تقترب إسبانيا والمغرب من إعادة تشغيل الأنبوب "المغاربي الأوروبي" للغاز، حيث لازالت بعض الخطوات التقنية الطفيفة التي تعمل شركة "إينا غاز" على تنفيذها من أجل بدء التشغيل، وفق ما أكدته صحيفة "لاراثون" الإسبانية في تقرير يوم أمس الخميس. وحسب ذات المصدر، نقلا عن مسؤولين إسبان، فإن الرباط ومدريد وصلا إلى اتفاق لإعادة تشغيل الأنبوب "المغاربي الأوروبي" من أجل نقل الغاز بطريقة عكسية، أي من إسبانيا إلى المغرب، بالرغم من أن هذا الاتفاق أثار غضب النظام الجزائري ولا تنظر إليه الجزائر بعين الرضا. وأضافت "لاراثون" في هذا السياق، أن الغاز الذي سيتم نقله من إسبانيا إلى المغرب عبر الأنبوب "المغاربي الأوروبي" لن يكون هو الغاز نفسه القادم من الجزائر، بل سيتم اقتنائه من الأسواق الدولية، وسيتم وضعه محطة التحويل الموجودة في إسبانيا، ومن هناك سيتدفق عبر الأنبوب إلى المغرب. وسيُمكن إعادة تشغيل هذا الأنبوب، وفق المصدر الإعلامي نفسه، من إعادة تشغيل محطتين لإنتاج الكهرباء في شمال المغرب، بعدما كانتا قد توقفتا على إثر إيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" وتوقف تدفقات الغاز الجزائر عبر الأراضي المغربية، وهما يساهمان ب10 في المائة من مجموع انتاج الطاقة الكهربائية في المملكة المغربية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن وزيرة التحول البيئي الإسبانية، تيريزا ريبيرا، كانت قد قالت في تصريح إعلامي منذ أسابيع بأن المغرب "طلب الدعم لضمان أمنه الطاقي على أساس العلاقات التجارية واستجابت إسبانيا بشكل إيجابي لطلبه، كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار آخر". وقالت الصحف الإسبانية أنذاك، أن إسبانيا تفاديا لاثارة غضب الجزائر أكدت أن الاتفاق مع المغرب يتم بشفافية، حيث سيكون المغرب قادرًا على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز إلى غاز في إسبانيا واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي لنقله إلى أراضيه". غير أنه وفق التقارير الإعلامية الإسبانية فإن هذا القرار الإسباني بالرغم من تبريراته لم يُعجب أصحاب القرار في الجزائر، خاصة أن الجزائر كانت قد اتخذت قرار قطع إمدادات الغاز للمغرب في محاولة لعقاب الأخير ضد ما وصفه المسؤولون الجزائريون ب"الأعمال العدائية للمملكة المغربية تُجاه الجزائر". جدير بالذكر أن أنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" هو أنبوب ينطلق من الجزائر ويمر عبر الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا، كان ينقل الغاز الجزائري نحو المغرب وإسبانيا والبرتغال، وبعد توتر العلاقات بين الجزائروالرباط في العام الماضي، قررت الجزائر عدم تمديد اتفاق العمل بهذا الأنبوب أواخر العام المضي، وبالتالي توقفت امدادات الغاز نحو المغرب، وأبقت الجزائر على إمداد إسبانيا بالغاز عبر الأنبوب الوحيد المباشر من الجزائر إلى إسبانيا يُدعى "ميدغاز". وكان متوقعا أن لا تنظر الجزائر بعين الرضا للاتفاق المغربي الإسباني باستخدام الأنبوب "المغاربي الأوروبي" بطريقة عكسية، أي ينقل الغاز من إسبانيا إلى المغرب، حيث أن جهود الجزائر لوضع المغرب في أزمة طاقية تذهب مهب الريح.