهم ومن يغشهم في أفكارهم بالكذب الصراح، فكلاهما صنف مستقبح مسترذل لا ترضاه النفوس المستقيمة، وتكمن مصيبة الغشاشين في أنهم لا يعبؤون بمشاعر الناس في وقت شدتهم، فأهالي بوركون في شغلهم بمصيبتهم، والإعلام الغشاش يدعي الدفاع عنهم وهو يمكر بالمشاهدين في شخص الشيخ النهاري، لحسابات قديمة بينهم. فهل يستيقظ الإعلام الغشاش من غفلته ويعود إلى رشده؟؟