واصلت الصحف الأوروبية الصادرة ، اليوم السبت ، تسليط الضوء على وفاة الرئيس الجنوب افريقي السابق نيلسون مانديلا، ومساره ونضاله المرير ضد نظام الميز العنصري (الأبارتايد) ، وكذا اهتمامها بالاتفاق المتعلق بمنظمة التجارة العالمية الذي تم التوصل إليه في آخر لحظة ببالي (اندونيسيا) ، بالاضافة الى نتائج قرعة كأس العالم التي ستحتضنها البرازيل صيف 2014. ففي فرنسا، كتبت الصحف المحلية عن رحيل نيلسون مانديلا ، واعتبرت صحيفة (لوموند) أن مانديلا يستحق بجدارة لقب " الأيقونة " الذي يتبادر إلى الأذهان مباشرة بعد استحضار اسمه، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق "برجل استثنائي ساهم في تغيير عجلة التاريخ". وأضافت الصحيفة أن الراحل ساهم في مصالحة جنوب افريقيا مع ذاتها ومحو كل إحساس بالمهانة، والتوجه بقوة نحو المستقبل، مشيرة إلى أن مفهوم "الحقيقة والمصالحة" يعد إبداعا من إبداعات مانديلا، يشهد به العالم أجمع. وبعد أكدت (لوموند) في افتتاحية لها على ان " التطلع إلى الكرامة والقيم الانسانية يجب ان يتجذر في النفوس، من أجل تجاوز جميع العراقيل" ، قالت " إننا ندين في ذلك إلى مانديلا". ومن جانبها، كتبت صحيفة (لاكروا) أن كلمات الإعجاب والاحترام إزاء مانديلا، تتردد في كل مكان ، ممزوجة بالامتنان، مشيرة الى أن الأمر يتعلق بلحظات نادرة في تاريخ البشرية ، لحظة يجمع فيها الكل على شخصية واحدة. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، ان تاريخ مانديلا، يشكل نبراسا لاستلهام "روح الرجل الذي قاده الصراع ضد الأبارتايد، الى السجن لسنوات طويلة " ، مضيفة أنه بعد خروجه من " المعتقل اختار الطريق الصعب ، طريق المصالحة من أجل كتابة مستقبل أمته " المتعددة الأعراق والطوائف. أما صحيفة (ليبراسيون)، فقد أبرزت أنه إلى جانب مميزاته السياسية، فإن الزعيم الجنوب افريقي الراحل، يعد من طينة نادرة من الرجال الذين استطاعوا كتابة التاريخ، وقيادة الآخرين نحو تخطي الصعاب، مشيرة الى أن مانديلا، شكل طيلة عقود طويلة نموذجا لمقاومة السجن والاعتقال، وإلهام أنصاره، في جنوب افريقيا، من أجل الانخراط في معركة الكرامة والتحرر وحقوق الانسان. وفي سويسرا، كتبت الصحف المحلية عن رحيل "أحد عمالقة القرن العشرين"، واعتبرت صحيفة (لوطون) أن الرئيس الجنوب افريقي السابق،" نجح في ما فشل فيه الأخرون.. مصالحة شعب ممزق وإنقاذ دولة كانت على شفا حرب أهلية ". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لا تريبين دو جنيف)، أن "العالم أضحى يتيما برحيل مانديلا"، مشيرة إلى أنه يجسد "قدرة غير محدودة على التسامح والغفران". وأكدت أن الأمر يتعلق برجل استثنائي على كل المستويات ارتقى إلى مصاف "ملهمي الإنسانية". وفي إيطاليا، خصصت الصحف المحلية الحيز الأكبر من اهتماماتها لرحيل نيلسون مانديلا، حيث تصدرت صوره أغلب الصفحات الأولى للصحافة الصادرة اليوم. وتوقعت صحيفة (إل ميساجيرو) أن تشكل جنازة مانديلا حدثا تاريخيا غير مسبوق ، يوازي في قيمته أبرز الأحداث التاريخية التي عاشتها جنوب افريقيا.وسلطت الصحيفة الضوء على المسار الاستثنائي لمانديلا الموسوم بالنضال من أجل الحرية والعدالة، مشددة على أن الراحل يعد نموذجا للبطولة والثقة في المستقبل. وخصصت صحيفة (لاروبوبليكا) من جانبها ملفا كبيرا للراحل مانديلا تحت عنوان "العالم أجمع يقول شكرا لمانديلا"، مبرزة ردود الفعل العالمية بعد رحيله ولاسيما منها تصريح فريديرك دوكلير آخر رئيس أبيض لجنوب افريقيا. وفي ألمانيا، واصلت الصحف المحلية اهتمامها بوفاة نيلسون مانديلا ، كما ركزت على إعلان ألمانيا استقبال 5000 لاجئا سوريا إضافيا، وعلى قرعة كأس العالم التي ستحتضنها البرازيل . وهكذا ، كتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ)، تحت عنوان "منديلا .. نموذج للعالم" ، أن رغبة مانديلا من أجل تحقيق الحرية ألهمت الملايين من الأشخاص عبر العالم ، بفضل الشخصية والكاريزما التي تمتع بها ، مما مكنه من تبوء مكانة متميزة بل وأصبح رمزا وآمال كل السود في البلاد حيث كان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا التي أرادها بيتا لجميع مواطنيها دون ميز. واعتبرت الصحيفة أنه برحيل مانديلا فقد العالم رجلا عظيما "بكرمه الإنساني وتبصره السياسي ". ومن جهتها أكدت صحيفة (فيست دويتشه تسايتونغ)، أنه عند التساؤل لماذا يختلف مانديلا عن كل السياسيين في العالم ، فإن الجواب واضح ، ذلك لأنه بسيط وحكيم، ولم تجعل منه سنوات الاضطهاد والسجن إنسانا قاسيا ، وهذه الخصائص هي التي جعلت جميع الشعوب في جميع القارات يحترمون مانديلا الذي كان دائما وهو طفل وشاب متمرد وهو رئيس دولة مسن يحكم القلب والعقل معا ، فتمكن من القضاء على الميز العنصري وإدخال البلاد في عصر جديد . أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) ، فاعتبرت أن مجرد وجود الأب المؤسس لجمهورية جنوب أفريقيا الجديدة كان بمثابة تحذير للسياسيين الذين فقدوا الطريق بعد أن توفق في تغيير بلاد مزقتها العنصرية لسنوات ليصبح رمزا سياسيا عالميا. وفي ما يتعلق بإعلان الحكومة الألمانية عن استقبال 5000 لاجئ سوري إضافي، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه تسايتونغ) ، أن إعلان موافقة وزراء الداخلية في مؤتمر أوسنابروك على الرفع من عدد اللاجئين السوريين ليصبح المجموع عشرة آلاف لاجئ خبر يثلج الصدر وبالتالي يمكن منظمات اللاجئين في ألمانيا من أن تلعب دورا هاما للغاية ، وستصبح مقارنة بالاتحاد الأوروبي في مستوى أرقى بكثير . ومع ذلك، ترى الصحيفة ، أنه يتعين الرفع من هذا العدد ، مشيرة إلى أن تكاليف كل لاجئ ، التي عادة ما تتكفل بها الدولة المستقبلة كاملة ، يثير بعض المخاوف من أن يدفع ارتفاع التكاليف إلى تردد السياسيين في استقبال المزيد. وسلطت الصحف ، من جهة أخرى ، الضوء على قرعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة في البرازيل سنة 2014 ، فكتبت صحيفة (أينسناخر بريسه)، أن ألمانيا تأمل بقوة في الحصول على اللقب ، لذلك تأمل الصحيفة في أن يتخذ اللاعبون الذين سيذهبون إلى كأس العالم الحيطة من الإصابات الخطيرة. وفي اسبانيا، خصصت الصحف الصادرة اليوم السبت، ولليوم الثاني على التوالي، حيزا مهما لرحيل نيلسون مانديلا، مبرزة خصاله وإنجازاته وقناعاته وما قدمه للشعب الأفريقي وللإنسانية بشكل عام. وهكذا عنونت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، صفحتها الأولى ب"وداعا نيلسون مانديلا.. العالم ينعى غاندي أفريقيا "، مشيرة الى أن مواطني جنوب إفريقيا سيودعون " أباهم " إلى مثواه الأخير بعد عشرة أيام من الحداد. وأضافت اليومية، التي نشرت شهادات في حق رئيس جنوب إفريقيا السابق ومقتطفات من تاريخ كفاحه ونضاله ضد الميز العنصري، أن الشعب الجنوب إفريقي سيخلد إرث وروح مانديلا مؤسس الوحدة والمصالحة بين السود والبيض. أما صحيفة (إلباييس)، القريبة من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة) فقد كتبت تحت عنوان "إرث من أجل الحرية" أن ذكرى مانديلا باتت رمزا عالميا للقوة السياسية من أجل تجاوز الكراهية وجراح الماضي ، موضحة أن مانديلا لم يخف سر نجاحه السياسي والمتمثل في مد اليد للخصم، وجسد قوة الانسجام والتوافق. من جهة أخرى أفردت اليوميات الإسبانية حيزا من تعليقاتها لحظوظ وفرص المنتخب الإسباني بعد قرعة كأس العالم برسم 2014 في البرازيل ، مشيرة الى أن الفريقين اللذين خاضا نهاية بطولة العالم السابقة، إسبانيا المنتصرة وهولندا، سيلتقيان في المونديال المقبل ضمن المجموعة "ب" التي تضم أيضا الشيلي، إحدى الفرق الأكثر خطورة، وأستراليا. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على الحكم الذي أصدرته محكمة عسكرية على جندي بريطاني من قوات مشاة البحرية بالسجن مدى الحياة بعد تورطه في قتل مقاتل جريح من حركة طالبان خلال سنة 2011 بأفغانستان. واتهمت صحيفة (الغارديان) الجندي ألكسندر بلاكمان (39 سنة)، بتشويه سمعة الجيش البريطاني وتلطيخ اسمه في الوحل، بعد اقترافه جريمته بدم بارد ومع سبق الإصرار والترصد، حيث بادر إلى إطلاق النار على أسير أعزل وجريح. ونوهت صحيفة (الصن) ، من جانبها ، بالحكم الصادر عن المحكمة العسكرية في حق الجندي بلاكمان الذي اعترف بقتله الأسير الذي يقاتل في صفوف حركة طالبان بمسدس من عيار تسعة ملمتر باقليم هلمند بأفغانستان. ومن جهتها ، اعتبرت صحيفة (الديلي ميل) أن الجريمة التي ارتكبها بلاكمان تعكس وضعية ونفسية الجنود البريطانيين الذين يعملون في ظروف شديدة الصعوبة والقساوة، ويعانون من ضغوط نفسية لا يمكن تجاهلها. وفي نفس المنحى، المدافع عن الجندي البريطاني، كتبت صحيفة (الديلي تلغراف)، التي نقلت تصريحات لعقيد في الجيش البريطاني، يؤكد فيها أن الجنود البريطانيون الذي يرسلون إلى افغانستان في مهمات قتالية لمحاربة الارهاب معرضون لارتكاب أحكام في التقدير بسبب ضغط الحرب والمعارك. أما صحيفة (الاندبندنت)، فذكرت من جانبها بالمسار المهني للجندي المدان والذي قضى 15 سنة في صفوف الجيش البريطاني وعمل في كل من العراق وإيرلندا الشمالية وأفغانستان، حيث ارتكب جريمته التي تعود إلى 15 شتنبر 2011، حين قتل محاربا أعزل من قوات طالبان يعاني من جراح إثر إصابته بنيران مروحية من طراز (أباتشي). وكان الجندي بلاكمان قد أرسل لمعاينة ما اذا كان المقاتل لا يزال حيا او مات متأثرا بجراحه، قبل أن يجهز عليه بدم بارد، وهو ما وقفت عليه المحكمة العسكرية عبر تسجيل لشريط فيديو للمراقبة يتم تثبيته فوق خوذات الجنود البريطانيين أثناء المعارك. وفي روسيا، كتبت صحيفة (كاميرسانت )، عن إجراء ممثلين عن الولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وعدد من البلدان الغربية مفاوضات في أنقرة مع ممثلي المجموعات الإسلامية المقاتلة في سورية . وأوضحت الصحيفة ، أن اللقاء يعد الأول من نوعه، مشيرة إلى أن الغرب سبق أن أعلن دعمه للحركات العلمانية التي تنضم إلى الجيش السوري الحر ، ولكن تبين ان هذه الحركات تفقد نفوذها بسرعة، مما اضطر واشنطن وحلفائها للبحث عن شركاء جدد . وأشارت صحيفة (ازفيستيا ) ، من جهتها ، الى أنه ، قبل شهرين اضطر الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزير خارجيته للموافقة على المبادرة الروسية بشأن السلاح الكيميائي السوري، على الرغم من تصريحاتهم العديدة بعدم امكانية التفاهم مع النظام السوري . وفي بلجيكا، سلطت الصحف الضوء على نتائج قرعة كأس العالم لكرة القدم التي ستحتضنها البرازيل خلال الصيف القادم، مشيرة إلى أنها خدمت مصالح المنتخب البلجيكي حيث وضعته في مجموعة في المتناول. وكتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك)، أن الشياطين الحمر يتواجدون في مجموعة سهلة نسبيا، بما يجعل طموحهم في الارتقاء إلى الدور الموالي واحتلال صدارة المجموعة أمرا واردا. وأوضحت بالمقابل، أن مسار ما بعد الدور الأول، يبدو صعبا وغير يسير، مشيرة إلى أن القرعة حكمت على منتخب بلجيكا بإمكانية مواجهة ألمانيا والبرتغال أو غانا في دور الثمانية. وعبرت صحيفة (لوسوار) ، من جهتها، عن ارتياحها لنتائج القرعة التي وضعت بلجيكا في أحسن مجموعة . وقالت إن فريق الشياطين الحمر لا يمكن أن يحلم بما هو أحسن من ذلك وأنه بالرغم من سهولة المباريات فإن ذلك يتطلب الاستعداد الجيد لها. وخصصت صحيفة (لاديرنيير أور) من جانبها افتتاحيتها، لنفس الموضوع، حيث اشارت إلى أنه إلى جانب روسيا، فإن بلجيكا تعد أول المرشحين لتجاوز الدور الأول، وهو الوضع الذي لم تستفد منه الشياطين الحمر في السابق. واضافت أنه بالرغم من سهولة المنافسات ظاهريا، فإن الحذر مطلوب من المنتخب البلجيكي لتجنب كل مفاجئة غير متوقعة. وفي السويد، أشارت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) إلى أهمية الاتفاق الذي تم توقيعه في بالي (اندونيسيا)، تحت رعاية منظمة التجارة العالمية من أجل تحرير المبادلات التجارية، مضيفة أن الاتفاق يفتح آفاق تسهيل التجارة المتعددة الأطراف ويعطي دفعة قوية للاقتصاد العالمي. وأضافت أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بصعوبة يفتح الباب أمام إحداث نحو 21 مليون منصب شغل إضافي في مختلف أرجاء العالم. ومن جانبها، كتبت صحيفة (سيدفينسكان) أن الاتفاق يفتح عهدا جديدا حيث سيساهم في نمو الناتج الداخلي الخام العالمي بنحو 1000 مليار دولار إضافية. مشيرة إلى أن الاتفاق سيمكن من اعتماد إصلاحات عميقة على صعيد التجارة العالمية.