تشجيعا منها للكتاب الأمازيغي، نظمت جمعية أمزيان حفل توقيع ترجمة مسرحية "الغزاة" التي ترجمها الباحث في اللغة و الثقافة الأمازيغية أنديش شاهد من اللغة الإسبانية إلى الأمازيغية ، ذلك يوم السبت 13 ماي 2017، بفندق النخيل بالناظور. وتعتبر هذه الترجمة، أول عمل يترجم نصا أدبيا من اللغة الإسبانية إلى الأمازيغية، وبالأخص من أدب أمريكا اللاتينية؛ وقد صدرت الترجمة عن مطبعة "الشيخ حسن" بوجدة، حيث يقع في 191 صفحة من الحجم المتوسط مع مقدمة كتبها المترجم تحدث فيها عن السياقين التاريخي والسياسي اللذان صدر فيهما هذا العمل. بعد افتتاح هذا الحفل أعطيت الكلمة للمترجم أنديش شاهد، الذي تحدث فيه عن سبب اختياره لهذا النص دون غيره، مركزا في مداخلته على أهمية الترجمة في تحقيق تراكم كيفي للكتابة الأمازيغية، باعتبارها أحد وسائل المثاقفة التي تجمع الكاتب الأمازيغي مع مختلف التيارات الأدبية والتجارب الإبداعية، ويكون مدخلا لتفاعل الذات الكاتبة مع نصوص تختلف مرجعيتها الثقافية والحضارية. مشيرا من جانبه إلى الأهمية القصوى التي يجب أن يوليها الكاتب لمستجدات علم النفس، مستدلا ذلك بكاتب المسرحية الذي استخدم نظرية التحليل النفسي في الكتابة والإبداع، خصوصا فيما يتعلق في بنائه للخيط الدرامي للمسرحية التي كشفت أزمة القيم لدى الإنسان وكذا القلق الذي يعيشه في علاقته بتناقضاته. بعد ذلك تناول الأستاذ عبد الواحد حنو الكلمة حيث أكد على الأهمية القصوى للترجمة من وإلى الأمازيغية وللكتابة بهاته اللغة بشكل عام، باعتبار أنه في المرحلة الراهنة يجب أن يُحقق التراكم لكي تصل الأمازيغية إلى المستوى الذي يخول من خلاله طرح سؤال الكيف، حيث تحدث عن المشاكل التي تطرحها عملية الترجمة، خصوصا من اللغات الواصفة أي تلك التي تملك تراكما معرفيا إلى اللغات التي لا تزال في مرحلة انتقالية إلى الكتابة، وهو ما يطرح بدون شك مجموعة من المشاكل، دون أن ينسى أن يعطي بعض الملاحظات القيمة التي تخص هاته الترجمة. من جانب أخر، كانت للدكتور مصطفى العادك؛ أستاذ اللغة الفرنسية في الكلية المتعددة التخصصات بسلوان وكذا أستاذ الأمازيغية بكلية الآداب التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، -كانت له- مداخلة أحاطت بتاريخ الترجمة في اللغة الأمازيغية منذ الفترة الكولونيالية إلى الفترة الحديثة، مشيرا أن الأمازيغية تعيش فقرا على مستوى النصوص المُترجمة، لينتقل إلى إبداء مجموعة من الملاحظات التي همت جوانب مختلفة من هذه الترجمة مؤكدا من جانب أخر أن هذا الكتاب يشكل إضافة نوعية إلى البيبلوغرافيا الأمازيغية. بعدها اختتم الحفل بحفل شاي تخلله توقيع الكتاب من طرف الكاتب وحصول الحاضرين على نسخة موقعة منه.