ربطت الصحافة الإسبانية تهديدات الجزائر بفسخ عقد الغاز مع إسبانيا في حالة قامت بإعادة توجيهه إلى بلد آخر، مع أصداء الخطوة الكبيرة التي أعلنت عنها الرباط بخصوص اقترابها من تفعيل مشروع خط الغاز مع نيجيريا. فبعد يوم واحد من إعلان الشركة الأسترالية، الثلاثاء، عن فوزها بصفقة إنجاز المرحلة الثانية من الدراسات الهندسية الخاصة بهذا الأنبوب، الذي سيعبر ثلاثة عشر دولة من غرب إفريقيا قبل أن ينتهي في جنوب إسبانيا، جاء التهديد الجزائري، يوم الأربعاء، بفسخ العقد الذي يربط شركة "سوناطراك" بزبنائها الإسبان، في حالة قامت بإعادة بيعه لجهة أخرى لم تشر لها بالاسم. لكن صحيفة "إل الباييس"، كتبت أن بلاغ وزارة الطاقة الجزائرية يلمح في مضمونه إلى المغرب، على ضوء قرار مدريد بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي. واعتبرت مصادر من السوق الدولي للغاز، تحدثت للصحيفة الاسبانية الواسعة الانتشار، أن البيان الجزائري ليس أكثر من مجرد "قليل من الضوضاء المتفق عليها مسبقا"، لأنه من الواضح للجميع، بحسب هذه المصادر، أن الغاز القادم من الجزائر لن يذهب إلى المغرب، لأن الرباط تعاقدت مع جهات أخرى لضمان إمداداتها الخاصة من الغاز. وعلق المتحدث باسم الوزارة الإسبانية للتحول البيئي، عن البلاغ الجزائري، في وقت متأخر من ليلية الأربعاء، قائلا إن المغرب عبر ب"شفافية تامة" أنه سيكون بمقدوره الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وتفريغه في وحدات لإعادة التحويل في شبه الجزيرة الإيبيرية، واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي لنقله إلى أراضيه"، من دون إعطاء أي تفاصيل بشأن الجدول الزمني لهذا الاتفاق أو كميات الغاز التي ستنقل عبر هذا الخط، مؤكدا في الوقت ذاته أن إمدادات المغرب بالغاز لن تكون بأي حال من الأحوال من الجزائر. وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، أعلنت منذ أيام أن المرحلة الأولى من مراحل إعادة استغلال أنبوب الغاز المغاربي انتهت وشرع المغرب في المرحلة الثانية منذ أكتوبر الماضي، وهي مرحلة استيراد الغاز الطبيعي المسال من السوق الدولية، لاسيما أن المغرب بات لديه ولوج إلى السوق الدولية للغاز الطبيعي المسال. وقالت "إل الباييس" في هذا الصدد، إن المغرب يخطط على المدى المتوسط، لإنجاز العديد من منصات إعادة التحويل إلى غاز (عائمة أو مستقرة) لتكون قادرة على استقبال ناقلات الميثان على شواطئها، دون الحاجة إلى الاعتماد على أطراف ثالثة. كما تدرس الوكالة الوطنية للموانئ إنشاء وحدة بحرية عائمة لاستيراد وتخزين وإعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال بمينائي المحمدية والناظور. وجاء البيان التهديدي الجزائر لإسبانيا بعد أن تلقى وزيرها للطاقة والمناجم، أمس الأربعاء، بريدا إلكترونيا من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا، تبلغه فيه بقرار مدريد القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، اعتبارا من اليوم الخميس.