في خطوة تصعيدية دخل المعتقل الإسلامي عادل الفرداوي في إضراب عن الماء بسجن تولال2 بمدينة مكناس منذ يوم 09 ماي الجاري. وقد كان الفرداوي دخل في إضراب عن الطعام رفقة مجموعة من المعتقلين الإسلاميين منذ 09 أبريل الماضي إلى حدود الساعة، حيث تدهورت صحة العديد منهم ونقل بعضهم للمستشفى جراء دخولهم في غيبوبة، كحالة كمال الشطبي وجواد العكري، أو تقيؤهم للدم، كمحمد الشاذلي وعثمان بابي، أو تبولهم الدم كما في حالة الشيخ نورالدين نفيعة (أبو معاذ)، حسب ما ذكرته جمعيات حقوقية تعنى بالسجناء الإسلاميين. الخطوة التصعيدية التي يخوضها الفرداوي تُذكر بإضراب 2005 الذي خاضه المعتقلون ضمن ملف ما يسمى "السلفية الجهادية"، حيث توفي على إثره المعتقل خالد بوبكري أوائل شهر مايو من نفس السنة. وتروج أخبار داخل السجن أن عددا من المعتقلين ينوون "تكرار تجربة خالد بوبكري، والالتحاق بزميلهم الفرداوي، في إضراب عن الماء حتى الموت. وعن سبب دخولهم في هذا الإضراب أخبر عادل الفرداوي اللجنة التي زارته يوم 02 من ماي الجاري لأجل إجراء خبرة طبية، أنهم يطالبون بتفعيل اتفاق 25 مارس 2011 وذلك بإطلاق سراحهم، واحتجاجا على "الأوضاع المأساوية التي يعيشونها خاصة بسجني سلا2 وتولال2 وفي انتظار أن يتم تمتيعهم بكافة حقوقهم التي سبق إعطاؤها لهم بعد إبرام الاتفاق مباشرة". كما يطالبون بتقريبهم من عائلاتهم ، ناهيك عن مطالبتهم بفتح تحقيق في "الانتهاكات التي تعرضوا لها ومحاسبة الجلادين ومتابعتهم". وكان عادل الفرداوي سرب رسالة من داخل سجنه، يحكي فيها عن واقع التعذيب داخل السجون انطلاقا من تجربته في سجن سلا، وكذا سجن تولال2 الذي رحل له بعد أحداث سطح سجن سلا، وحكى فيها "قصة اغتصابه" وأسماء جلاديه، وختم كلامه بتوجيه رسالة إلى حزب العدالة و التنمية الذي يرأس الحكومة الحالية قائلا: "... من هذا المنبر أنا “عادل الفرداوي” المثخن بالجراح المعذب المغتصب ذو النفسية المهزوزة والكرامة المخدوشة أقول لكم إن مصداقيتكم على مفترق الطرق وإن التاريخ يضعكم أمام مسئولياتكم أنتم القادمون للقطع مع الفساد والقضاء على الاستبداد وربط المسئولية بالمحاسبة، فهل ستمر جريمة اغتصابنا دون مساءلة أو محاسبة ؟ وهل ستطمر هذه القضية كسابقاتها ويخرج منها هؤلاء الأوغاد السفلة أصحاء أقوياء؟ متى سيرفع الحصار والتعتيم على هذه الجريمة وإلى متى سنجرجر في المحاكم نلعق جراحنا ويترك المجرمون السفلة الحقيقيون أحرارا طليقين؟..." وقد حملت والدة عادل الفرداوي في رسالة موقعة بتاريخ 10 من ماي الجاري، حصلت "هسبريس" على نسخة منها، مسؤولية ما قد يقع لابنها من مكروه لكل من "المندوب العام لإدارة السجون و رئيس الحكومة و وزير العدل والحريات و الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان". وفي اتصال هاتفي مع عائلة الفرداوي، أكدت عائلته أنه يرفض زيارتها له، وأنه أبلغ أفراد عائلته أنه لن يقابل أي واحد منهم، وأنه "يفضل الموت على مقابلتهم بالحالة التي وصل إليها". يذكر أن عادل الفرداوي المزداد سنة 1982 بمدينة خريبكة، اختطف في ماي 2008 وقضى في معتقل تمارة 40 يوما، بتهمة محاولة الهجرة للعراق، ليحكم بعد ذلك بأربع سنوات، وبعد أحداث الشغب بسطح سجن سلا بتاريخ 16 و 17 ماي 2011، تم ترحيله لسجن تولال2 بضواحي مكناس، ليضاف له عام في أحداث الشغب.