تواصل الجزائر تصعيدها ضد إسبانيا، على خلفية تغيير مدريد لموقفها من الصحراء المغربية، حيث هددت، الأربعاء، بفسخ عقد الغاز الذي يربط شرطة "سوناطراك" الجزائرية بزبنائها الإسبان في حالة قامت بإعادة توجيهه إلى المغرب. وحذرت الجزائر حكومة بيدرو سانشيز من أنها ستفسخ عقد توريد الغاز إلى إسبانيا في حالة قامت بإعادة توجيهه إلى بلد آخر، في إشارة إلى المغرب، وذلك بعد قرار مدريد بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، وهو ما يعني تمكين المغرب من إمدادات الغاز الجزائري. وجاء في بيان لوزارة الطاقة الجزائرية، أن وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، تلقى اليوم، بريدا إلكترونيا من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا، تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، اعتبارا من اليوم أو غدا الخميس. وشدد بيان وزارة الطاقة الجزائرية، على "أن أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان". يشار إلى أن إسبانيا، كانت قد أعلنت شهر فبراير الماضي، أنها ستساعد المغرب على "ضمان أمنه في مجال الطاقة" عبر السماح له باستيراد الغاز عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي "جي إم إي" الذي كانت الجزائر تستخدمه لتصدير الغاز إلى أوروبا قبل أن تتوقف عن استخدامه في نهاية أكتوبر. وقالت وزارة التحول البيئي الإسبانية في بيان إن "المغرب طلب دعما لضمان أمنه في مجال الطاقة على أساس علاقاتنا التجارية، وإسبانيا ردت إيجابا كما كانت ستفعل مع أي شريك أو جار". وأضافت "سيكون بمقدور المغرب الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وإيصاله إلى مصنع لإعادة التحويل في شبه الجزيرة الإسبانية، واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي (جي إم إي) لنقله إلى أراضيه"، من دون إعطاء أي تفاصيل بشأن الجدول الزمني لهذا الاتفاق أو كميات الغاز التي ستنقل عبر هذا الخط. وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، قد أكدت أن المرحلة الأولى من مراحل إعادة استغلال أنبوب الغاز المغاربي انتهت وشرع المغرب في المرحلة الثانية منذ أكتوبر الماضي، وهي مرحلة استيراد الغاز الطبيعي المسال من السوق الدولية، لاسيما أن المغرب لديه ولوج إلى السوق الدولي للغاز الطبيعي المسال، وهو أمر إيجابي بحسب بنعلي. وقالت المسؤولة الحكومية خلال لقاء مع الصحافة الجمعة 15 أبريل الجاري، حول موضوع الانتقال الطاقي، إن المغرب عمل على تفعيل بنياته التحتية في هذا الباب البلدان الأوروبية وخاصة اسبانيا والبرتغال وفرنسا، بحيث تتوفر هذه الدول على محطات لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال، لكنها غير مستغلة، كما يتوفر المغرب على أنبوب للغاز وتوقف استغلاله بالإضافة إلى محطتين للغاز وهما محطتي تهضرات وعين بني مظهر المتوقفتين. وشددت بنعلي على أنه حتى لو عمل المغرب على استيراد الكميات الفائضة من الغاز الطبيعي من أوروبا عبر توريده عبر الأنبوب المغربي الذي يربطه بإسبانيا، فلابد للمملكة أن تعمل على ضمان سيادة طاقية للغاز الطبيعي. يشار إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كان قد أمر في 31 أكتوبر الماضي، بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز (المغاربي -الأوروبي) الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب.