علمت «المساء» من مصدر حقوقي أن وساطة قام بها عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أقنعت نور الدين نفيعة وطارق اليحياوي بتوقيف الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضاه منذ ما يزيد عن أربعين يوما. وأكد حامي الدين، في تصريح ل»المساء»، أن منتدى الكرامة نبه وزارة العدل والمندوبية العامة للسجون إلى الوضعية الصحية الخطيرة التي أصبح عليها بعض المعتقلين المضربين عن الطعام خوفا من تكرار حادث وفاة المعتقل الجزائري أحمد بنميلود. وأوضح حامي الدين أن وزير العدل والحريات اتصل، يوم الجمعة الماضي، بالمندوب العام لإدارة السجون بناء على مراسلات واتصالات منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، وحذره من خطورة الوضع الصحي للمعتقلين، مضيفا أن حفيظ بنهاشم استجاب للطلب الذي تقدم بها منتدى الكرامة بزيارة المضربين عن الطعام للإطلاع على وضعهم الصحي ومطالبهم من أجل توقيف الإضراب المفتوح عن الطعام وتفادي كارثة إنسانية وحقوقية. وأكد حامي الدين أنه قام بعد الترخيص له من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون بزيارة المعتقل نور الدين نفيعة بسجن تولال 2، إلا أنه وجد أنه نقل إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس رفقة المعتقل طارق اليحياوي، مضيفا أن اللقاء معهما دام قرابة ساعة وربع استمع خلالها إلى مطالبهم التي كانت بسيطة تتمثل في الانتقال إلى سجن فاس لأن لهم مشاكل مع رئيس معقل تمت ترقيته إلى نائب مدير توجه إليه مؤاخذات من المعتقلين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأشار حامي الدين إلى أنه، وبعد الاستماع إلى مطالب المعتقلين، اتصل بوزير العدل الذي كان رفقة المندوب العام لإدارة السجون الذي استجاب بعد مفاوضات بسيطة عبر الهاتف لطلب المعتقلين الذين بدا عليهم التأثر وفكوا الإضراب عن الطعام على الفور بعد اتخاذ قرار نقلهم إلى سجن فاس. وفي السياق ذاته، ثمن حامي الدين التفهم الذي عبرت عنه السلطات في التعامل مع ملف المعتقلين المضربين عن الطعام، معتبرا أنه إذا كان هناك حوار وتم السماح للمنظمات الحقوقية بالوساطة فإنه سيتم حل المشاكل داخل السجون لأنها بسيطة وناتجة عن غياب التواصل بين الطرفين. وكشف حامي الدين أنه سيبدأ، اليوم الاثنين، اتصالات مع وزير العدل والمندوب العام لإدارة السجون من أجل زيارة باقي المعتقلين على دفعات، والاستماع إلى مشاكلهم من أجل إيجاد حلول لها ووقف الإضراب المفتوح عن الطعام، موضحا أن البداية ستكون بملف عادل الفرداوي، الذي يوجد بسجن سطات قادما إليه من مكناس وهو مضرب عن الطعام بعد أن وجد نفسه مع سجناء الحق العام وهو الوضع الذي لم يقبله.