ملف ساخن مطروح هذه الأيام على طاولة المندوب الجديد لإدارة السجون وإعادة التأهيل، محمد صالح التامك، مع تزايد الاحتقان داخل المؤسسات السجنية، جراء إقدام العشرات من معتقلي "السلفية الجهادية" على مواصلة إضرابهم المفتوح عن الطعام، الذي استمر لأزيد من 40 يوما؛ فيما دقت جمعيات حقوقية ناقوس الخطر من جديد حول خطر حدوث "ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ" من جديد. وتمّ تعيين الوالي الأسبق لرئيس ديوان وزير الداخلية (60 سنة)، على رأس المندوبية منتصف دجنبر الجاري، بعد فراغ دام 4 أشهر، نتج عن إقالة المندوب العامّ السابق لإدارة السجون حفيظ بنهاشم، على خلفية فضيحة العفو عن مغتصب الأطفال الاسباني دانيال كالفان، وهو التعيين الذي سارعت السلطات إلى إعلانه تزامنا مع زيارة دولية قام بها الفريق الأممي للاعتقال التعسفي، انتهت السبت الماضي. مطالب عاجلة وجهتها عدة جمعيات حقوقية إلى التامك، مثل تلك التي دعت من خلالها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياة المضربين عن الطعام "قبل وقوع أية كارثة"، وفتح تحقيق حول الظروف التي صاحبت اعتقالهم ومتابعتهم، وكذا فتح حوار عاجل مع المضربين للنظر في مطالبهم "العادلة والمشروعة"، فيما طالبت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بالسماح للهيئات الحقوقية لزيارة هؤلاء المعتقلين، قصد الاﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ والاطلاع ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ. ونقلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في آخر تقرير لها، حالات لتدهور "خطير" في صحة حوالي 22 معتقلا مضربا عن الطعام بسجن بوركايز بفاس منذ 11 نونبر الماضي، حيث تقلصت أوزانهم، بعد أزيد من 45 يوما من الاحتجاج، إلى ما بين 14 و24 كلغ، مضيفة أن معظم المعتقلين "يتقيئون ويعانون من الضعف العام.. ومنهم من أصبح لا يقوى حتى على الكلام وطريح الفراش..". وفيما تتوسع دائرة معركة "الأمعاء الخاوية"، التي يخضوها المعتقلون المدانون على خلفية قضايا الإرهاب، لتشمل سجونا كتولال2 بمكناس والأوداية بمراكش، تتلخص أهم مطالبهم فيما أسموه "إعادة الأوضاع إلى طبيعتها كمعتقلين في إطار ملف خاص"، عن طريق ترحيلهم إلى سجون قريبة من عائلاتهم و"سكن وزيارة معزولين عن الحق العام" وتمكينهم من "الخلوة الشرعية". الناشط الحقوقي محمد حقيقي قال في تصريح لهسبريس إن الفراغ الإداري الذي خلفته إقالة المندوب العام الأسبق لإدارة السجون، حفيظ بنهاشم، تسبب في حالة الاحتقان التي تعرفها بعض السجون، "ما سمح للمسؤول في المندوبية عبد العاطي بنغازي بالتدخل عبر قرارات تصعيدية في حق كافة السجناء، بمن فيهم المعتقلين ضمن قانون مكافحة الإرهاب"، مشيرا أن تلك الإجراءات كانت تقضي بترحيلهم وتشتيتهم في عدة سجون وحرمانهم من المكتسبات التي كانوا يتمتعون بها، على حد تعبير حقيقي. وأضاف عوض المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان أن واقع السجون بعد حفيظ بنهاشم أصبح "أكثر كارثية"، مشددا على أن المعتقلين الإسلاميين دخلوا في عدة إضرابات مفتوحة عن الطعام كردّ فعل على سياسة "بنغازي" و"خطة الطريق التي رسمها بعد إقالة بنهاشم"، وهو التصعيد الذي نتج عنه، حسب حقيقي، وفاة محمد بنجيلالي في سجن تولال2 بمكناس الشهر الماضي. وفيما اعتبر الناشط الحقوقي، الذي خاض الأسبوع المنصرم اعتصاما تضامنيا مع المضربين عن الطعام بسجن بوركايز بفاس، أن تعيين المندوب العام الجديد "لم يغير من ملامح سياسة بنهاشم"، حمل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان مسؤولية ما قد ينتج من تطورات عن تلك الإضرابات إلى المندوبية العامة لإدارة السجون ورئاسة الحكومة الوصية عليها، مضيفا أن لقاء منتظرا مع محمد صالح التامك سيجمعه مع المنتدى "رغبة في توضيح بعض النقاط المتعلقة بملف المعتقلين الإسلاميين ومشاكل أخرى يعاني منها قطاع السجون".