تقود شركة الطاقة الإسبانية "ناتورجي" وساطة بين الجزائر والمغرب بهدف تمديد عقد توريد "الذهب الأسود" إلى المملكة الإيبيرية عبر أنبوب الغاز الطبيعي المار على الأراضي المغربية، بعد قيام "قصر المرادية" بوقف تجديد الاتفاق الثنائي بين البلدين الجارين. وحسب وكالة "رويترز" للأنباء فإن الشركة الإسبانية المذكورة تشرف على محادثات بين المغرب والجزائر من أجل التراجع عن قرار وقف تصدير الغاز إلى مدريد عبر المغرب، وهو ما أكده مدير العمليات الدولية في الشركة، جون جانوزا، الذي قال إنه "في حال التوصل إلى اتفاق مع الجزائر فسيكون ذلك إيجابياً للغاية". وأوردت الشركة عينها، وفق ما نقلته صحيفة "إل إسبانيول" الإسبانية، أنها "قادرة على تزويد المغرب بكميات الغاز الطبيعي التي يريدها عبر خط الأنابيب المغاربي- الأوروبي المشيّد سلفاً، غير أن هذه الخطوة الممكنة من الناحية التقنية مرهونة بموافقة الحكومة المركزية". وأعلنت الرئاسة الجزائرية، نهاية الشهر الفائت، أن الرئيس عبد المجيد تبون أمر شركة "سونطراك" بعدم تجديد عقد أنبوب الغاز الذي يعبر نحو إسبانيا عبر التراب الوطني المغربي، وذلك بعد استشارة الوزير الأول وزير المالية ووزير الشؤون الخارجية ووزير الطاقة والمناجم في بلده. وتتخوّف مدريد من تعثّر إمدادات الغاز القادمة من الجزائر بعد توقيف "قصر المرادية" اتفاق الغاز الذي يربطها بالمغرب بسبب الخلافات السياسية بين البلدين، إذ تتوجّس الحكومة الإيبيرية من ارتفاع كلفة استيراد "الذهب الأسود" في المرحلة المقبلة. وتحدثت صحف إسبانية عن انخفاض كميات الغاز الطبيعي المستوردة من الجزائر بعد الاستغناء عن خط أنابيب الغاز العابر للمغرب؛ لأن أنبوب الغاز البديل المسمى "ميد غاز"، الذي يربط الجارة الشرقية مباشرة بإسبانيا عبر البحر المتوسط، بإمكانه نقل شحنات غازية أقل من تلك التي يضخها خط الأنابيب إلى مدريد. وتعتمد 87 في المائة من مداخيل الجزائر على تصدير الغاز الطبيعي إلى الخارج، فيما يلعب أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب دورا أساسيا في تلك المداخيل، لأنه يبقى أقل كلفة للبلاد من استعمال خطها المار عبر البحر مباشرة إلى إسبانيا. ولا يشكل الغاز سوى خمسة في المائة من إنتاج الكهرباء بالمغرب، وذلك بعد اتجاه الرباط نحو تنويع مصادر إنتاجها الطاقي (60 في المائة من البترول، و25 في المائة من الفحم، و10 في المائة من الطاقات المتجددة)؛ ما يعني أن الغاز الجزائري لا يشكل سوى 3.3 بالمائة من الإنتاج الوطني للطاقة.