اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين، بفضيحة قيام هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية بجمع بيانات عن مواطنين بريطانيين، والفيضانات التي تجتاح أوروبا، وإصلاح نظام العلاجات الصحية بهولندا، والجدل حول وجود جنود إيطاليين ضمن القوة الدولية لإرساء الأمن بأفغانستان، وحركة الاحتجاجات بتركيا، ودخول الرئيس الجنوب إفريقي السابق نلسون مانديلا للمستشفى مجددا. ففي بريطانيا قامت صحيفة (الغارديان)، التي كانت وراء الكشف عن خيوط فضيحة قيام هيئة الاتصالات البريطانية ، منذ سنة 2010، بجمع معلومات وبيانات عن المواطنين البريطانيين ، بواسطة برنامج (بريزيم) المعلوماتي الذي ابتكرته الوكالة الأمريكية للأمن القومي، بنشر حديث مع إدوار سنودوان، العميل الأمريكي الذي مكنها من المعلومات الخاصة بنظام المراقبة معتبرة أن الأمر يتعلق بأهم تصريحات ومعلومات يتم الكشف عنها في العصر الحديث. وأشارت (الغارديان) إلى أن سنودوان، الذي تتم مقارنته بعميل الاستخبارات الأمريكي دانييل إلسبيرغ الذي قام بنشر وثائق لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حول حرب فيتنام، يعتبر أن ما قام به نابع من حرصه على حماية الحريات المدنية مؤكدا ارتياحه لردود الفعل التي أعقبت نشر التسريبات التي قامت بها الصحافة بخصوص موضوع المراقبة والتنصت في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا. وتطرقت صحيفة (الاندبندنت) من جهتها إلى الحوار الذي خص به وزير الشؤون الخارجية ويليام هيغ، تلفزيون (بي بي سي) أمس الأحد، والذي أكد من خلاله أنه ليس للمواطنين البريطانيين ما يخشونه من أنشطة مصالح الاستخبارات التي تتحرك في ظل احترام تام وكامل للقانون مشيرة إلى أن تصريحات رئيس الديبلوماسية البريطانية لم تبعث الارتياح في صدور المنشغلين بمستقبل الحريات المدنية في العصر الرقمي. واعتبرت صحيفة (الصن) من جانبها أن ويليام هيغ دافع بحماس كبير وشراسة عن عمل أجهزة الاستخبارات البريطانية مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه من حق المجتمع طرح أسئلة بخصوص ما إذا كان اللجوء إلى خدمات برنامج (بريزم) المعلوماتي يعد انتهاكا للقوانين البريطانية التي تقيد سلطات هيئة الاتصالات الحكومية. أما صحيفة (التايمز) فترى أنه يتعين على السلطات البريطانية طمأنة الرأي العام بخصوص هذه القضية مشيرة في السياق ذاته إلى أنه من النادر أن يتم التنويه بجهود مصالح الأمن. ومن جهتها، تناولت الصحف الألمانية عددا من المواضيع أهمها المناقشة العامة حول رصد مساعدات طارئة لمواجهة الفيضانات، والتداعيات السياسية لملف الطائرات بدون طيار، والعلاقات الصينية الأمريكية. وبخصوص الفيضانات، كتبت "لوسيتزير روندشاو" إن "الوقت قصير، والبلديات والشركات والأشخاص المعنيين يريدون معرفة كيف ستساعدهم الحكومة الاتحادية، لإعادة بناء الطرق والمنازل وتعويض الخسائر التي تكبدتها المزارع" مشيرة إلى أنه بالرغم من النوايا الحسنة للحكومة التي أعلنت في وقت سابق عن رصد 100 مليون أورو كمساعدات طارئة ، فإن الوضع يتطلب الإسراع في التنفيذ. أما "ساربروكن تسايتونغ" فذكرت بأن إسراع حكومة شرودر بتقديم مساعدات مالية قدرت بسبعة مليار أورو عند وقوع فيضانات 2002 التي خلفت أضرارا جسيمة أمر " لا يمكن إنكاره"، لكنه شكل أيضا فرصة لشرودر "من أجل تأمين إعادة انتخابه"، مشيرة إلى أن ضحايا الفيضانات يتوقعون أن تسرع الحكومة الحالية بصرف المساعدات. من جهتها اعتبرت "لايبسيغر فولكستسايتونغ" أن المساعدات ليست محصورة على الدولة فقط لمواجهة الخسائر التي خلفتها الفيضانات، بل يتعين تقديم مزيد من التبرعات الخاصة التي من شأنها أن تساعد بالفعل على التخفيف من معاناة المتضررين ، مشيرة إلى أن ألمانيا ،كما أكد على ذلك الرئيس الاتحادي يواكيم غاوك الذي قام بزيارة لبعض مواقع الفيضانات ،هي "أرض التضامن" . وبخصوص ملف الطائرات بدون طيار "يورو هوك" الذي مازال السجال حوله متواصلا، علقت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" أنه إذا كانت المعارضة تعتقد أن " وزير دفاع كذب "فإن "استقالته هي مسألة وقت" ، معتبرة أن الحملة التي تشن ضده هي ل"أغراض انتخابية" ، منتقدة في نفس الوقت التخلي عن عضو في مجلس الوزراء وسياسي محافظ في قضية لا يتحمل كل المسؤولية فيها. أما "زود دويتشه تسايتونغ" فترى من جانبها أن المهم هو معرفة الخسائر الحقيقية التي كبدها المشروع بدلا من التساؤل عن المدة التي كان وزير الدفاع خلالها على علم بفشل المشروع مشيرة إلى أن المهم هو التركيز على القضايا الموضوعية وليس الذاتية. وبخصوص العلاقات الأمريكية الصينية كتبت "فرانكفورتر روندشاو" أن اجتماع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالزعيم الصيني شي لم يمكن من "القضاء على استياء الأميركيين من الهجمات الالكترونية من الصين" مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة مازالت قلقة ، أيضا ، من موقف الصين حول تسليح كوريا الشمالية نوويا فيما بكين قلقة إزاء زيادة تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة على المحيط الهادئ، عبر زيادة تواجدها العسكري. أما صحيفة "دي فيلت" فتعتبر أن بكين تريد التوسع دون الدخول في حرب باردة جديدة ، وأمريكا ترغب في حماية مصالحها الاقتصادية دون حرب مشيرة إلى أن البلدين لا يكمن اعتبارهما عدوين كما لا يمكن اعتبارهما صديقين. وفي هولندا، اهتمت الصحف على الخصوص بإصلاح نظام العلاجات الصحية وأثره على مدة التشغيل حيث أشارت إلى أن هذا الإصلاح الذي يدافع عنه كاتب الدولة في الصحة مارتان فان رجين سيتسبب في تقليص الميزانية المخصصة للبلديات وفقدان آلاف الاشخاص لمناصب عملهم موضحة أن آلاف المعالجين والمرضى احتجوا أول أمس السبت بأمستردام ضد هذا المشروع. وفي إيطاليا، توقفت الصحف عند تجدد الجدل حول وجود جنود إيطاليين ضمن القوات الدولية المساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان إثر مقتل جندي وجرح ثلاثة آخرين من ضمن الفيلق الإيطالي. وفي هذا الصدد، كتبت "لا سامبتا" أنه مع وصول جثمان الجندي القتيل اليوم الاثنين إلى البلاد، فإنه يتعين على إيطاليا "تقييم جميع المعطيات بخصوص استحضارها لتعديل محتمل لحضورها في هذا البلد". من جانبها، أعربت "لا ريبوبليكا" عن الأمل في أن يمكن سحب الجنود الإيطاليين المرتقب يوم 31 دجنبر 2014، من حصر حصيلة الضحايا الإيطاليين الذين بلغ عددهم إلى حدود السبت المنصرم 53 قتيلا . وفي تركيا، واصلت الصحف اهتمامها بحركة الاحتجاج ضد الحكومة التي دخلت يومها الحادي عشر، مبرزة أن شد الحبل متواصل بين رئيس وزراء رجب طيب أردوغان متصلب ومتظاهرين عازمين على المضي في الدفاع عن مطالبهم إلى النهاية. وسلطت الصحف الضوء على ردود فعل الشارع التركي على الرسائل "الحازمة" و"المستفزة" التي وجهها رئيس الوزراء في مختلف اللقاءات التي حضرها أمس الأحد. واتهمت صحيفة "كام حرييت"، لسان حال (حزب الشعب) المعارض، رئيس الوزراء بتقسيم الشعب، و مباشرة الاستفزاز إثر تصريحاته أمام الآلاف من مناصريه وخاصة في أضنة وأنقرة. وفي بلجيكا، توقفت الصحف أيضا عند الاحتجاجات التي تشهدها شوارع تركيا ضد حكومة رجب طيب أردوغان.وفي هذا الإطار، كتبت يومية "لو ديرنيي أور" أن رجب طيب أردوغان رد أمس الأحد، بقوة على عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين يطالبون منذ عشرة أيام باستقالته، وذلك من خلال تعبئة مناصريه والتحذير بأنه لصبره "حدودا". وفي فرنسا، شكل ولوج الرئيس الجنوب إفريقي السابق نلسون مانديلا إلى المستشفى إثر تدهور وضعه الصحي.أحد أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف .وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "ليبيراسيون" أن جنوب افريقيا استقبلت خبر ولوج مانديلا إلى المستشفى أول أمس السبت ببريتوريا، وهي معقودة اللسان، مشيرة إلى أن بطل مكافحة نظام الأبارتايد يعاني من التهاب رئوي، وأن أطباءه يصفون وضعه الصحي بأنه "مقلق ولكنه مستقر". وتحت عنوان "الجنوب إفريقيون يصلون من أجل مانديلا"، كتبت "لوباريزيان" أن الجنوب إفريقيين يأملون في أن تكون نهاية هذا الرجل الذي "يجسد لوحده كفاحا ضد القمع ومن أجل الحرية" نهاية كريمة وتليق بشخصه. وفي اسبانيا، تصدر الانتصار التاريخي للاعب كرة المضرب الإسباني رافاييل ندال، الذي حاز أمس الأحد على كأس رولان غاروس، اهتمامات الصحف وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلباييس)ان رافايل ندال فاز بلقبه الثامن في منافسات رولان غاروس، ونشرت صورة للاعب الإسباني حاملا الكأس، مشيرة إلى أن ندال (27 سنة) أضحى أول لاعب تنس يحرز لقب رولان غاروس ثمان مرات، بعد أن هزم أمس الأحد مواطنه دفيد فرير بثلاث جولات 6-3 و6-2 و6-3. من جهتها كتبت صحيفة (أ بي سي)، التي صدرت صفحتها الأولى بصورة لرافايل ندال تحت عنوان "ندال، مشاعر إسبانيا المتفوقة"، أن لاعب التنس الإسباني، الذي بكى وهو يستمع للنشيد الوطني لبلاده، فاز بلقبه الثامن في رولان غاروس على مواطنه فرير، ليصبح بذلك لاعب كرة المضرب الأكثر تتويجا في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس. وبدورها أشادت صحيفة (لاراثون) بانجاز اللاعب الاسباني مشيرة ألى إن الإسباني رافاييل ندال "فريد ومتميز، إذ لا أحد استطاع أن يفوز مثله بهذا العدد من البطولات الكبرى". وتحت عنوان "ملك الملوك" كتبت يومية (إلموندو) أن لاعب التنس الإسباني لم يكن يصدق أنه سيصبح لاعب كرة المضرب الوحيد في العالم القادر على تحقيق هذا الإنجاز في واحدة من منافسات البطولات الكبرى. أما اليومية الرياضية (أ إس) فكتبت، من جهتها، أن "نادال كسر الحدود"، مشيرة إلى أن لاعب التنس الإسباني أكد أنه "لم يتخيل قط" أنه سيحقق مثل هذا التتويج الذي حاز عليه أمس. وبموسكو، كتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" " أن "اسرائيل ستقوم بنشر خمس بطاريات جديدة لمنظومة الدرع الصاروخية "القبة الحديدية" ، مضيفة أن الكونغرس الأمريكي وافق على منح إسرائيل مبلغ 488 مليون دولار لتصنيع وشراء منظومات حديثة للدرع الصاروخية. أما صحيفة "موسكو تايمز"،فتطرقت من جهتها لمسألة الانتقادات التي تتعرض لها روسيا لحمايتها حتى اللحظة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكتبت الصحيفة أن الخبراء يرون في هذه المسألة لعبة قوة مع الغرب ليس إلا.