شغلت حادثة وفاة ثلاثة تلاميذ تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 سنة بمركز جماعة الطاوس (إقليمالرشيدية)، المغاربة، خاصة ساكنة الجنوب الشرقي، باعتبار هذه الحادثة واحدة من القصص المؤلمة التي عاشتها هذه المنطقة المغربية التي تبعد عن الحدود مع الجزائر ب45 كيلومترا فقط. وفاة هؤلاء التلاميذ الثلاثة تحت أنقاض سور المستوصف القروي المحلي، وإصابة رابع بجروح بليغة، دفع ساكنة مركز جماعة الطاوس، منذ اليوم الموالي للحادثة المؤلمة، إلى خوض وقفات احتجاجية للتنديد بالوضع الصحي الحالي بالمركز، ومطالبة المسؤولين بفتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات هذه "الجريمة التي ذهب ضحيتها أطفال أبرياء". مساء أمس السبت، كانت جريدة هسبريس الإلكترونية حاضرة لتغطية الوقفة الاحتجاجية التي خاضتها الساكنة بمركز الطاوس، بمؤازرة من سكان بعض الدواوير التابعة للجماعة، والتي رفعت خلالها شعارات تندد بالوضع الصحي المتردي، وبطء التحقيقات والأبحاث في قضية وفاة الأطفال الثلاثة. وفي تصريح لهسبريس، قالت إحدى المشاركات في الوقفة: "لا نطالب بحقوق مستحيلة، بل نطلب فقط أبسط الحقوق"، مضيفة: "نطالب بإصلاح القطاع الصحي بمركز جماعة الطاوس"، مؤكدة أن "المستوصف المحلي خال من الأدوية ومن التجهيزات الطبية، ويتم إرسال المواطنين إلى المركز الصحي مرزوكة وفي غالب الأحيان إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية". وأضافت أن أغلب النساء الحوامل يتم نقلهن بواسطة الشاحنات عبر "أوطو ستوب"، مؤكدة أن الوضع الصحي بمنطقة مرزوكة أصبح لا يبشر بخير، موردة أن "المركز لا يتوفر على سيارات للإسعافات، وهو ما تسبب في وفاة الأطفال الثلاثة، حيث تم تسجيل تأخر تدخل سيارة إسعاف بحوالي ساعة ونصف الساعة"، على حد قولها. عبد العزيز حداني، عضو جمعية أجيال الطاوس، قال إن "الساكنة تواجه ضغوطات كبيرة لإقبار صوتها وصوت مناداة الحرية والكرامة من أجل عدالة اجتماعية"، مضيفا أن "هذه الضغوطات تتمثل في مجموعة من الممارسات التي لا يمكن أن تكون في دولة الحق والقانون، وإن كانت فالساكنة تحتاج إلى من ينصفها في هذه الفاجعة المؤلمة"، وفق تعبيره. وأشار حداني، في تصريح لهسبريس، إلى أن "الطاوس توجد في منطقة صحراوية حدودية، تحتاج إلى العناية والرعاية والتعمير وإعادة الهيكلة من أجل استمرار العيش فيها، وليس العكس"، مضيفا: "إذا كانت المواطنة درجات حسب الأقاليم أو الجهات، فاللهم إن هذا منكر". وأجمعت مجموعة من التصريحات التي استقتها هسبريس من المشاركات والمشاركين في الوقفة الاحتجاجية، على أن القطاع الصحي بجماعة الطاوس عموما يعاني مشاكل كثيرة، بدءا من غياب الأطر الطبية والتمريضية بالمراكز الصحية، وغياب الأدوية الضرورية والتجهيزات الطبية، موضحين أن المؤسسات الصحية بالجماعة "تشبه محطات طرقية لإرسال المرضى إلى الرشيدية"، بتعبير أحدهم. وعاب كثير من المحتجين عدم تقديم واجب العزاء لأسر الأطفال الثلاثة الضحايا من طرف المسؤولين، سواء من السلطات الولائية أو الصحية أو التربوية، معتبرين أن ذلك يكرس مقولة المغرب النافع والمغرب غير النافع. وأكدت نساء شاركن في هذه الوقفة الاحتجاجية أن هناك إجماعا على عدم التراجع ومواصلة الاحتجاجات إلى حين فتح تحقيق رسمي ومركزي في واقعة وفاة الأطفال الثلاثة لمعرفة جميع الظروف والملابسات، وإصلاح القطاع الصحي (توفير الأطر الطبية والأدوية والتجهيزات وسيارات إسعاف)، وشددن على أن الجميع عازم على خوض أشكال نضالية احتجاجية تصعيدية ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل في حالة عدم التدخل من طرف المسؤولين.