بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، نظمت جمعية "أمزيان"، بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة بجهة الشرق ومركز "أموسيغ" للترجمة من وإلى اللغة الأمازيغية، مساء الأحد، حفل توقيع وتقديم مسرحية "أمشوم" لمترجمها عبد المجيد بنحمادي. وقدم سليمان البغدادي، أستاذ زائر بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، قراءة في المسرحية، التي قال إنها "ترجمة لمسرحية كتبها بوبليوس ترنتيوس أفر باللغة اللاتينية، ومن ثمة ترجمت إلى اللغة الفرنسية، ومن الفرنسية ترجمها الأستاذ عبد المجيد بنحمادي إلى اللغة الأمازيغية". وأضاف المتحدث "يندرج هذا العمل ضمن مشروع استرداد الثقافة إلى لغتها الأصلية التي هي الأمازيغية"، مؤكدا أن "ترجمة المسرحيات من أصعب الترجمات، لأن المترجم يكون أولا كاتبا وثانيا مخرجا، بمعنى أنه يتصور المسرحية فوق الخشبة قبل أن يتصورها كنص مكتوب" وتابع البغدادي قائلا: "إن ترجمة المسرحية من لغة عريقة في الأدب لديها تاريخ وتقاليد في الكتابة إلى لغة شفوية ما زالت ترسخ قدمها في مجال المكتوب، هي مغامرة ترجمية إن صح التعبير". وأوضح أن "قيام عبد المجيد بنحمادي بترجمة هذا العمل إلى أمازيغية الريف كان رهانا إيجابيا على مستوى العمل الإبداعي، لأن المسرحية الآن أصبحت عملا أمازيغيا بامتياز، لغة وثقافة وأدبا". ذلك أن من يقرأ المسرحية، يتابع المتحدث، "أو يشاهدها على ركح المسرح سيتصور أن أحداثها جرت في مجتمع أمازيغي، أولا لأن صاحبها أمازيغي، وثانيا لأنها أصبحت مكتوبة باللغة الأمازيغية". وختم البغدادي قائلا إن "الترجمة في الأعمال الأمازيغية رهان يعول عليه لحل أزمة ندرة النصوص، لأن اللغة الأمازيغية ما زالت في الغالب شفوية وتعاني من ندرة الإنتاجات المكتوبة، في أفق أن تتوفر المادة الكافية التي ستكون أرضية لازدهار الأدب الأمازيغي المكتوب". وقال مترجم مسرحية "أمشوم": "يندرج هذا العمل الذي أنجزته في إطار إغناء المكتبة الأمازيغية، باعتبار أن الترجمة تلعب دورا مهما، لأنها تمكننا من نقل مختلف الأعمال الأدبية إلى اللغة الأمازيغية، خاصة إذا تعلق الأمر بكتاب أمازيغ كتبوا بلغات أخرى". وأضاف عبد المجيد بنحمادي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مسرحية "أمشوم" هي العمل الثاني الذي أقوم بترجمته للكاتب نفسه، الذي كتب ستّ مسرحيات باللغة اللاتينية"، مشيرا في ختام تصريحه إلى "أهمية استثمار مشروع الترجمة للنهوض بالأدب الأمازيغي وتطويره".