في سياق التوتر السياسي بين الجزائر وإسبانيا، يحلّ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بمدريد الثلاثاء، لتباحث عدد من الملفات الاقتصادية المشتركة؛ لعل أبرزها ملف الغاز الذي بات يؤرق "قصر المونكلوا" في ظل تراجع تدفقات الغاز الجزائري إلى إسبانيا. وتأتي الزيارة الاقتصادية، التي مازالت حيثياتها غير واضحة للمتتبعين، في ظل المساعي الإسبانية المتواصلة للبحث عن بدائل مستدامة للطاقة، بالنظر إلى "سوء التفاهم" الحاصل مع الجزائر بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، بعد الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وأشارت صحيفة "إل اندبدنت" الإيبيرية، في هذا الإطار، إلى أن الزيارة رفيعة المستوى ستُتوّج بتوقيع عقد جديد بين قطر وإسبانيا بخصوص رفع إمدادات الغاز الطبيعي في الظرفية الحالية، اعتباراً لتداعيات السياق الجيو-استراتيجي الدولي والإقليمي. وأكدت الصحيفة الإسبانية أن الأزمة القائمة مع الجزائر جعلت مدريد متخوّفة من نقص إمدادات الغاز الطبيعي المسال، خاصة مع شروع العاصمة الإيبيرية في تزويد المغرب بهذه المادة الحيوية عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي. فيما ذكرت وكالة "أوروبا بريس" الإخبارية أن إسبانيا تطمح إلى زيادة تدفقات الغاز القطري إليها في الأسابيع المقبلة، مبرزة أن قطر تعد خامس أكبر مورّد للغاز الطبيعي إلى المملكة الإيبيرية، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر ونيجيريا ومصر، وذلك بنسبة 4.4 بالمائة من وارداتها الإجمالية من الغاز. وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، ستُناقش هذه الزيارة الثنائية مواضيع تجارية مهمة؛ بينها إشكاليات الطاقة، بهدف تعزيز التعاون المشترك ورفع العلاقات إلى مستوى إستراتيجي. وبالنسبة إلى صحيفة "ABC" الإسبانية، تعتبر مدريد أن الدوحة هي البديل المحتمل للغاز الجزائري، في حال قرر "قصر المرادية" وقف إمدادات الغاز الطبيعي ل"قصر المونكلوا"، على خلفية الاعتراف الإسباني بمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية. وتراجعت حصة الغاز الجزائري في السوق الإسبانية بعد توقف أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، إذ انخفضت المشتريات الغازية للعاصمة الإيبيرية من قصر المرادية في الأشهر الثلاثة الماضية من الموسم الجاري بعدما كانت الجزائر المورد الأول للمملكة الإسبانية. بذلك، انخفضت حصة الغاز الجزائري في السوق الإسبانية بنسبة 32.9 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية من الموسم الجاري، لتغطي 26.1 في المائة من الاستهلاك الوطني، حسب ما نشرته صحيفة "إل بيريوديكو دو لا إنيرْجِيَا".