على بعد أمتار قليلة عن القصر الملكي بفاس الجديد، لم تبدي قوات الأمن أي تساهل مع عائلات المعتقلين السلفيين، من نساء وأطفال، والذين تجمهروا، مساء أول أمس الأحد، لتنفيذ اعتصام إنذاري أمام مقر المندوبية الجهوية لإدارة السجون بحي عين قادوس بفاس لأجل إبلاغ صوتهن، كما يقلن، بخصوص خطورة الوضع الصحي لمعتقليهن، والذين يخوضون إضرابا عن الطعام منذ أزيد من 40 يوما بسجن بوركايز بضواحي فاس. وعرفت ساحة مقر المندوبية الجهوية لإدارة السجون بفاس والأزقة والشوارع المؤدية إليه، إنزالا أمنيا مكثفا لقوات التدخل السريع بمختلف أطيافهم، والذين نفذوا مطاردات ضد سلفيين رجالا ونساء، والذين قدموا من مختلف أحياء فاس لتنفيذ الاعتصام، إذ طاردهم رجال الأمن المدججين بالهراوات والعصي، وتعقبوهم لمسافات بعيدة، بعد أن أعلنوا حالة استنفار بأهم الشوارع المحيطة بالقصر ومندوبية السجون بفاس، والتي توقفت بها حركة المرور لمدة قصيرة. وكشف مصدر أمني، أن تدخلهم جاء للحيلولة دون وصول السلفيين إلى ساحة مقر المندوبية الجهوية لإدارة السجون، حيث كانوا يعتزمون الاعتصام هناك، بحكم قرب المكان من القصر الملكي، والسجن المدني عين قادوس؛ مما كان سيتسبب في إثارة الفوضى بمحيط السجن الموجود بقلب الحي الشعبي عين قادوس. من جهتها، قالت حسناء مساعد، منسقة تنسيقية عائلات المعتقلين الإسلاميين العضو باللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين السلفيين، في اتصال هاتفي أجرته معها « أخبار اليوم»، إن « التدخل الأمني العنيف في حق زوجات وأخوات المعتقلين السلفيين، أسفر عن إصابة سلفية برضوض خلال تعنيفها من قبل قوات الأمن على مرأى ومسمع من طفليها والذين أصيبا بالهلع والخوف، كما تعرض معتقل سلفي سابق طاعن في السن، للضرب، واضطرت النساء وأطفالهن إلى الركوض في كل الاتجاهات هربا من عصا رجال الأمن». وأضافت منسقة عائلات المعتقلين الإسلاميين، إن «النساء، استأنفن صبيحة أمس الاثنين، اعتصامهن المفتوح أمام باب سجن بوركايز، والذي يدخل أسبوعه الثالث، بموازاة مع معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها معتقليهن ال21 وراء القضبان منذ 11 نونبر الماضي»، مشددة على أن السلفيات عازمات على التصعيد في أشكالهن الاحتجاجية لممارسة مزيد من الضغط على السلطات المغربية ، ودفعها للتدخل العاجل للاستجابة لمطالب معتقليهن وإنقاذ أرواحهم من الهلاك بسبب إضرابهم عن الطعام». وتأتي هذه التحركات المتسارعة للسلفيات وأطفالهن، بعد لجوئهن منتصف الأسبوع ما قبل الماضي، إلى إحضار أكفان وتسليمها لإدارة سجن بوركايز، لتكفين، كما قلن في رسالة أرفقوها بالأكفان، من سيفارق الحياة من المضربين عن الطعام.