يواجه عدد كبير من المعتمرين المغاربة مشاكل بسبب عدم تمكنهم من حجز تذاكر الطيران، وعدم برمجة شركات الطيران رحلات إضافية تجاه الديار المقدسة. والتمس برلمانيون من وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، اتخاذ الإجراءات والتدابير الاستعجالية الكفيلة ببرمجة رحلات إضافية للخطوط الجوية الملكية المغربية، وتمكين وكالات الأسفار وباقي المواطنين من حصص وتذاكر إضافية، لأداء مناسك العمرة برسم شهر رمضان انطلاقا من مدن الرباط والبيضاء وباقي مدن المملكة. وأضاف الملتمس الذي تقدم به البرلماني إدريس السنتيسي، وتوصلت به هسبريس، أن "شركات الطيران المباشر وغير المباشر لم تتجاوب مع جل طلبات حجز المقاعد من المعتمرين هذه السنة؛ كما أنها برمجت جل رحلات العودة إلى أرض الوطن قبل 28 رمضان، ما سيحرم المعتمرين من ختم القرآن الكريم في هذا المكان المقدس". وتابعت الوثيقة ذاتها بأن "ظروف وتداعيات الجائحة حرمت المواطنين من أداء هذه الشعيرة طيلة موسمين متتاليين"، مشيرة إلى أن عددا من الراغبين في أداء العمرة كانوا مسجلين منذ تفشي جائحة كورونا ويتوفرون على حجز فندقي. في هذا السياق أكد مصدر من شركة الخطوط الملكية المغربية أن الإعلان عن فتح العمرة تم بشكل متأخر هذه السنة، وهو ما انعكس على وتيرة تنظيم الرحلات الجوية، إذ اعتادت الشركة المغربية تنظيم وبرمجة رحلاتها نحو السعودية قبل عدة أشهر من موعد العمرة، وهو ما لم يتم هذه السنة. ورغم الإكراهات، يتابع مصدر هسبريس، فقد عملت الشركة على توفير عرض شبيه بالذي قدمته سنة 2019، إذ خصصت أزيد من 10000 مقعد للمعتمرين، فيما لم يتجاوز عدد المقاعد المخصصة سنة 2019 12000، مؤكدا عدم وجود فرق كبير بين الرقمين، خاصة مع استحضار السرعة التي اتخذ بها القرار هذه السنة، ووضعية الأسطول الجوي للشركة الذي شهد انخفاضا بحوالي 8 طائرات. وأوضح المصدر ذاته أن الشركة كانت تعمل على خفض حجم الرحلات نحو بلدان أخرى، ولا تبيع التذاكر نحو بعض الدول، وتعمل على إضافة عدد المقاعد نحو السعودية، لكن التأخر في الإعلان عن موعد فتح العمرة خلال هذه السنة صعب تنظيم الرحلات، مردفا: "لا يمكن أن تضحي الشركة بصورتها والتزامها مع المسافرين الذين حجزوا التذاكر نحو بلدان أخرى في وقت سابق وتفويت مقاعدهم لمسافرين آخرين". وجوابا عن سؤال حول برمجة رحلات العودة قبل 28 رمضان، قال المصدر ذاته إن "الأمر يتعلق بالمدة التي حددتها السلطات السعودية لعودة المعتمرين، إذ لا ينبغي أن يتجاوز مكوثهم هناك مدة معينة حتى لا يعد تواجدهم بالبلد غير شرعي". يذكر أن عددا من شركات الطيران، ومن بينها الخطوط السعودية والتركية، كانت تعمل على الرفع من حجم عرضها خلال هذه المناسبة، من أجل الاستجابة للطلب المتزايد على التذاكر، وهو الأمر الذي لم يتم خلال هذه السنة بحسب المعطيات التي استقتها هسبريس.