الصورة: أحد المعتقلين بسجن القنيطرة (أكتوبر 2010) توصل موقع "هسبريس" بنسخة من التقرير الذي أعده المحامي عبد الصمد الإدريسي عن الزيارة التي قام بها يوم 15 غشت 2011 إلى سجن تولال 2 بمكناس، والذي أورد فيه أن عددا من المعتقلين تعرضوا فيه للتعذيب والإغتصاب يوم 31 يوليوز 2011. وفيما يلي النص الكامل للتقرير. تقرير عن زيارة سجن تولال 2 في إطار النيابة و مؤازرة بعض المعتقلين على ذمة ما سمي قضايا الإرهاب و خاصة منهم المعتقلين المرحلين إلى سجن تولال2 المتواجد بضواحي مدينة مكناس و الذي رأى النور مؤخرا، قمت يومه الاثنين 15 غشت 2011 بزيارة إلى كل من المعتقلين: السيد عبد الصمد المسيمي و السيد عادل الفرداوي و السيد مولاي عمر عمراني هادي فيما تعذر زيارة المعتقل نور الدين نفيعة الذي أخبرت بأنه تم ترحيله رفقة معتقلين آخرين وهم : يوسف خدري و هشام معاش و القنفودي و مراد الرايضي و ياسين بونجرا إلى محكمة الاستيناف بسلا بطلب من قاضي التحقيق حسب تصريح مدير السجن. ظروف استقبال المحامي: أؤكد أنه لا يمكن دخول المحامي إلى سجن تولال 2 إلا بعد التقدم إلى الدرك الملكي المرابط أمام السجن بتعريف بالهوية و بسبب الزيارة و اسم المعتقل أو المعتقلين المراد زيارتهم، و تضمين ذلك في سجل معد لذلك، و نفس الشيء يتم من طرف حارس بوابة السجن مع ابقاء المحامي بالباب لمدة طويلة و الاحتفاظ بالبطاقة الوطنية إلى حين الخروج، إضافة الى تطويق مكتب الزيارة بعدد كبير من الحراس و التنصت من الباب و النوافذ و عدم ترك الحرية للمحامي للاتصال و التخابر مع موكله. و فيما يلي تصريحات المعتقلين كل واحد على حدة، هذه التصريحات التي تلقيتها منهم مباشرة و لاحظت عليهم خوفا و رعبا كبيرا عند الحديث و خوفا من سماع الحراس المتواجدين بالمقربة منا لتصريحاتهم حتى ان منهم من فضل الحديث بالفرنسية: تصريحات المعتقل عادل الفرداوي: تعريف بالمعتقل: من مواليد سنة 1982 بمدينة خريبكة عازب. تم اختطافه من خربيكة بتاريخ: 25/5/2008 و اقتيد إلى معتقل تمارة قضى به ما يفوق 40 يوما. محكوم ب 4 سنوات قضى منها ثلاثة سنوات و شهر. ظروف الاعتقال: يعيش في زنزانة منفردة منذ ترحيلة الى سجن تولال 2 محروم من الفسحة الا لمدة 15 دقيقة في اليوم و لا يلتقي خلال الفسحة الا سجين واحد فقط. لا تقدم له خلال رمضان الا وجبة واحدة عند الساعة الرابعة مساء. يتوفر على غطاء وضيع و غير لائق. محروم من الاستحمام إلا مرة واحدة في الأسبوع محروم من التطبيب بشكل كامل. لا يتوفر على أدوات النظافة و الحاجيات الضرورية للإنسان. الزيارة مشبكة و لمدة 15 دقيقية فقط. لا يتوفر على مصحف لقراءة القرآن و لا ساعة لضبط الوقت غم أهمية ذلك خاصة خلال شهر رمضان. رواية المعتقل عادل الفرداوي لما حدث: يؤكد انه في ليلة الاحد الاثنين الموالية للخطاب الملكي الاخير (31 يوليوز، فاتح غشت)كان بعض المعتقلين الذين يتوفرون على مصاحف صغيرة يقرؤون القران الكريم و يسمعون لبعضهم من المجاورين لهم في الزنازن الذين ليست لديهم مصاحف، او ممن لا يتقن القراءة باللغة العربية، خلال ذلك حضر حراس السجن و اخرجوا المعتقل عبد الله المنفعة و قاموا بضربه امام الزنزانة و بمسمع كل المعتقلين و عندها بدأ المعتقلون بالاحتجاج من خلال الصراخ و الضرب في ابواب الزنازن و كان عادل الفرداوي من بينهم الى ان جاء عنده رئيس المعقل المسمى احمد (و المعروف بالناكة) و اخرجه و بدا يضربه للراس بالزرواطة ثم نزع له سرواله و عرى عورته بالكامل و استمر في ضربه و جره من لحيته و يوجه له كلاما ساقطا، مما كان نتيجته تعرض للاغماء، الى ان سمع احمد الناكة يخاطب الحراس بان يغتصبوه ويعبثوا بعورته و يدخلوا العصا التي تستعمل للضرب في دبره و هو الامر الذي تم بالفعل حسب تصريحاته، ثم بعد ذلك وضعوا المينوط في يديه و رجليه و هي من البلاستيك و تحدث ألما كبيرا و رموه ارضا ثم اتوا بالاخرين في نفس الوضعية وهم عبد الله المنفعة و يوسف خودري و عبد الصمد المسيمي و اشبعوهم ضربا، و رموا الاربعة في سيارة كبيرة مع الاستمرار في الضرب ليضعهوهم في الكاشو لمدة اسبوع، كما يؤكد انه يعرف اسم احد الموظفين الذي ضربه و هو (حجي). لم اخرج من الكاشو الا بعد كتابة التزام بعدم الاحتجاج مرة اخرى، و التهديد بالتعذيب في حالة العودة. و في الاخير يؤكد انه لم يوافق على اخراج هذه التصريحات و تريث كثيرا خوفا من الانتقام و التهديدات التي يتعرض لها داخل السجن. تصريحات المعتقل عبد الصمد المسيمي: التعريف بالمعتقل: عبد الصمد المسيمي، السن 33 سنة مدة الحكم: 8 سنوات قضى منها أربعة سنوات ثلاثة أشهر. ظروف الاعتقال: يعيش في رعب دائم جراء التهديد المتواصل من طرف الحراس حتى انه و هو يجلس معي في قاعة الزيارة لاحظت انه يلتفت باستمرار خوفا من مرور احد الحراس. يطلب الترحيل إلى سجن بوركايز بفاس للتمكن من استكمال دراسته في كلية الشريعة. يعيش في زنزانة منفردة منذ ترحيلة إلى سجن تولال 2 محروم من الفسحة الا لمدة 15 دقيقة في اليوم و لا يلتقي خلال الفسحة إلا سجين واحد فقط. لا تقدم له خلال رمضان إلا وجبة واحدة عند الساعة الرابعة مساء. يتوفر على غطاء وضيع و غير لائق. محروم من الاستحمام إلا مرة واحدة في الأسبوع لا يتوفر على أدوات النظافة و الحاجيات الضرورية للإنسان. لا يتوفر على مصحف لقراءة القرآن و لا ساعة لضبط الوقت غم أهمية ذلك خاصة خلال شهر رمضان. رواية عبد الصمد المسيمي للاحداث: تعرضت للضرب بشكل فظيع بسبب احتجاج السجناء على إخراج عبد الله المنفعة من الزنزانة و ضربه بشكل فظيع لأنه كان يقرأ القرآن، بسبب ذلك أخرجونا نحن الثلاثة، عبد الصمد المسيمي و عادل الفرداوي و يوسف خودري و تعرضنا للضرب بالعصي و إدخالها في أدبارنا و العبث باجهزتنا التناسلية و مناطق حساسة من اجسادنا و اغتصابنا و كنت معصوب العينين، ثم حملونا الى الكاشو و بقيت فيه لمدة اسبوع كامل. احتج باستمرار منذ كنت في سجن سلا على عدم التطبيب لانني مريض بالحساسية المزمنة. لم اخرج من الكاشو الا بعد كتابة التزام بعدم الاحتجاج مرة اخرى، و التهديد بالتعذيب في حالة العودة. تصريحات المعتقل مولاي عمر عمراني هادئ: تعريف بالمعتقل: مولاي عمر عمراني هادئ مدة الحكم: 10 سنوات + اربعة سنوات، قضى منها 5 سنوات ظروف الاعتقال: يعيش الاضطهاد التام و التهديد المتواصل و المنع من الكلام. يعيش في زنزانة منفردة منذ ترحيلة الى سجن تولال 2 محروم من الفسحة الا لمدة 15 دقيقة في اليوم و لا يلتقي خلال الفسحة الا سجين واحد فقط. لا تقدم له خلال رمضان الا وجبة واحدة عند الساعة الرابعة مساء. يتوفر على غطاء وضيع و غير لائق. محروم من الاستحمام إلا مرة واحدة في الأسبوع لا يتوفر على أدوات النظافة و الحاجيات الضرورية للإنسان. الزيارة مشبكة و لمدة 15 دقيقة فقط. لا يتوفر على مصحف لقراءة القرآن و لا ساعة لضبط الوقت غم أهمية ذلك خاصة خلال شهر رمضان. رواية مولاي عمر عمراني هادئ للاحداث: يروي انه عندما كان المعتقل عبد الله المنفعة يقرأ القران بصوت مرتفع حضر الحراس و أخرجوه من الزنزانة و بدؤوا بضربه بشكل همجي على مسمع من باقي المعتقلين، مما دفع بهم الاحتجاج بشكل جماعي عن الضرب و التعذيب الذي يتعرض له، الأمر الذي أدى إلى إخراج كل من المعتقلين يوسف خودري و عبد الصمد المسيمي و عادل الفرداوي و تعريضهم للضرب بشكل جماعي و التعذيب الوحشي و باقي المعتقلين يسمعون صراخهم، كما سمعنا الامر باغتصابهم و ادخال العصي في ادبارهم، ثم نقلوا بعيدا عن الزنازن إلى الكاشو و بقوا فيه لمدة أسبوع. وفي الأخير: فان هذه الروايات التي تقدم بها المعتقلون المذكورون و سمعتها منهم بشكل مباشر و التي يروون فيها ظروف اعتقالهم و التعذيب الذي يتعرضون اليه داخل سجن تولال2 منذ ترحيلهم اليه منتصف ماي 2011. الأستاذ عبد الصمد الإدريسي محام بهيئة مكناس عضو المكتب الوطني لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان.