هوية بريس-متابعة كشفت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن الجزئر اشترطت على مدريد عدم تحويل الغاز الجزائري إلى المغرب، بعد الاتفاق الذي تم بين مدريدوالرباط، والذي يقضي بتوفير إسبانيا كافة حاجيات المغرب من الغاز عن طريق نقله عبر الأنبوب "المغاربي الأوروبي". وأضافت الصحيفة الإسبانية أن الجزائر حذّرت من خطوة إقدام إسبانيا على إرسال الغاز القادم من الجزائر لصالح المغرب بطريقة عكسية، أي استقباله من الجزائر ثم تحويله إلى المغرب عبر الأنبوب الذي كان يشتغل سابقا بين الجزائر والمغرب وإسبانيا. ووفق ذات المصدر، فإن الجزائر كانت قررت قطع كافة علاقاتها مع جارها المغربي، كما قررت إيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" الذي ينطلق من الجزائر ويعبر الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا، وكان المغرب يحصل على كافة حاجياته من الغاز بموجب اتفاق السماح بعبور الأنبوب لحدوده الترابية، وبالتالي تسعى الجزائر الإبقاء على قرار عدم وصول غازها إلى المغرب ساريا دون أي التفاف عبر اتفاق بين الرباطومدريد. ويأتي هذا التقرير من "إلموندو" بعد أزيد من شهر من إعلان إسبانيا لاتفاق مع المغرب، يقضي بتوفير إسبانيا باقي حاجيات المغرب من الغاز عن طريق نقله عبر الأنبوب المتوقف عن العمل، لكن إسبانيا أشارت حينها أن الغاز الذي ستبعثه نحو المغرب سيكون مُقتنى من الأسواق الدولية الأخرى. وكانت صحيفة "أوكيدياريو" الإسبانية، قد قالت في تقرير سابق أن قرار مدريد بإمداد المملكة المغربية بالغاز الطبيعي عبر أنبوب "المغاربي – الأوربي" الذي أوقفت الجزائر العمل به في أواخر العام الماضي، أثار حفيظة أصحاب القرار في قصر المرادية بالجزائر وفق ما ذكرته مصادر خاصة للصحيفة الإسبانية المذكورة. وحسب ذات المصدر، فإن اتفاق الغاز بين الجزائر وإسبانيا أصبح معلقا ب"خيط رفيع"، بسبب أن القرار الذي اتخذته اسبانيا بداية الشهر الجاري بتوفير الحاجيات المطلوبة من الغاز لصالح المغرب، يرفضه المسؤولون الجزائريون وقد أثار غضبهم. وكانت وزيرة التحول البيئي الإسبانية، تيريزا ريبيرا، وفق أوكيدياريو، قد قالت في تصريح إعلامي مؤخرا بأن المغرب "طلب الدعم لضمان أمنه الطاقي على أساس العلاقات التجارية واستجابت إسبانيا بشكل إيجابي لطلبه، كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار آخر". وأضاف المصدر ذاته، أن إسبانيا تفاديا لاثارة غضب الجزائر أكدت أن الاتفاق مع المغرب يتم بشفافية، حيث سيكون المغرب قادرًا على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز إلى غاز في إسبانيا واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي لنقله إلى أراضيه".