مازالت تداعيات الإضراب عن الطعام الذي يخوضه السلفيون بسجن بوركايز بضواحي فاس، منذ أكثر من 40 يوما، مفتوحة. فقد دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على خط القضية، وطالبت، في رسالة لها، المندوب الجديد للسجون، ب»التحرك العاجل من أجل إنقاذ حياة المضربين». وتحدثت الجمعية عما يقرب من 22 معتقلا سلفيا في سجن بوركايز قالت إنهم يخوضون إضرابا عن الطعام منذ 11 نونبر الماضي، للمطالبة باحترام مكتسبات راكموها في السجن منذ سنوات، وعزلهم عن سجناء الحق العام، إقامة وزيارة وفسحة، واحترام حقهم في الخلوة الشرعية، وإعادة 5 معتقلين سلفيين جرى ترحيلهم من السجن إلى عدد من السجون بعيدا عن أسرهم، تورد المراسلة ذاتها. وفي السياق ذاته، دقت التنسيقية المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ناقوس الخطر بخصوص أوضاع هؤلاء السلفيين المضربين عن الطعام، مسجلة انخفاض وزن غالبيتهم بما يتراوح ما بين 13كيلوغرام للبعض و 25 كيلوغراما للبعض الآخر. وقالت إن معظمهم يصاب بالقيء المستمر، ويحس بآلام حادة، خصوصا على مستوى الكليتين، وقد خارت قواهم ومنهم من أصبح لا يقوى حتى على الكلام، ويظل طريح الفراش ولا يحس بالحركة في أعضائه السفلى، كما هو الحال بالنسبة للمعتقل أبو معاذ نور الدين نفيعا، الذي نقل إلى المستشفى للمرة الثانية هو وعدد من المعتقلين الآخرين، تضيف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وكانت عائلات السجناء السلفيين قد دخلت في اعتصام مفتوح أمام سجن بوركايز بضواحي فاس منذ 9 دجنبر الجاري، وقامت بتقديم أكفان أبنائها المعتقلين المضربين عن الطعام لإدارة السجن يوم الخميس 12 دجنبر الجاري، في إشارة إلى أن الموت يتهددهم إذا لم تتدخل الإدارة لحل مشاكلهم. ونفذت العائلات اعتصاما يوم 21 دجنبر الجاري أمام مقر المندوبية الجهوية للسجون بفاس، للاحتجاج على ما تسميه ب»التجاهل الذي يطبع سلوك المسؤولين رغم خطورة الوضع الصحي لأبنائهم». وذكرت مراسلة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأن القوات العمومية تدخلت لفض هذا الاعتصام. ودعا أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مندوبية إدارة السجون إلى التدخل لإنقاذ حياة المضربين عن الطعام قبل وقوع أية كارثة، احتراما للحق في الحياة، عبر فتح حوار عاجل مع المضربين للنظر في مطالبهم العادلة والمشروعة.